الباب الثاني : في زيارة صديق
لقد وضعت هذا الباب في هذا الترتيب ، من أجل التنقل بين أبواب الوصايا حتى لا يبدو وكأن الوصايا عبارة عن مشروع لبناء منهج تربوي ، بل حيث تبرز أهمية ما يلاحظ من ضرورة استحضار لمثل تلك الوصايا :
1 ـ حاول بقدر الإمكان الاعلان عن زيارتك ، مع التأكد من رغبة صديقك بتلك الزيارة .. ولا تقم بزيارة مفاجئة ..
2 ـ تجنب توقيت الزيارة بأوقات تناول الطعام ، أو أوقات راحة من تزور ..
3 ـ لتكن زيارتك قصيرة بقدر الإمكان ، فقد تضيق حرية الآخرين .. اذ أنه ممكن أن تكون الأسرة لها ارتباطات أو أنها تتابع برنامجا تلفزيونيا حيث يكون استقبالك بالزيارة ..
4 ـ لا تجلس في مكان يسمح لك بالنظر الى ما في داخل البيت ، أي أمام باب يفضي الى حيث يتنقل أهل البيت .. بل اختر المكان الذي يحول دون رؤيتك لخواص أهل البيت .. حتى لو طلب منك مضيفك غير ذلك ..
5 ـ لا تبدي تأففا من جو الغرفة أو أثاثها .. فهذا يؤذي مشاعر من تزور ..
6 ـ اشرب ما يقدم لك دون إظهار امتعاض من زيادة سكر أو قلته .. ولا تتحدث عما تحب أن تكون عليه حالة الشراب ..
7 ـ لا تختار مواضيع طويلة ، قد تحدث الضجر لدى مضيفك ..
8 ـ لا تدخل الى بيت وأنت في حاجة للذهاب الى الحمام ..فهذا قد يخلق نوعا من الاحراج لمن تزور ..
9 ـ اذا رأيت أن أهل البيت يخلعون أحذيتهم قبل دخول الغرف فافعل كما يفعلون .. ولا تدخل بحذائك ..
10 ـ لا تسأل عمن يصادفك في البيت ، اذا لم يقدمه لك مضيفك ..
11 ـ حذار من علو صوتك أثناء الحديث .. أو القهقهة بصوت عال ..
12 ـ قبيل انتهاء مشروبك أو ما قدم لك ، هيئ نفسك للخروج ، بإعلانك عن ذلك .. واعتذر عن الدعوة للبقاء لفترة أطول ، فهي دعوات لا تعدو كونها مجاملة . واعلم يا بني أن البيوت كالأعشاش للطيور ، لا يرغب ساكنوها بمشاركة غيرهم .. وان إنسانية بني آدم في الضيافة ، اذا طالت مدة بقاء ضيفه فان نوازعه للانفراد بعشه ستعود ..
__________________
ابن حوران
|