عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 13-04-2006, 06:33 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

حديث اتصاله بليلى في صباه
قال: وحدثني بعض العشيرة قال: قلت لقيس بن الملوح قبل أن يخالط: ما أعجب شيء أصابك في وجدك بليلى؟ قال: طرقنا ذات ليلةٍ أضيافٌ ولم يكن عندنا لهم أدمٌ، فبعثني أبي منزل أبي ليلى وقال لي: اطلب لنا وقال لي: اطلب لنا منه أدماً، فأتيته فوقفت على خبائه فصحت به، فقال: ما تشاء؟ فقلت: طرقنا ضيفان ولا أدم عندنا لهم فأرسلني أبي نطلب منك أدماً، فقال: يا ليلى، أخرجي إليك ذلك النحي، فاملئن له إناءه من السمن، فأخرجته ومعي قعبٌ، فجعلت تصب السمن فيه ونتحدث، فألهانا الحديث وهي تصب السمن وقد امتلأ القعب ولا نعلم جميعاً، وهو يسيل استنقعت أرجلنا في السمن، قال: فأتيتهم ليلةً ثانيةً أطلب ناراً، وأنا متلفعٌ ببردٍ لي، فأخرجت لي ناراً في عطبةٍ فأعطتنيها ووقفنا نتحدث، فلما احترقت العطبة خرقت من بردي خرقةً وجعلت النار فيها، فكلما احترقت خرقت أخرى وأذكيت بها النار حتى لم يبق علي من البرد إلا ما وارى عورتي، وما أعقل ما أصنع، وأنشدني:

أمستقبلي نفح الصبا ثم شـائقـي** ببردٍ ثنـايا أم حـسـان شـائق
كأن على أنيابها الخمر شجـهـا ** بماء الندى من آخر الليل عاتق
وما شمته إلا بعيني تـفـرسـاً ** كما شيم في أعلى السحابة بارق


ومن الناس من يروي هذه الأبيات لنصيبٍ، ولكن هكذا روي في هذا الخبر.

حدث الأصمعي أنه لم يكن مجنوناً
أخبرنا محمد بن خلف وكيعٌ عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن عبد الصمد بن المعذل قال: سمعت الأصمعي يقول - و"قد" تذاكرنا مجنون بني عامر - قال: هو قيس ابن معاذ العقيلي، ثم قال: لم يكن مجنوناً إنما كانت به لوثةٌ، وهو القائل:

أخذت محاسن كـل مـا ** ضنت محاسنه بحسنـه
كاد الغزال يكـونـهـا ** لولا الشوى ونشوز قرنه


قال: وهو القائل:

ولم أر ليلى بعد مـوقـف سـاعةٍ ** بخيف منىً ترمي جمار المحصب
ويبدي الحصى منها إذا قذفت بـه ** من البرد أطراف البنان المخصب
فأصبحت من ليلى الغداة كناظـرٍ ** مع الصبح في أعقاب نجمٍ مغرب
ألا إنمـا غـادرت يا أم مـالـكٍ صدىً** إينما تذهب به الريح يذهب


أخبرنا الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال حدثني إبراهيم بن سعد الزهري قال: أتاني رجل من عذرة لحاجة، فجرى ذكر العشق والعشاق، فقلت له: أنتم أرق قلوباً أم بنو عامرٍ؟ إنا لأرق الناس قلوباً، ولكن غلبتنا بنو عامرٍ بمجنونها.

شيء من أوصافه
أخبرني أحمد بن عمر بن موسى بن زكويه القطان إجازةً قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال أخبرني عبد الجبار بن سليمان بن نوفل بن مساحقٍ عن أبيه عن جده قال: أنا رأيت مجنون بني عامر، وكان جميل الوجه أبيض اللون قد علاه شحوبٌ، واستنشدته فأنشدني قصيدته التي يقول فيها: تذكرت ليلى والسنين الخوالـيا وأيام لا أعدي على اللهو عادياً
أخبرني محمد بن الحسن الكندي خطيب مسجد القادسية قال حدثنا الرياشي قال: سمعت أبا عثمان المازني يقول: سمعت معاذاً وبشر بن المفضل جميعاً ينشدان هذين البيتين وينسبانهما لمجنون بني عامر:

طمعت بليلى أن تريع وإنمـا ** تقطع أعناق الرجال المطامع
ودانيت ليلى في خلاءٍ ولم يكن ** شهودٌ على ليلى عدولٌ مقانع


وحدثني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا أبو خليفة "الفضل بن الحباب" عن ابن سلام قال: قضى عبيد الله الحسن بن الحصين بن أبي الحر العنبري على رجل من قومه قضيةً أوجبها الحكم عليه، وظن العنبري أنه تحامل عليه وانصرف مغضباً، ثم لقيه في طريق، فأخذ بلجام بغلته وكان شديداً أيداً، ثم قال له: إيه يا عبيد الله! طمعت بليلى أن تريع وإنمـا تقطع أعناق الرجل المطامع
فقال عبيد الله:
وبايعت ليلى في خلاءٍ ولم يكن ** شهودٌ عدولٌ عند ليلى مقانـع

خل عن البغلة. قال الصولي في خبره هذا: والبيتان للبعيث هكذا، قال: فلا أدري أمن قوله هو أم حكاية عن أبي خليفة!.

