عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 13-04-2006, 07:35 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخبار بشار بن برد ونسبه

أخبار بشار بن برد ونسبه
نسبه وكنيته وطبقته في الشعراء
هو، فيما ذكره الحسن بن علي عن محمد بن القاسم بن مهروية عن غيلان الشعوبي، بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز بن كرديه بن ماهفيدان بن دادان بن بهمن بن بن أزدكرد بن حسيس بن مهران بن خسروان بن أخشين بن شهر داد بن نبوذ بن ماخرشيدا نماذ بن شهريار بن بنداد سيحان بن مكر بن أدريوس بن يستاسب" بن لهراسف". قال: وكان يرجوخ من طخارستان من سبى المهلب بن أبي صفرة. ويكنى بشار أبا معاذ. ومحله في الشعر وتقدمه طبقات المحدثين فيه بإجماع الرواة ورياسته عليهم من غير اختلاف في ذلك يغني عن وصفه وإطالة ذكر محله. وهو من مخضرمي شعراء الدولتين العباسية والأموية، قد شهر فيهما ومدح وهجا وأخذ سني الجوائز مع الشعراء.
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال قال حميد بن سعيد.
كان بشار من شعب أدريوس بن يستاسب الملك بن لهراسف الملك. قال: وهو بشار بن برد بن بهمن بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز. قال: وكان يكنى أبا معاذ.
ولاؤه لبني عقيل: وأخبرني يحيى بن علي ومحمد بن عمران الصيرفي وغيرهما عن الحسن بن عليل العنزي عن خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال: كان بشار بن برد بن يرجوخ وأبوه برد من قن خيرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة، وكان مقيماً لها في ضيعتها بالبصرة المعروفة " بخيرتان" مع عبيد لها وإماء، فوهبت براداً بعد أن زوجته لامرأة من بني عقيل كانت متصلة بها، فولدت له امرأته وهو في ملكها بشاراً فأعتقته العقيلية وأخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان برد أبو بشار مولى أم الظباء العقيلية السدوسية، فادعى بشار أنه مولى بني عقيل لنزوله فيهم.
وأخبرني امد بن العباس العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثني رجل من ولد بشار يقال له حمدان كان قصارا بالبصرة، قال: ولاؤنا لبني عقيل؛ فقلت لأيهم؟ فقال: لبني ربيعة بن عقيل وأخبرني وكيع قال حدثني سليمان المدني قال قال أحمد بن معاوية الباهلي: كان بشار وأمه لرجل من الأزد، فتزوج امراة من بني عقيل، فساق إليها بشاراً وأمه في صداقها، وكان بشار ولد مكفوفاً فأعتقته العقيلية.
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال حدثني محمد بن الحجاج قال:
باعت أم بشار بشاراً على أم الظباء السدوسية بدينارين فأعتقته. وأم الظباء امراة أوس بن ثعلبة أحد بن تيم اللات بن ثعلبة، وهو صاحب قصر أوس بالبصرة؛ وكان أوس أحد فرسان بكر بن وائل بن بخراسان
كان أبوه طساناً
وقد هجاه بذلك حماد عجرد: أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا العنزي قال حدثنا محمد بن زيد العجلي قال أخبرني بدر بن مزاحم: أن برداً أبا بشار كان طياناً يضرب اللبن، وأراني أبي بيتين" لناً فقال لي: لبن هذين البيتين من ضرب برد أبي بشارٍ. فسمع هذه الحكاية حماد عجردٍ فهجاه فقال:

يابن برد إخسأ إليك فمثـل ال** كلب في الناس أنت لا الإنسان
بل لعمري لأنت شر من الكل ** ب وأولى منه بكـل هـوان
ولريح الخنزير أهون من ري** حك يابن الطيان ذي التـبـان


أنشد للمهدي شعراً في أنه عجمي
بحضور أبي دلامة:
أخبرني يحيى بن علي قال حدثنا أبو أيوب المديني عن أبي الصلت البصري عن أبي عدنان قال حدثني يحيى بن الجون العبدي رواية بشار قال: قال: لما دخلت على المهدي قال لي: فيمن تعتذ يابشار؟ فقلت: اما اللسان والزي فعربيان، وأما الأصل فعجمي، كما قلت في شعري ياأمير المؤمنين:

ونبئت قـومـاً بـهـم جـنة** يقولون من ذا وكنت العـلـم
ألا أيها السـائلـي جـاهـداً ** ليعرفني أنا أنـف الـكـرم
نمت في الكرام بني عـامـر** فروعي وأصلي قريش العجم
فإني لأغني مقـام الـفـتـى ** وأصبي الفتاة فما تعتـصـم


