ابن تيمية مع الدليل
من تميز ابن تيمية أنه صاحب دليل وبرهان , فلا يقول قولا له دليلٌ في الكتاب ولا في السنة إلا أورده , وهمه أن يعتصم في كل مسالة بآية أو بحديث ثابت , فليس صاحب هوى وليس مقلدا متعصبا , بل يطلب الحق أينما وجد , ويريد الحجة , ويفرح بالبرهان , ويتبع الدليل , ويسير معه حيثما سار , سواء كان في أصول المسالة أو في فروعها , فتراه إذا كان الدليل مع أي مذهب من المذاهب _ سواء كان حنفيا أو مالكيا أو شافعيا أو حنبليا _ ذهب معه و اعرض عما سواه , وهو يوصي طلاب العلم أن يعتصم في كل مسألة بدليل ثابت , ثم لا يلتفت إلى قول أحد من الناس كائنا من كان , ويرى أن على طالب العلم أن يدور مع الدليل حيثما دار , ولا يكون مقلدا , فإن العلماء ليسوا أنبياء معصومين , وهذا الذي ميز شيخ الإسلام , حيث جعل لكلامه من الخلود و القبول والرسوخ والأصالة و العمق ما ليس لغيره , فليس ضعفا في إيراد الكلام , بل تجد عليه أنوار النبوة تلوح , وعليه براهين الحق تسطع .
.. يتبع ..