عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 12-04-2006, 07:09 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي قصته مع فاطمة بنت عبد الملك

قصته مع فاطمة بنت عبد الملك
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أبو علي الأسدي - وهو بشر ابن موسى بن صالح - قال حدثني أبي موسى بن صالح عن أبي بكر القرشي قال:
كان عمر بن أبي ربيعة جالساً بمنىً في فناء مضربه وغلمانه حوله، إذ أقبلت امرأةٌ برزةٌ عليها أثر النعمة فسلمت، فرد عليها عمر السلام، فقالت له: أنت عمر بن أبي ربيعة؟ فقال لها: أنا هو، فما حاجتك؟ قالت له: حياك الله وقربك! هل لك في محادثة أحسن الناس وجهاً، وأتمهم خلقاً، وأكملهم أدباً، وأشرفهم حسباً؟ قال: ما أحب إلي ذلك! قالت: على شرطٍ. قال: قولي. قالت: تمكنني من عينيك حتى أشدهما وأقودك، حتى إذا توسطت الموضع الذي أريد حللت الشد، ثم أفعل ذلك بك عند إخراجك حتى أنتهي بك إلى مضربك. قال: شأنك، ففعلت ذلك به. قال عمر: فلما انتهت بي إلى المضرب الذي أرادت كشفت عن وجهي، فإذا أنا بامرأة على كرسي لم أر مثلها قط جمالاً وكمالاً، فسلمت وجلست. فقالت: أأنت عمر بن أبي ربيعة؟ قلت: أنا عمر. قالت: أنت الفاضح للحرائر؟ قلت: وما ذاك جعلني الله فداءك؟ قالت: ألست القائل:

قالت وعيش أخي ونعمة والـدي** لأنبهن الحي إن لـم تـخـرج
فخرجت خوف يمينها فتبسمـت ** فعلمت أن يمينها لـم تـحـرج
فتناولت رأسي لتعرف مـسـه ** بمخضب الأطراف غير مشنـج
فلثمت فاها آخذاً بـقـرونـهـا ** شرب النزيف ببرد ماء الحشرج


ثم قالت: قم فاخرج عني، ثم قامت من مجلسها. وجاءت المرأة فشدت عيني، ثم أخرجتني حتى انتهت بي إلى مضربي، وانصرفت وتركتني. فحللت عيني وقد دخلني من الكآبة والحزن ما الله به أعلم. وبت ليلتي، فلما أصبحت إذا أنا بها، فقالت: هل لك في العود؟ فقلت: شأنك، ففعلت بي مثل فعلها بالأمس، حتى انتهت بي إلى الموضع. فلما دخلت إذا بتلك الفتاة على كرسي. فقالت: إيه يا فضاح الحرائر! قلت: بماذا جعلني الله فداءك؟ قالت: بقولك:

وناهدة الثديين قلت لهـا اتـكـي** على الرمل من جبانةٍ لم توسـد
فقالت على اسم الله أمرك طاعةٌ ** وإن كنت قد كلفت ما لم أعـود
فلما دنا الإصباح قالت فضحتنـي ** فقم غير مطرودٍ وإن شئت فازدد


ثم قالت قم فاخرج عني، فقمت فخرجت ثم رددت. فقالت لي: لولا وشك الرحيل، وخوف الفوت، ومحبتي لمناجاتك والاستكثار من محادثتك، لأقصيتك، هات الآن كلمني وحدثني وأنشدني.
فكلمت آدب الناس وأعلمهم بكل شيء. ثم نهضت وأبطأت العجوز وخلا لي البيت، فأخذت أنظر، فإذا أنا بتور فيه خلوقٌ، فأدخلت يدي فيه ثم خبأتها في ردني. وجاءت تلك العجوز فشدت عيني ونهضت بي تقودني، حتى إذا صرت على باب المضرب أخرجت يدي فضربت بها على المضرب، ثم صرت إلى مضربي، فدعوت غلماني فقلت: أيكم يقفني على باب مضربٍ عليه خلوقٌ كأنه أثر كفٍّ فهو حرٌ وله خمسمائة درهم.
فلم ألبث أن جاء بعضهم فقال: قم. فنهضت معه، فإذا أنا بالكف طرية، وإذا المضرب مضرب فاطمة بنت عبد الملك بن مروان. فأخذت في أهبة الرحيل، فلما نفرت نفرت معها، فبصرت في طريقها بقبابٍ ومضربٍ وهيئة جميلة، فسألت عن ذلك، فقيل لها: هذا عمر بن أبي ربيعة، فساءها أمره وقالت للعجوز التي كانت ترسلها إليه: قولي له نشدتك الله والرحم أن لا تصحبني، ويحك! ما شأنك وما الذي تريد؟ انصرف ولا تفضحني وتشيط بدمك. فسارت العجوز فأدت إليه ما قالت لها فاطمة. فقال: لست بمنصرفٍ أو توجه إلي بقميصها الذي يلي جلدها، فأخبرتها ففعلت وجهت إليه بقميصٍ من ثيابها، فزاده ذلك شغفاً. ولم يزل يتبعهم لا يخالطهم، حتى إذا صاروا على أميالٍ من دمشق انصرف وقال في ذلك:

ضاق الغداة بحاجتي صدري** ويئست بعد تقارب الأمـر
وذكرت فاطمة التي علقتها ** عرضاً فيا لحوادث الدهـر


