عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 30-03-2006, 11:11 PM
فلوجة العز فلوجة العز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
إرسال رسالة عبر MSN إلى فلوجة العز
إفتراضي

عامل المكتب : لا أدري , الظروف هناك متشابكة ..
علم جعفر أن هذه توصيات أمريكية , و أن أي شاب يتوجه إلى المخابرات لأخذ تصريح سفر معرض للإعتقال ,

قرر جعفر عدم الذهاب , حتى لا "يؤسر" أو "توضع في ملفه علامات استفهام "
و عاد إلى حياته " العادية "
مضى 35 سنة ,
توفيت" أم المثنى " قبل عشرة سنوات بمرض القلب ,
توفى الشيخ "أبو محمود" قبل 8 سنوات بمرض سرطان الكبد ...
المهندس "محمد خير " توفي هو الآخر قبل عامين بعد صراع طويل مع ورم دماغي , ولقد كان عضوا في البرلمان عن حزب جبهة العمل الإسلامي لدورتين متتابعتين قبل أن يرحل ..
مثنى هاجر إلى أستراليا , وهو يعمل هناك في مجال الحاسوب ,
خالد , طبيب بارع , متزوج من فتاة حسناء , ويقيم بجوار والده " جعفر " في مجمع سكني فاخر.
أما جعفر , فلقد ناهز عمره السبعين , متقاعد منذ 5 سنوات , يعاني من هبوط في عضلة القلب , مما يسبب " ودمة رئوية" بين الحين و الآخر يصحبها ضيق في التنفس ,
كانت زوجة ابنه "خالد" تقوم على رعايته , لكنها لم تكن تخفي تذمرها منه , و كان يشعر أنها تتمنى رحيله....
لكن ما باليد حيلة ,
لم يعد " جعفر " يجد من يبتسم له , أو يجلس لسماعه ..
فأبناء جيله رحلوا , أو على وشك الرحيل ,
لقد كان كهلا , ثقيلا , بطيئ الحركة , ضعيف الإبصار و السمع ..
في ليلة لا قمر فيها ,
بينما كان خالد في مناوبة ليلية في المستشفى ,
دقت زوجة خالد باب غرفة جعفر بطريقة مستفزة ..
جعفر : تفضلي يا ابنتي ..
زوجة خالد : عمي عذرا , سأذهب إلى زيارة أهلي اليوم , أخبرت خالدا فأذن لي , لن اتأخر ...
جعفر : حسنا ..لا بأس , فقط احضري لي دوائي ... فبعد ساعة يأتي موعده ...و مفتاح الصيدلية "لديك"..
زوجة خالد : الآن انا مستعجلة يا عمي , لن اتأخر , عندما أعود أخرجه من الصيدلية و اعطيك دواءك , لن أتاخر ..ساعة وأكون هنا ..
جعفر : كما تشائي ,
زوجة خالد : هل تريد شيئا قبل خروجي ؟
جعفر : أقفلي الأنوار , لوسمحتي ..
أقفلت زوجة خالد الأنوار , و تمتمت بكلمات تذمر , و أغلقت الباب بعنف ,
لم يكن جعفر يحب أن يفسد العلاقة بين خالد و زوجته " الحسناء " التي شغفته حبا , فآثر دوما السكوت و الإحتساب ...
نظر إلى الظلام الدامس من حوله ,

" ها أنت يا جعفر , في فراشك , أسير بلا قيد ,
ها أنت يا جعفر , عشت حتى بلغت السبعين ...مرت كطرفة عين ..
هل شبعت من الحياة ؟ لا يهم شبعت ام لم تشبع , فلقد اوشك الرحيل ,
يا جعفر , أين الأحبة ؟
أين الخلان ؟
أين أم المثنى ؟
أين الشيخ " ابو محمود" ؟
أين " محمد خير" ؟
أين حبيبتي " جهاد" ؟
أين " زمن الهوان " ؟
هنا , انفجر الرجل الكهل " جعفر" بالبكاء , و بدأ يردد تلك الأنشودة التي أحبها ...
يا حواري الخلود ..

http://marmotfarm.com/cgi-bin/upload2/source/up82539.rm
أين أنت يا " خذوني للجهاد " : انتظرت ان يأخذوك فلم يأتي احد ليأخذك ,إلا ملك الموت على فراش القعود ..
أليوم أقول وداعا يا حواري الخلود ...
أليوم أموت على فراشي ...

لم انس كلماتك يا "زمن الهوان " :
" اسمك "خذوني للجهاد" , و صدقني لن يات أحد ليأخذك , الجهاد طريق محفوفة بالصعاب , كيف لا و هي طريق الفردوس الأعلى ......
__________________
الرد مع إقتباس