قال: وكان أبو دلامة حاضراً فقال: كلا! لوجهك أقبح من ذلك ووجهي مع وجهك؛ فقلت: كلا! والله مارأيت رجلاً أصدق على نفسه وأكذب على جليسه منك، والله إني لطويل القامة عظيم الهامة تام الألواح أسحج الخدين، ولرب مسترخي المذورين للعين فيه مراد قد جلس من الفتاة حجرة وجلست منها حيث أريد، فأنت مثلي يامرضعان! "قال": فسكت عني، ثم قال لي المهدي: فمن أي العجم أصلك؟ فقلت: من أكثرها في الفرسان، وأشدها على الأقران، أهل طخازستان؛ فقال بعض القوم: أولئك الصغد؛ فقلت: لا، الصغد تجار؛ فقال بعض القوم: اولئك الصغد؛ فقلت: لا الصغد تجار؛ فلم يردد ذلك المهدي
كان كثير التلون في ولائه للعرب مرة وللعجم أخرى:
وكان بشار كثير التلون في ولائه، شديد الشغب والتعصب للعجم، مرة يقول يفتخر بولائه في قيس:

أمنت مضرة الفحشـاء أنـى ** أرى قيساً تضر ولاتـضـار
كأن الناس حين تغيب عنـهـم ** نبات الأرض أخطأه القطـار
وقد كانت بتذمر خـيل قـيس ** فكان لتدمـر فـيهـا دمـار
بحي من بني عـيلان شـوس ** يسير الموت حيث يقال ساروا
ومانلـقـاهـم إلا صـدرنـا ** بري منـهـم وهـم حـرار


ورمة يتبرأ من ولاء العرب فيقول

أصبحت مولى ذي الجلال وبعضهم ** مولى العريب فخذ بفضلك فافخر
مولاك أكرم من تمـيم كـلـهـا ** أهل الفعال ومن قريش المشعـر
فارجع إلى مولاك غير مـدافـع ** سبحان مولاك الأجـل الأكـبـر


وقال يفتخر بولاء بني عقيل: إنني من بني عقيل بن كـعـب موضع السيف من طلى الأعناق

كان يلقب بالمرعث
ويكنى أبا بشار أبا معاذ، ويلقب بالمرعث.
أخبرني عمي ويحيى بن علي قالا حدثنا أبو أيوب المديني قال حدثني محم بن سلام قال: بشار المرعث هو بشار بن برد، وإما سمي المرعث بقوله:
ريم مـرعــث ساح**ر الطرف والنظر
لست والـلـه نـائلـي ** قلت أو يغلب القـدر
أنت إن رمت وصلنـا** فانج، هل تدرك القمر

قال أبو أيوب: وقال لنا ابن سلام مرة أخرى: إنما سمي بشار المرعث، لأنهه كان لقميصه جيبان: جيب عن يمينه وجيب عن شماله، فإذا أراد لبسه ضمه عليه من غير أن يدخل رأسه فيه، وإذا أراد نزعه حل أزاره وخرج منه، فشبهت تلك الجيوب بالرعاث لاسترسالها وتدليلها، وسمي من أجلها المرعث.
أخبرنا يحيى بن علي قال حدثنا علي بن مهدي قال حدثني أبو حانم قال قال لي أبو عبيدة:

رأي الأصمعي فيه وفي ابن أبي حفصة
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثني الرياشي قال: سئل الأصمعي عن بشار ومروان أيهما أشعر؟ فقال: بشار؛ فسئل عن السبب في ذلك، فقال: لأن مروان سلك طريقاً كثر من يسلكه فلم يلحق من تقدمه، وشركه فيه من كان في عصره، ويشار سلك طريقاً لم يسلك وأحسن فيه وتفرد به، وهو أكثر تصرفاً وفنون شعر وأغزر وأوسع بديعا، ومروان لم يتجاوز مذاهب الأوائل أخبرني هاشم بن محمد قال حدثني العنزي عن أبي حاتم قال سمعت الأصمعي وقد عاد إلى البصرة من بغداد فسأله رجل عن مروان بن أبي حفصة، فقال: وجد أهل بغداد قد ختموا به الشعراء وبشار أحق بأن يختموهم به من مروان؛ فقيل له: ولم؟ فقال: وكيف لايكون كذلك وملكان مروان في حياة بشار يقول شعراًحتى يصلحه له بشار ويقومه! وهذا سلم الخاسر من طبقة مروان يزاحمه بين أيدي الخلفاء بالشعر ةيساويه في الجوائز، وسلم معتوف بأنه تبع لبشار.

