سنيته
إتباع السنة منحة ربانية وعمل صالح مبرور من أعظم أعمال العبد , ولا يحصل ذلك إلا بتوفيق من الله , وفرق بين أن يقرأ العبد للسنة ويطالعها ويحفظها وبين ان يضيف إلى ذلك التسنن بها وظهورها على حركاته وسكناته , وكذلك كان ابن تيمية رحمه الله فقد ظهرت في معاملاته , في كلامه , في أخذه وعطائه , في سلمه وحربه , في رضاه وغضبه , في تأليفه وفي رسائله , في خطبه ودروسه ومواعظه وحواره وجدله , فكان من نظر إليه ذكر الله عز وجل وتذكر سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وكان معظما للرسول صلى الله عليه وسلم , موقرا له , خاشعا بين يدي سنته , مستسلما لحكمه , معظما لحديثه , متبعا لآثاره , مقتديا بكل ما صح عنه عليه الصلاة والسلام , فظهرت بركته على أصحابه وطلابه وتلاميذه , حتى قالوا ما رأينا أكثر عملا بالسنة من ابن تيمية , ولا رأينا أكثر من ظهرت عليه بركات السنة من ابن تيمية , ولا رأينا من لاحت عليه معالم السنة في كل حركة من حركاته من شيخ الإسلام , حتى إن من رآه تذكر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم , يذكرك في لباسه , في عمامته , في قميصه في نومه , في يقظته , في أكله وشربه , في ذهابه وإيابه , في مخالطته للناس وفي عزلته , مستمسكا بالسنة حرفاً حرفاً وجملة جملة وأثراً أثراً . فغفر الله له ..
.. يتبع ..