وفي هذه القصيدة مما يغنى فيه قوله:

ممكورةٌ ردع العبير بهـا ** جم العظام لطيفةٌ الخصر
وكأن فاها عند رقدتـهـا ** تجري عليه سلافة الخمر
فسبت فؤادي إذ عرضت لها** يوم الرحيل بساحة القصـر

بمزينٍ ودع الـعـبـير بـه ** حسن الترائب وضح النحـر
وبـجـيد آدم شـادنٍ خـرقٍ ** يرعى الرياض ببلدةٍ قـفـر
لما رأيت مطـيهـا حـزقـاً ** خفق الفؤاد وكنت ذا صبـر
وتبادرت عينـاي بـعـدهـم ** وانهل دمعهما على الصـدر
ولقد عصيت ذوي القرابة** فيكم طراً وأهل الود والصـهـر
حتى لقد قالوا ومـا كـذبـوا ** أجننت أم بك داخل السحـر


خوفه من التصريح باسمها
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني إسحاق عن محمد بن أبان قال حدثني الوليد بن هشام القحذمي عن أبي معاذٍ القرشي قال: لما قدمت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان مكة جعل عمر بن أبي ربيعة يدورحولها ويقول فيها الشعر ولا يذكر باسمها فرقاً من عبد الملك بن مروان ومن الحجاج، لأنه كان كتب إليه يتوعده إن ذكرها أو عرض باسمها. فلما قضت حجها وارتحلت أنشأ يقول:
صوت
كدت يوم الرحيل أقضي حياتي** ليتني مت قبل يوم الـرحـيل
لا أطيق الكلام من شدة الخـو ** ف ودمعي يسيل كل مسـيل
ذرفت عينها وفاضت دموعي ** وكلانا يلقى بـلـبٍّ أصـيل
لو خلت خلتي أصبـت نـوالاً ** أو حديثاً يشفي من التـنـويل
ولظل الخلخال فوق الحشـايا ** مثل أثناء حـيةٍ مـقـتـول
فلقد قالت الـحـبـيبة لـولا ** كثرة الناس جدت بالتقـبـيل


أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أخبرني أبو علي الحسن بن الصباح عن محمد بن حبيب أنه أخبره: أن عمر بن أبي ربيعة قال في فاطمة بنت عبد الملك بن مروان:

يا خليلي شفنـي الـذكـر ** وحمول الحي إذ صـدروا
ضربوا حمر القباب لـهـا ** وأديرت حولها الحـجـر
سلكا شعب النقـاب بـهـا ** زمراً تحتـثـهـا زمـر
وطرقت الحي مكتـتـمـاً ** ومعي عضبٌ بـه أثـر
وأخٌ لم أخـش نـبـوتـه ** بنواحي أمرهـم خـبـر
فإذا ريمٌ عـلـى فــرشٍ ** في حجال الخز مختـدر
حوله الأحراس تـرقـبـه ** نومٌ من طول ما سهـروا
شبه القتلى وما قـتـلـوا ** ذاك إلا أنهـم سـمـروا
فدعت بالويل، ثـم دعـت ** حرةً من شأنها الخـفـر
ثم قالت للتـي مـعـهـا ** ويح نفسي قد أتى عمـر
ماله قد جـاء يطـرقـنـا** ويرى الأعداء قد حضروا
لشقائي كـان عـلـقـنـا** ولحيني ساقـه الـقـدر
قلت عرضي دون عر** ضكم ولمن ناواكم الـحـجـر



عمر وعائشة بنت طلحة
وما قاله فيها من الشعر
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال أخبرني عبد الملك بن عبد العزيز عن رجل من قريش قال: بينا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت، إذ رأى عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وكانت من أجمل أهل دهرها، وهي تريد الركن تستلمه، فبهت لما رآها ورأته، وعلمت أنها قد وقعت في نفسه، فبعثت إليه بجارية لها وقالت: قولي له اتق الله ولا تقل هجراً، فإن هذا مقامٌ لابد فيه مما رأيت. فقال للجارية: أقرئيها السلام وقولي لها: ابن عمك لا يقول إلا خيراً. وقال فيها:


لعـائشة ابـنة الـتــيمـــي عـــنـــدي** حمىً فـي الـقـلـب مـا يرعـى حـمـاهـا
يذكـرنـي ابـنة الـتـيمـــي ظـــبـــيٌ ** يرود بـروضةٍ ســـهـــلٍ ربـــاهـــا
فقلت له وكاد يراع قلبي ** فلم أر قط كاليوم اشتباها
سوى حمشٍ بساقك مستبينٍ ** وأن شـواك لـم يشــبـــه شـــواهـــا
وأنـك عـاطـــلٌ عـــارٍ ولـــيســـت** بعـــاريةٍ ولا عـــطـــلٍ يداهـــــا
وأنـك غـير أفـرغ وهـــي تـــدلـــي **علـى الـمـتـنـين أسـحـم قـد كـسـاهــا
ولـو قـعـدت ولـم تـكـــلـــف بـــودٍّ ** سوى مـا قـد كـلـفـت بـه كـفــاهـــا
أظـل إذا أكـلــمـــهـــا كـــأنـــي ** أكـلـم حـيةً غـلــبـــت رقـــاهـــا
تبـيت إلـي بـعـد الـنــوم تـــســـري** وقـد أمـسـيت لا أخـشـى ســـراهـــا




الرد مع إقتباس