مقارنته بامرىء القيس والقطامي
أخبرني جحظة قال سمعت علي بن يحيى المنجم يقول: سمعت من لاأحصي من الواة يقولون: أحسن الناس ابتداء في الجاهلية امرؤ القيس حيث يقول:

ألا أنعم صباحاً أيها الطلل البالي
وحيث يقول:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وفي الإسلام القطامي حيث يقول:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل

ومن المحدثين بشار حيث يقول:

أبى طلل بالجزع أن يتكلما** وماذا عليه لو أجاب متيما
وبالفرع آثار بقين وباللوى** ملاعب لايعرفن إلا توهما


مقارنة بينه وبين مروان بن أبي حفصة
أخبرني عمي عن الكرني عن أبي حاتم قال: كان الأصمعي يعجب بشعر بشار لكثرة فنونه وسعة تصرفه، ويقول: كان مطبوعاً لايكلف طبعه شيئاً متعذراً لاكمن يقول البيت ويحككه أياماً. زكان يشبه بشاراً بالأعشى والنابغة الذبياني، ويشبه مروان بزهير والحطيئة، ويقول: هو متكلف قال الكراني: قال أبو حاتم: وقلت لأبي زيد: أيما أشعر بشار أم مروان؟ فقال: بشار أشعر، ومروان أكفر. قال أبو حاتم: وسألت أبا زيد مرة أخرى عنهما فقال: مروان أجد وبشار أهزل؛ فحدثت الأصمعي بذلك؛ فقال: بشار يصلح للجد والهزل، ومروان لايصلح إلا لأحدهما.

كان شعره سياراً يتناشده الناس
نسخت من كتاب هارون بن علي بن يحيى قال حدثنا نجم بن النطاح قال: عهدي بالبصرة وليس فيها غزل ولاغزلة إلا يروي من شعر بشار، ولانائحة ولامغنية إلا لتكسب به، ولا ذو شرفٍ إلا وهو يهابه ويخاف معرة لسانه.
لم يأت في شعره بلفظ مستنكر: أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني أحمد بن المبارك قال حدثني أبي قال:

قلت لبشار: ليس لأحد من شعراء العرب شعر إلا وقد قال فيه شيئاً استنكرته العرب من ألفاظهم وشك فيه، وإنه ليس في شعرك مايشك؛ قال: ومن أين يأتيني الخطأ! ولدت هاهنا ونشأت في حجورثمانين شيخاً من فصحاء بني عقيل مافيهم احد يعرف كلمة من الخطأ، وإن دخلت إلى نسائهم فنساؤهم أفصح منهم، وأيفعت فأبديت إلى أن أدركت، فمن أين يأتيني الخطأ أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز ويحيى بن علي قالوا حدثنا عمر بن شبة قال: كان الأصمعي يقول: إن بشاراً خاتمة الشعراء، والله لولا ظأن أيامه تأخرت لفضلته على كثير منهم.

هو أول الشعراء في جملة من اغراض الشعر
أخبرنا يحيى بن علي قال حدثني أبو الفضل المروزي قال حدثني بن المحرز الباهلي قال قال الأصمعي: لقي أبو عمرو بن العلاء بعض الرواة فقال له: يا أبا عمرو، من أبدع الناسبيتاً؟ قال: الذي يقول:
لم يطل ليلي ولكن لـم أنـم ** ونفى عني الكرى طيف ألم
روحي عني قليلا واعلمـي ** أنني ياعبد من لـحـم ودم


قال: فمن أمدح الناس؟ قال: الذي يقول:

لمست بكفي كفه أبتغي الغنـى ** ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ماأفاد ذوو الغـنـى ** أفدت وأعداني فأتلفت ماعنـدي


قال: فمن أهجى الناس؟ قال: الذي يقول:

رأيت السهيلين استوى الجود فيهما ** على بعد ذا من ذاك في حكم حاكم
سهيلبن عثمـان يجـود بـمـابـه ** كما جاد بالوجعا سهيل بن سـالـم


قال: وهذه الأبيات كلها لبشار نسبة مافي هذا الخبر من الأشعار التي يغني فيها

لم يطل ليلي ولكن بـم أنـم ** ونفى عني الكرى طيف ألم
وإذا قلت لها جـودي لـنـا ** خرجت بالصمت عن لاونعم
نفسي ياعبد عني واعلـمـي ** أنني ياعبد من لـحـم ودم
إن في بردى جسماً نـاحـلاً ** لو تركأت علـيه لأنـهـدم
حتم الحب لها في عنـقـي ** موضع الخاتم من أهل الذمم

فأما الأبيات التي ذكر أبو عمرو أنه فيها أمدح الناس وأولها: لمست بكفي كفه أبتغي الغنى فإنه ذكر لبشار. وذكر الزبير بن بكار أنها لابن الخياط في المهدي، وذكر له فيها معه خبراً طويلاً قد ذكرته في أخبار ابن الخياط في هذا الكتاب.
الرد مع إقتباس