عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-04-2006, 01:10 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي

* دلائل الحنين لطالبان:


حين بدأ حكم حامد كرزاي انتشرت جرائم الفساد الأخلاقي، واغتصاب النساء، والتفجيرات العشوائيَّة التي تثير قلاقل أمنية في البلاد، وظهر قطَّاع الطرق والمافيات المحليّة التي تتاجر بالنساء وتفرض الدية على أصحاب المحلات والتجّار، كما انتشرت جرائم خطف الأطفال، ولعلَّ خبراً سريعاً أورده موقع الجزيرة نت 18/3/2005م يوضح مأساة خطف الأطفال وانتشارها في أفغانستان بعد حكم "كرزاي"، فقد قام رجال مجهولون بخطف أحد أبناء مقاول بنَّاء في قندهار، وتركوا له رسالة تقولنحن أناس متوحِّشون قساة، وسنقتل ابنك إن لم تدفع فدية قدرها 15ألف دولار) فما كان من ذلك الرجل إلاَّ أن جمع المال بكلِّ سرعة ممكنة وتركه في المكان الذي حدَّده له الخاطفون، لكنَّه في اليوم التالي عثر على جثَّة ابنه ممزَّقة في أحد شوارع المدينة، وبعدها بقليل ثار مئات الأهالي وخرجوا متظاهرين يهتفون: يسقط أباطرة الحرب، أعيدوا حكم طالبان...حيث عثروا على جثَّة طفل آخر مخطوف.


بل وصل التذمُّر من الوضع الأمني القلق من الممثِّل عن المجلس المحلي المنتخب بقندهار المسمَّى بـ"زارجونا كاكار" بحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، حيث صرَّح خلال اجتماع له قائلاً: "نحن في حاجة إلى الأمن، وليس الطرق والجسور والمدارس"، مضيفًا: 'يجب أن يأتي الأمن في المقدمة، ثم يمكننا بعد ذلك القيام بإعادة البناء والإعمار", وممَّا هو معلوم أنه في معظم الطرق السريعة بين القرى والمدن الأفغانية، لا يستطيع أحد أن يخرج بعد صلاة العصر خوفاً من قطاع الطرق الذين ينتمون في معظم الأحيان لفصائل الحكومة الأفغانية الائتلافية!!


وللقارئ الكريم أن يتخيَّل وهو يعيش تحت حكومة مدنيَّة ديمقراطية! يحصل أثناء حكمها هذه المآسي، ولا تفعل تلك الحكومة إلاَّ أن تقيل مسئولا وتعيِّن آخر هذا إن فعلت! ويبقى الوضع كما كان من الفوضى والجرائم.


وبالنظر إلى الاتجاه المعاكس لهذه الحكومة المتمثِّل في جماعة الطالبان وحلفائهم، فقد وجدنا أنَّ لهم دوراً كبيراً في نشر الأمن، ومحاربة أهل الفساد، وتأكيداً على ذلك فقدنشرت وكالات الأنباء مؤخَّراً ومنها موقع: "العربية نت" دور الطالبان في تأمين كثير من الأوضاع في أفغانستان، ومحاولة تأمين النَّاس، وحمايتهم من قطَّاع الطرق واللصوص الذين انتشروا بعد تسلُّم كرزاي حكم أفغانستان حيث شهدت بلدة "دريا خيل" وهي قريبة من منطقة وزيرستان الشمالية الباكستانية المتاخمة للحدود مع أفغانستان يوم الأربعاء 7- 12- 2005 اشتباكاً مسلحاً حامي الوطيس أسفر عن مقتل 2 شخصاً من بينهم 4 من أبناء القبائل المنتمين لطالبان ممَّا أدى إلى وقوع خسائر فادحة في الممتلكات.


وقد أدَّت عناصر الطالبان دوراً كان من المفترض أن تقوم به القوات الأمنية الباكستانية ضد العصابات الإجرامية، حيث إن الصدام المسلح وقع بين عصابة تخصَّصت في عمليات السطو وفرض الإتاوات على السكان المحليين، وتشتهر هذه العصابة باسم عصابة "حكيم خان" ويقودها مطلوب خطير يدعى "شــير علي", وقد دامت "عملية طالبان ضد عصابات الإجرام" نحو 10ساعات متواصلة في أحياء وحواري بلدة "بادا خان" تمكن فيها أبناء القبائل الذينيعرفون بـالطالبان) من القضاء على من أفراد العصابة، وأفاد أبناء البلدة أيضاً أن عصابة "حكيم خان" كانت تمارس عمليات السطو والقتلوفرض الإتاوات منذ سنوات عدة، وبعد اختفاء حركة "طالبان" في أفغانستان توسعت نشاطاتهذه العصابة لتشمل القرى المجاورة، ومع أن القوات الحكومية نفَّذت العديد من العملياتالأمنية ضد هذه العصابة إلا أنها لم تفلح في القضاء عليها .


