عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 12-04-2006, 09:06 AM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

(14). وبعد سنة استجاب لطلب شيوخ قبائل نجد بأن يغيّر لقبه الرسمي من سلطان إلى ملك. وبعد ذلك جمع كل ممتلكاته تحت اسم رسمي يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية. وحينما عقد المؤتمر الإسلامي لم يكن ثمة أمور مهمة يتم مناقشتها. فمسألة الخلافة أرجئ النظر فيها إلى مؤتمر قادم يقام في القاهرة، وقَبِلَ سكان المدينتين المقدستين ابن سعود حاكمًا جديدًا، وناقش المؤتمر أمورًا أخرى تهم الجميع، واتخذت حيالها الحلول المختلفة، ولم يتخذ أيّ إجراء يحد بأي شكل من الأشكال من سلطة ابن سعود. وفي الواقع فإن التحولات التي حدثت في الجزيرة العربية تعدّ أمورًا استثنائية. فقد طُهِّرت الإدارة الحجازية القديمة من معظم فسادها، وتقلصت حركات تمرد المواطنين بسبب نظام يجعل كل قبيلة مسؤولة عن المحافظة على السلام والأمن في منطقتها. وفي حالة فشل هذا النظام وعدت القبائل المجاورة أن تقوم بالمبادرة لمعاقبة المتمردين، وأن تقدّم تقريرًا لابن سعود عن طبيعة الجريمة المقترفة، والعقاب الذي أوقعوه بمرتكب الجريمة. وفي حالة فشلهم يصبح من حق ابن سعود أنْ يوجه جيشه لمعاقبتهم بشدة. وحافظ هذا التهديد على السلم والنظام بشكل جيّد. كما أديرت الشؤون الخارجية أيضًا ببراعة مماثلة، فقد قبلت بريطانيا العظمى الحكومة الجديدة بكل لباقة، ووقّعت معاهدة تعترف فيها باستقلال المملكة التام. وحتى الخلافات الصعبة مع العراق اتفق عليها أخيرًا، وأصبح الملك فيصل قبل موته على علاقة طيبة مع هازم أبيه. وآخر تهديد واجهته مملكة ابن سعود كان مع اليمن، فقد ظل ذلك البلد الصغير الواقع جنوب الحجاز على ساحل البحر الأحمر مصدر خطر محتمل. وكان قبل الحرب العالمية (الأولى) يخضع اسميًا لتركيا، ولم يعترف باستقلاله بعد الحرب سوى إيطاليا. ولليمن قيمته بسبب تربته الخصبة وثرواته المعدنية. وحينما بسط الملك ابن سعود حكمه على منطقة عسير المجاورة لليمن، كان الاستياء اليمني عظيمًا إلى درجة أنه يصعب تجنب صدام عسكري. وحينما حدث الصدام بينهما خلال الصيف الماضي (1353هـ) أجبر حاكم اليمن على توقيع معاهدة سلام، وتعهد بعدم إزعاج جاره في المستقبل مقابل اتفاقيات سخية، وتضمنت المعاهدة إقامة علاقات صداقة وتعاون حول القضايا ذات المصالح المشتركة. وهكذا وصل ابن سعود في سنة 1934م (1353هـ) إلى نهاية طريق طويل، فالذي كان متجولاً بلا وطن أصبح الآن حاكمًا لدولة عظيمة بناها بنفسه، وحقق الوحدة والسلام في منطقة بليت لوقت طويل بالفوضى السياسية. والزمن وحده سوف يخبر ما إذا كان سينجح في تنفيذ خطته القريبة إلى قلبه، وهي إقامة شعور صادق ودائم للقومية العربية(15).

http://www.aldarahmagazine.com/magz...25&article_no=6





تعريف بالمترجم والناشر :

الدارة ) في اللغة
الدارة كلمة عربية صحيحة الاستعمال، من معانيها اللغوية: «أنها كل أرض واسعة بين جبال»، وأيضًا: «ما أحاط بالشيء كالدائرة».
وهي تجمع على «دارات»، ودارات العرب معروفة قديمًا فقد تغنوا بها شعرًا، وأفاضوا في وصفها بأجمل الأوصاف؛ لكونها أراضي سهلة تنبت الطيب من الأزهار، والنافع من الأشجار، واليانع من الثمار.
تأسيس الدارة
أنشئت دارة الملك عبدالعزيز بموجب المرسوم الملكي ذي الرقم ( م/ 45) في 5/8/1392هـ ( 1972م)، وذلك بهدف خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية بصفة خاصة، وتاريخ البلاد العربية والإسلامية بصفة عامة. والدارة هيئة علمية مستقلة يدير شؤونها مجلس إدارة يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ويضم نخبة من المتخصصين والمسؤولين وممثلي عدد من الوزارات والهيئات المعنية. ويأتي إطلاق اسم الملك عبدالعزيز على الدارة وفاءً بحق المؤسس على أمته وشعبه، وتقديرًا لإنجازه في توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية، وكذلك لأن توثيق سيرة الملك عبدالعزيز تعد في مقدمة اهتمامات الدارة.