مروره على حمامة تهدل وما قال في ذلك من الشعر
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا الهيثم بن فراسٍ قال حدثني العمري عن الهيثم بن عدي: أن أبا المجنون حج به ليدعو الله عز وجل في الموقف أن يعافيه، فسار ومعه ابن عمه زياد بن كعب بن مزاحم، فمر بحمامة تدعو على أيكة فوقف يبكي، فقال له زياد: أي شيء هذا؟ ما يبكيك أيضاً؟ سر بنا نلحق الرفقة، فقال:
أأن هتفـت يومـاً بـوادٍ حـمـامةٌ ** بكيت ولم يعذرك بالجهـل عـاذر
دعت ساق حرٍّ بعد ما علت الضحى** فهاج لك الأحزان أن نـاح طـائر
تغني الضحى والصبح في مرجحنةٍ ** كثاف الأعالي تحتها المـاء حـائر
كأن لم يكن بالغيل أو بـطـن أيكةٍ ** أو الجزع من تول الأشاءة حاضـر
يقول زيادٌ إذ رأى الحي هـجـروا ** أرى الحي قد ساروا فهل أنت سائر
وإني وإن غال التقـادم حـاجـتـي ** ملمٌ على أوطان ليلـى فـنـاظـر