ولهذا فلا عجب أن تؤكِّد صحيفة (الواشنطن بوست) بأنَّ هناك شعوراً متزايداً بالحنين إلى حقبة طالبان بين السُّكَّان المحلِّيين.


أمر آخر جعل كثيراً من الأفغان يحنُّون إلى الحكومة الطالبانيَّة، ويتذمَّرون من الحكومة الجديدة، التي ما إن وصلت لسدَّة الحكم حتَّى تزايد انتشار المخدرات التي قضى على أكثر حقولها إمارة الطالبان عندما قامت على حكم أفغانستان، وذلك بشهادة الأمريكان أنفسهم.


أمّا "كرزاي" فإنّه حين استلم الحكم وعد بأنَّه سيزرع حقولاً للمخدرات، ولأجل هذا فقد تنامت زراعة المخدرات في عهد الحكومة الجديدة حيناً بعد حين، وقد ذكرت إحدى الإحصائيَّات أنَّه قد أنتج من الأفيون في عام 2001م ما يقارب 185طنَّاً، وازدادت الكميَّة خلال عامين حيث وصل الأفيون إلى 3600 طنا عام 2003م، واحتلَّت أفغانستان عام2003م المركز الأوَّل في زراعة الأفيون 77% من الإنتاج العالمي.(انظر: التقرير الاستراتيجي الصادر عن مجلَّة البيان(الإصدار الثاني) ـ مقال بعنوان: أفغانستان ألم وأمل /صـ395) وأما في عام 2004م فقد أنتجت 495 طناً، بحسب ما ذكره جمع من الباحثين في الشؤون الآسيويَّة، وفي عام 2005 تصاعدت النسبة إلى 87% كما أوردته جريدة الحياة يوم25/11/2005م.


ولهذا، فهل يعقل أن يعجب الشعب الأفغاني المسلم بحكومة كانت زراعة المخدِّرات من أولى أولوياتها حين تولَّت حكم أفغانستان؟!


4 ـ المراقب لوضع الطالبان يلحظ تزايداً وتنامياً للمقاومة ضدَّ الأمريكان وحلفائهم، ولعلَّ تصريحاً للمتحدِّث باسم حركة طالبان مفتي لطيف الله يعطينا تصوراً لقوَّة طالبان، وبداية التمكين لها،فقد ذكر أن مقاتلي الحركة قتلوا أكثر من 1200 من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المتمركزة في أفغانستان ـ كان أولئك القتلى مقابل استشهاد600 من الطالبان كما ذكرت بعض التقاريرـ وأضاف لطيف الله : وذلك خلال 228 هجوماً شنوها العام الماضي 2004، دمروا خلالها أيضاً 243 سيارة عسكرية بينها 46 دبابة وعربة مصفحة.


وممَّن شهد على تنامي مقاومة الطالبان للتحالف الصليبي؛ (رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان الفرنسي جان ارنوه) حيث أشار إلى تفاقم الوضع ميدانياً، وقال في مداخلة أمام مجلس الأمن في 2006 يونيو: "إن المجاهدين يملكون على ما يبدو المزيد من الوسائل ومن الأسلحة الأكثر فتكاً ولديهم وسائل دعائية أفضل، ويستخدمون تكتيكاً أكثر قوة".


وقد اعترف المتحدث باسم الجيش الأمريكي، العقيد جيمس يونتس، بأن العناصر التي شاركت في العمليات التي حدثت في مناطق الجنوب الأفغاني "مزيج من عناصر طالبان والمليشيات المعادية للتحالف"، وقال إنها مجموعات ذات "تدريبات عالية وجيدة التسليح وليست شرذمة مسلحين، لم يفروا أمامنا، بل ثبتوا وقاتلوا "، وهو ما يزيد المعارك صعوبة على القوات الأمريكية.


فلا عجَبَ إذن أن يصرِّح أحد مسئولي حركة طالبان بأنَّ القوات الأمريكيَّة لا حول لها في أرض أفغانستان، ممَّا جعل الملا محمد حسن رحماني الحاكم السابق لإقليم قندهار يبشِّرُ بأنَّ هجمات طالبان ستزيد بدرجة أكبر مع انحسار برد الشتاء، حيث إنَّ الجليد يغلق الممرَّات الجبليَّة، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف تحرك مقاتلي الطالبان.