عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-04-2006, 08:52 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

بعد سلسلة "حكايات عن هواجس العرب والفرس"، يبدأ كاتب"الفترة الحرجة"من جديد في"النهار"هذا الأسبوع، سلسلة من ثلاث مقالات عن القوميات المهملة في التاريخ العربي المعاصر، وهي عبارة عن حكايات تاريخية لمجموعة أحداث لها أبطالها ولها ظروفها، وكذلك لها طرافتها.

وتعتبر هذه السلسلة الجديدة، بمثابة إضاءة إضافية لمجموعة "قضايا خاسرة" أخرى ربطها العرب بهواجسهم التاريخية مع إيران، وخصوصاً ما يتعلق بالدور الفارسي في الخليج. كل ذلك كي لا يعود تاريخ ما أهمله التاريخ كمّاً مهملاً.

"قال الخليفة المنصور لبعض قواده: أجعْ كلبك يتبعك، وسمّنه يأكلك.
فقال له أبو العباس الطوسي: يا أمير المؤمنين، أما تخشى إن أجعته أن يُلوّح له غيرك برغيف فيتبعه ويدعك!."
"العقد الفريد"
لابن عبد ربه



ِككل حكايات الأوطان، لا بد لقصة عربستان أن تبدأ من التاريخ. وتاريخ عربستان تاريخ حافل ملوّن بأسماء غريبة وأبطال وهميين وجغرافيا فريدة وأحداث ضاعت في غياهب النسيان، وبصراع دولي ما زال يتكرر بأسمائه وحذافيره بعد أكثر من نصف قرن على مسيرته الأولى.

عربستان وطن عربي ضاع ثلاث مرات. المرة الأولى قبل حوالى سبعين سنة، عندما ضمته بريطانيا إلى إيران. والمرة الثانية عند قيام الثورة الإسلامية في إيران. والمرة الثالثة عند نشوب الحرب العراقية ـ الإيرانية. وفي المرات الثلاث كانت العروبة هي الضحية، وكان الوطن هو الثمن، وكنا نحن العرب، الأداة والضحية في آنٍ معاً.

عربستان كانت وطناً عربياً وضاع، بينما ظلت قضايا الأوطان الأخرى الخاسرة أحلاماً بوطن وسعياً لجمع شمل، أملها في تحقيق ذاتها كأمل الشيطان بالجنة. وعند هذا الإدراك تزداد الحرقة بالخسارة ويُعمق الجرح بالفرص الهاربة. لذلك فقصة عربستان حكاية جميلة تروى، لأن أحداثها ما زالت تتوالى على مسرح الاستراتيجية الدولية، والصراع حولها ما زال مستمراً فصولاً.



تبدأ التطورات السياسية العامة لعربستان بمجيء بني كعب من الداخل إلى ضفاف الخليج الشمالية في عربستان، فكانوا النواة التي التف حولها التشكيل العربي الحديث في المنطقة والذي أخذ ينمو إلى دولة، وانطلق بنو كعب خلالها من قيود بيئتهم ومضوا يشقون طريقهم إلى البحر الذي ظلوا يستمدون مقوماتهم منه.

فقامت أسرة آل مرداو ـ وآخر أمرائهم"بطلنا"الشيخ خزعل ـ تحمل العبء، باعتبارهم الورثة الطبيعيين لبني كعب في المنطقة، وقبضت على زمام الحكم. والجدير بالذكر أنه لم تقم في عربستان وحدة سياسية واسعة تضم الوحدات السياسية الصغيرة المجاورة. ولعل ذلك يرجع إلى أن بني كعب قد حملوا إلى بيئتهم الجديدة ما تعوّدوه من تنازع وتنافر، إلى جانب تغلغل النفوذ الأجنبي في المنطقة ـ لا سيما النفوذ البريطاني ـ الذي كان من أهم أهدافه الحيلولة دون تكوين وحدة سياسية كبيرة للبلدان العربية في الخليج العربي. بالإضافة إلى مراحل النزاع الفارسي ـ العثماني على عربستان، الذي احتدم على طول الحدود السياسية فشجع الأطراف المتنازعة على البحث عن الأصول التاريخية للمشكلة.

