الباب الثالث : في اختيار الصديق
اعلم يا بني أن خير كلام هو كلام الله ، و أفضل الهدي ، هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصدق إذ يقول : ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) .. ولما كانت الأرواح لا تميز بين فقير وغني ، رفيع ووضيع .. فانه ممكن أن يكون لك صديق من أي وسط كان .. ولكن تحرى في تعزيز روابط صداقتك معه وفق ما يلي :
1 ـ لا تصادق من يذكر أهله في سوء ، حتى لو كانوا سيئين ..
2 ـ لا تصادق من يكون فاحش القول والبصر .. فتحرى هذا السلوك في صديقك .. فان كان به من تلك الخصل .. فعاجل لفك ارتباطك به ..
3 ـ لا تصادق من يذكر أعراض الناس ، ويتقصى أخبارهم .. فان أشنف أذنيه لسماع أخبار أعراض الناس ، فبادر لفك ارتباطك بصداقته ..
4 ـ لا تصادق ، من يغتب أحدا .. فهي خصلة عاطلة ولا يشرفك من كانت لديه.
5 ـ لا تصادق من يتوقف عند طراز بيت أو سيارة أو يفتن بملبس أو يتحدث عن أصناف الطعام ، أو الشراب .. فهذا ستقوده شهواته يوما ليصبح مشروعا لانتهازي ، أو ماسوني ، أو مخبر ، فلن يحفظ سرك من أجل شهواته ..
6 ـ لا تصادق من يتأخر عن نجدة صديق له ، اذا دعت الحاجة ..
7ـ لا تصادق من يشتكي منه أهله وذويه لسوء سلوكه بالبيت أو الحي ..
8 ـ لا تصادق من يحاول ثنيك عن أداء شعائرك الدينية كالصلاة والصوم وغيرها .. وتحرى من يكون سلوكه ملتزما بالدين بقدر الإمكان ..
9ـ لا تصادق من يقطع رحمه ، ولا يتزاور مع ذويه ، ويقف معهم في أفراحهم وأحزانهم .. ويحمل همهم ويحفظ عرضهم ..
10ـ لا تصادق الكسول الغبي ، الذي لا يعنيه شيء في هذه الحياة .. فانه سيجعل حسك بليدا وهمتك فاترة ..
11 ـ لا تصادق الحسود ، الذي يذكر ما لدى الآخرين بطريقة كلها حسد ..
12ـ لا تصادق البخيل الذي لا يخرج شيئا من جيبه في وقت يجب أن يفعل ..
13 ـ لا تصادق الثرثار الذي يتكلم في مواضيع بلا طائل .. ويحاول الخوض في كل شيء يقال أمامه ، سواء علم به أم لم يعلم ..
14 ـ لا تصادق المتكبر الفاجر ، المتباهي بوسامته وقوته ولا يحترم من هو أكبر منه ولا يرحم من هو أضعف منه أو أصغر منه ..
15 ـ لا تصادق الأكول الذي لا يرد دعوة مهما كانت ، فان صفته ستترك آثارها عليك ..
16 ـ لا تصادق من لا يحسن الجلوس بحضور الآخرين ، كأن يضع رجلا على رجل أو يفتح رجليه ويسند ظهره ، عند من لا يكن له عهد بمعرفتهم ..
__________________
ابن حوران
|