غير المسلمين و دورهم في الترجمة
شارك النصارى و اليهود و الصابئة في الترجمة من اللغات الأخرى الى العربية ..
دور السريان :
كان للسريان دور كبير في النقل من السريانية الى العربية ، أو من اليونانية الى العربية ، وذلك لتمكنهم من التراث الهيليني و اللغة اليونانية ، حيث ترعرع قسم منهم ودرس في مناطق ازدهرت بالحضارة الهيلينية ..
وهنا يمكن أن نميز في هذا المجال ظاهرتين :
الأولى : نقل السريان علوم اليونان والتراث الهيليني الى لغتهم السريانية ، قبل مجيء الإسلام لاعتبارات :
أ ـ شغفهم بالمعرفة و الثقافة ..
ب ـ تمكنهم من اللغة اليونانية ، لاختلاطهم بمراكز الفكر اليوناني ..
ج ـ ازدهار المدارس الراقية ، في الرها و نصيبين وحران وجنديسابور والتي كانت تنافس مدارس الاسكندرية ..
د ـ انبرى السريان للتصدي لمن وقف ضد النصرانية ، واستعانوا بالعلوم الفلسفية اليونانية ، وقد استمر طقس شغف الرهبان و القساوسة في هذا النمط من العلوم الى يومنا هذا ..
هـ ـ تحول الصراع بين اليعاقبة ( أتباع كنيسة أنطاكية السريانية ) وهم يعتقدون بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح عليه السلام .. والنساطرة ( أتباع كنيسة الشرق ) والذين يعتقدون أن له طبيعتان مستقلتان تربطهما الألفة الوثيقة أحدهما بشرية و الأخرى إلهية .. فاعتمد الطرفان الاستعانة بفلاسفة اليونان لدحض الطرف الآخر ..
غالبا كان النقل من الفلسفة اليونانية ، عبارة عن ملخصات ، لم تخلو من إضافات بسيطة ، وكان بها من الأخطاء التي جعلتها و كأنها تتميز عن الفكر اليوناني !
الثانية : لما طلب العرب من السريان ، ترجمة ما أراد العرب منهم ذلك ، اختلفت القضية ، لأن لم يكن للمترجم أن يضيف بصماته الخاصة على ما طلب منه ، فلم يكن عملهم تطوعيا كما كان قبل الإسلام .. بل خاضعا لرقابة و تمحيص ..
أما دور اليهود ، في حركة الترجمة فكان ضعيفا جدا ، إلا أن المشهور منهم فهو الطبيب ( ماسر جويه) الذي ظهر في البصرة ، ونقل في كتب الأدوية من السريانية الى العربية ..
__________________
ابن حوران
|