وكانت صلات عربستان ولا سيما مع الكويت ونجد والعراق، صلات مباشرة بعيدة عن التعقيد السياسي الذي تنطوي عليه دول العرب اليوم. فقد اتسمت تلك العلاقات بالانفتاح التام والتعاون الوثيق، فلا حواجز ولا قيود. كان العرب يتنقلون في المنطقة بلا عائق يمنعهم. وقد قام الشيخ خزعل بمجهود سياسي فاعتبر بارعاً في علاقاته. إذ كان رفيقاً ملازماً لشيوخ الكويت، وسنداً كبيراً للسيد طالب النقيب، (المطالب بعرش العراق فيما بعد) ووسيطاً كريماً للأمير ابن سعود (الملك فيما بعد). وكان الشيخ خزعل من البارزين في الميدان إبان الاحتلال البريطاني للعراق، فوضع طاقاته بكاملها تحت تصرف المحتلين ووهبهم ثقته طمعاً في مساندتهم إياه. ولكن خاب ظنه عندما أعاقوا ترشيحه لعرش العراق، فكانت تجربة قاسية أفهمته أن الديبلوماسية البريطانية تسعى وراء مطامعها. ولكنه لم يتعظ بها.

أما النفوذ الأجنبي في عربستان، فقد تطور انطلاقاً من التوسع الأوروبي في حوض الخليج العربي، إذ شهد الخليج ضغوطاً أوروبية متسلسلة ربطت ما بين القرن السادس عشر وأوائل القرن العشرين. فغدا عنصراً هاماً من عناصر السياسة الدولية، مما دفع طلاب الثروة إلى إنشاء مراكز تجارية ومستعمرات لهم. فكانت أولاً منافسة برتغالية ـ هولندية، ثم ترعرعت في أرجائه منافسة بريطانية ـ فرنسية، ثم أعقبها تخوف بريطاني من امتداد النفوذ الروسي إلى الخليج، وقد غدت فارس خلاله ميداناً رئيسياً لذلك الصراع الذي أخذ ينمو ويتفرع.

ولما كانت عربستان تحتل موقعاً كاملاً على فم الخليج، فقد تحولت إلى مركز سياسي واقتصادي مهم في الشرق الأوسط، وأصبحت من المواضيع المهمة في العلاقات الدولية. لذلك شهدت تحديات أجنبية متعددة الجوانب استطاع الوجود العربي أن يصمد أمامها، فظل الخليج عربياً واعتصمت العروبة في أقطاره متخذة معاقلها على سواحله. وكانت عربستان تشكل عالماً مهماً يعد من المعالم الحضارية العربية البارزة في حياة شعوب الخليج.


.....

دار رياض الريس للكتب والنشر

http://www.elrayyesbooks.com/Articles/Jul99/26/2.htm




تعريف بالناشر والدار :

http://www.elrayyesbooks.com/



سيرة ذاتية كتبها في : اخر الخوارج

موجز الكتاب "هذا الصحافي الوراق (رياض نجيب الريس) هل هو سوري أم لبناني؟ لا أحد يعرف تماماً؟ نصف اللبنانيين يعتقدون أنه لبناني دون أن يعترفوا بلبنانيته. ونصف السوريين يعرفون أنه سوري دون أن يقروا بأهليته. في رأيه هو أنه نموذج مثالي لنتاج مقولة: "شعب واحد في بلدين (...) فلا سوريته خدمته، ولا لبنانيته شفعت له. وظلت عروبته مقياس هويته الوحيد. وإذا بوضعه كوضع دولة تعلن استقلالها من طرف واحد(...)". "ليس في هذا الكتاب أي شيء شخصي خارج سياق حياة هذا الوراق في الصحافة. إذ ليس فيه فضائح أدبية ولا مغامرات نسائية ولا بطولات وهمية ولا مؤامرات سياسية ولا تصفية حسابات شخصية. كل ما فيه مرتبط ارتباطاً عضوياً تاريخياً بعلاقته بمهنة الصحافة، كما عرفها ومارسها وعانى منها وعانت ".منه. هذا كتاب مهني عن مهنته
http://www.arabicebook.com/Items/it...ay.aspx?IID=407