ابن تيمية فقيها
الفقه هو إدراك معنى النص و الغوص في دلالة النقل , وهكذا كان ابن تيمية , فليس فقهه فقه ينقل الأقوال أو يتبع كلام الأئمة ويحفظه وينقله لنا , لكنه أدرك أقوال الأئمة جميعها , وأقوال الموافقين والمخالفين و أهل المذاهب والروايات المختلفة لكل عالم , ثم جعل النص نصب عينيه و استنبط منه , ثم ذكر من وافقه ومن خالفه , والعجيب فيه سرعة بديهته , وجودة استنباطه , وحسن انتزاعه المعنى من الدليل , فهو الفقيه بحق في فتاويه , وفي تقريراته , وفي مراسلاته , وفي عرضه للمسائل , حتى إن كلامه لا يختلف من كتاب إلى كتاب , أو رسالة على رسالة , بل تجد الرسوخ , وتجد الاتفاق , وتجد المعنى , فأحيانا يبسط المسالة , وأحيانا يختصرها , لكن المقصود أن كلامه واحد لا يتغير ..
.. يتبع ..