زيارة ليلى له وحديثه معها
أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري عن عبد الله بن خلف الدلال قال حدثنا زكريا بن موسى عن شعيب بن السكن عن يونس النحوي قال: لما اختلط عقل قيس بن الملوح وترك الطعام والشراب، مضت أمه إلى ليلى فقالت لها: إن قيساً قد ذهب حبك بعقله، وترك الطعام والشراب، فلو جئته وقتاً لرجوت أن يثوب إليه "بعض" عقله، فقالت ليلى: أما نهاراً فلا لأنني لا آمن قومي على نفسي ولكن ليلاً، فأتته ليلاً فقالت له: يا قيس، إن أمك تزعم أنك جننت من أجلي وتركت المطعم والمشرب، فاتق الله وأبق على نفسك، فبكى وأنشأ يقول:

قالت جننت على أيشٍ فقلت لها ** الحب أعظم مما بالمـجـانـين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبـه ** وإنما يصرع المجنون في الحين


قال: فبكت معه، وتحدثا حتى كاد الصبح أن يسفر، ثم ودته وانصرفت، فكان آخر عهده بها.

سبب جنونه بيت شعر قاله
أخبرنا ابن المرزبان قال قال القحذمي: لما قال المجنون:

قضاها لغيري وابتلاني بحبها ** فهلا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا

سلب عقله. الغناء لحكم ثقيلٌ أول، وقيل إنه لابن الهربذ. وفيه لمتيم خفيف ثقيلٍ أول من جامع أغانيها. وحدثني جحظة بهذا الخبر عن ميمون بن هارون أنه بلغه أنه لما قال هذا البيت برص.

سبب تسميته المجنون واختلاف الرواة في ذلك
أخبرني الحسن بن علي "قال حدثنا محمد بن طاهر" القرشي عن ابن عائشة قال: إنما سمي المجنون بقوله:
ما بال قلبك يا مجنون قد خـلـعـا ** في حب من لا ترى في نيله طمعا
الحب والود نيطا بالـفـؤاد لـهـا ** فأصبحا في فؤادي ثابتـين مـعـا


حدثنا وكيعٌ عن ابن يونس قال قال الأصمعي: لم يكن المجنون، إنما جننه العشق، وأنشد له:

يسمونني المجنون حين يرونني** نعم بي من ليلى الغداة جنـون
ليالي يزهى بي شبابٌ وشـرةٌ ** وإذ بي من خفض المعيشة لين


أخبرني محمد بن المرزبان عن إسحاق بن محمد بن أبان قال حدثني علي بن سهل عن المدائني: أنه ذكر عنده مجنون بني عامر فقال: لم يكن مجنوناً، وإنما قيل له المجنون بقوله:

وإني لمجنونٌ بلـيلـى مـوكـلٌ ** ولست عزوفاً عن هواها ولا جلدا
إذا ذكرت ليلى بكـيت صـبـابةً ** لتذكارها حتى يبل البكا الـخـدا



أخبرني عمر بن جميلٍ العتكي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا عون بن عبد الله العامري أنه قال: ما كان والله المجنون الذي تعزونه إلينا مجنوناً، إنما كانت به لوثةٌ وسهوٌ أحدثهما به حب ليلى، وأنشد له: وبي من هوى ليلى الذي لو أبـثـه جماعة أعدائي بكت لي عيونـهـا
أرى النفس عن ليلى أبت أن تطيعني فقد جن من وجدي بليلى جنونـهـا
أخبرني ابن المرزبان قال قال العتبي: إنما سمي المجنون بقوله:

يقول أناسٌ عل مجنـون عـامـرٍ** يروم سلواً قلت أنى لـمـا بـيا
وقد لامني في حب ليلى أقاربـي ** أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
يقولون ليلى أهـل بـيت عـداوةٍ ** بنفسي ليلى من عـدو ومـالـيا
ولو كان في ليلى شذاً من خصومةٍ** للويت أعناق المطي الـمـلاويا


أخبرني هاشم "بن محمد" الخزاعي عن عيسى بن إسماعيل قال قال ابن سلام: لو حلفت أن مجنون بني عامرٍ لم يكن مجنوناً لصدقت، ولكن توله لما زوجت ليلى وأيقن اليأس منها، ألم تسمع إلى قوله:

أيا ويح من أمسى تخلس عقل** ـه فأصبح مذهوباً به كل مذهـب
خليعاً من الخلان إلا مجـامـلا ** يساعدني من كان يهوى تجنبي
إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ** عوزاب قلبي من هوىً متشعب


خبرني به الحسن بن علي عن دينار بن عامر التغلبي عن مسعود بن سعد عن ابن سلام ونحوه.
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أنشدني صالح بن سعيد قال أنشدني يعقوب بن السكيت للمجنون.
يسمونني المجنون حين يرونني ** نعم بي من ليلى الغداة جنون

قال: وأنشدنا له أيضاً:

وشغلت عن فهم الحديث سوى** ما كان فيك فإنه شـغـلـي
وأديم لحظ محـدثـي لـيرى ** أن قد فهمت وعندكم عقلـي


الحديث عن تكنيته ليلى بأم مالك
أخبرني ابن المرزبان عن محمد بن الحسن دينار الأحول عن علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة: أن صاحبة مجنون بني عامر التي كلف بها ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي "بن ربيعة" بن الحريش، وكنيتها أم مالكٍ، وقد ذكر هذه الكنية المجنون في شعره فقال:

تكاد بلاد الله يا أم مـالـكٍ ** بما رحبت يوماً علي تضيق

وقال أيضاً:

فإن الذي أملت من أم مـالـكٍ ** أشاب قذالي واستهـام فـؤاديا
خليلي إن دارت على أم مالـكٍ ** صروف الليالي فابغيا لي ناعيا
الرد مع إقتباس