عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 14-04-2006, 02:13 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

شعر حسان الذي يقرر به إيمانه بالرسل
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني عمر بن عليّ بن مقدّم عن يحيى بن سعيد عن أبي حيّان التّيميّ عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو زيد وحدّثنا محمد بن عبد الله بن الزّبير قال حدّثنا مسعرٌ عن سعد بن إبراهيم، قالوا: قال حسّان: ثابت للنبيّ صلى الله عليه وسلم:

شهدت بإذن الـلـه أنّ مـحـمـداً ** رسول الذي فوق السماوات من عل
وأنّ أخا الأحقـاف إذ يعـذلـونـه ** يقوم بدين اللـه فـيهـم فـيعـدل
وأنّ أبا يحيى ويحـيى كـلاهـمـا ** له عملٌ فـي دينـه مـتـقـبّـل
وأنّ الذي عادى اليهـود ابـن مـريمٍ** رسولٌ أتى من عند ذي العرش مرسل
وأنّ الذي بالجزع من بطـن نـخـلةٍ ** ومن دونها فلٌّ من الخـير مـعـزل


فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أنا أشهد معك ".

أخبر بوقعة صفين قبل وقوعها
أخبرنا محمد بن خلفٍ وكيع قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدّثنا ابن أبي أويس قال حدّثني أبي ومالك بن الربيع بن مالك حدّثاني جميعاً عن الرّبيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه أنه قال: بينا نحن جلوسٌ عند حسّان بن ثابت، وحسّان مضطجعٌ مسندٌ رجليه إلى فارعٍ قد رفعهما عليه، إذ قال: مه! أما رأيتم ما مرّ بكم الساعة؟ قال مالك: قلنا: لا والله، وما هو؟ فقال حسّان: فاختةٌ مرّت الساعة بيني وبين فارع فصدمتني، أو قال: فزحمتني. قال: قلنا: وما هي؟ قال:
ستأتيكم غدواً أحاديث جـمّةٌ ** فأصغوا لها آذانكم وتسمّعوا

قال مالك بن أبي عامر: فصبحنا من الغد حديث صفّين.

سمعه المغيرة ينشد شعراً فبعث إليه بمال
أخبرنا وكيع قال حدّثنا اللّيث بن محمد عن الحنظليّ عن أبي عبدة عن العلاء بن جزء العنبري قال: بينا حسّان بن ثابت بالخيف وهو مكفوفٌ، إذ زفر زفرةً ثم قال:

وكأنّ حافرها بكـلّ خـمـيلةٍ** صاعٌ يكيل به شحيحٌ مـعـدم
عاري الأشاجع من ثقيفٍ أصله ** عبدٌ ويزعم أنّـه مـن يقـدم


قال: والمغيرة بن شعبة جالسٌ قريباً منه يسمع ما يقول، فبعث إليه بخمسة آلاف درهم. فقال: من بعث بهذا؟ قال: المغيرة بن شعبة سمع ما قلت. قال: واسوءتاه! وقبلها.

استجار الحارث بن عوف من شعره بالنبي
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني الأصمعيّ قال: جاء الحارث بن عوف بن أبي حارثة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أجرني من شعر حسّان، فلو مزج البحر بشعره لمزجه. قال: وكان السبب في ذلك - فيما أخبرني به أحمد بن عبد العزيز عن عمر بن شبّة عن الأصمعيّ، وأخبرني به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي مصعب -أنّ الحارث بن عوف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك وأنا له جار. فأرسل معه رجلاً من الأنصار. فغدرت بالحارث عشيرته فقتلوا الأنصاريّ، فقدم الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام لا يؤنّب أحداً في وجهه، فقال: " ادعوا لي حسّان "، فدعي له، فلمّا رأى الحارث أنشده:

يا حار من يغدر بـذمّة جـاره ** منكم فإنّ محمـداً لـم يغـدر
إن تغدروا فالغدر منكم شـيمةٌ ** والغدر ينبت في أصول السّخبر


فقال الحارث: اكففه عنّي يا محمد، وأؤدّي إليك دية الخفارة، فأدّى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم سبعين عشراء، وكذلك دية الخفارة، وقال: يا محمد، أنا عائذٌ بك من شرّه، فلو مزج البحر بشعره مزجه.

أنشد شعراً بلغ النبي فآلمه
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إبراهيم بن المنذر قال حدّثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا العطّاف بن خالد قال: كان حسّان بن ثابت يجلس إلى أطمه فارعٍ، ويجلس معه أصحابٌ له ويضع لهم بساطاً يجلسون عليه؛ فقال يوماً، وهو يرى كثرة من يأتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من العرب فيسلمون:

أرى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلـد

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " من لي بأصحاب البساط بفارع؟ ". فقال صفوان بن المعطّل: أنا لك يا رسول الله منهم؛ فخرج إليهم فاخترط سيفه، فلمّا راوه عرفوا الشرّ بوجهه ففرّوا وتبدّدوا، وأدرك حسّان داخلاً بيته، فضرب وفلق أليته. قال: فبلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عوّضه وأعطاه حائطاً، فباعه من معاوية بعد ذلك بمالٍ كثير، فبناه معاوية قصراً، وهو الذي يقال له: " قصر الدّارين ". وقد قيل: إنّ صفوان بن المعطّل إنما ضرب حسّان لما قاله فيه وفي عائشة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم من الإفك؛ لأن صفوان هو الذي رمى أهل الإفك عائشة به.
وأخبرنا محمد بن جرير قال حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة قال: اعترض صفوان بن المعطّل حسّان بن ثابت بالسّيف لما قذفه به من الإفك حين بلغه ما قاله. وقد كان حسّان قال شعراً يعرّض بابن المعطّل وبمن أسلم من العرب من مضر فقال:

أمسى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البـلـد
قد ثكلت أمّه من كنت صـاحـبـه ** أو كان منتشباً في بـرثـن الأسـد
ما للقتـيل الـذي أعـدو فـآخـذه ** من ديةٍ فيه أعـطـيهـا ولا قـود
ما البحر حين تهبّ الريح شـامـيةً ** فيغطئلّ ويرمي العبـر بـالـزّبـد
يوماً بأغلب منّي حين تبـصـرنـي ** بالسيف أفري كفري العارض البرد


فاعترضه صفوان بن المعطّل بالسيف فضربه وقال:

تلقّ ذباب السّيف عنّي فإنّنـي ** غلامٌ إذا هوجيت لست بشاعر

قبض ثابت بن قيس على ابن المعطل لضربه له، ثم انتهى الأمر إلى النبي فاسترضاه: وحدّثنا محمد بن جرير قال حدّثنا " ابن " حميد قال حدّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ: أنّ ثابت بن قيس بن الشّمّاس أخا بلحارث بن الخزرج وثب على صفوان بن المعطّل في ضربه حسّان فجمع يديه على عنقه، فانطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال: ما هذا؟ فقال: ألا أعجّبك! ضرب حسّان بالسيف! والله ما أراه إلاّ قد قتله. فقال له عبد الله بن رواحة: هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ من هذا؟ قال: لا والله. قال: لقد اجترأت! أطلق الرجل، فأطلقه. ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فدعا حسّان صفوان بن المعطّل؛ فقال ابن المعطّل: يا رسول الله، آذاني وهجاني فضربته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسّان: " يا حسّان أتعيب على قومي أن هداهم الله عزّ وجلّ للإسلام! "، ثم قال: " أحسن يا حسّان في الذي أصابك ". قال: هي لك يا رسول الله.

إيراد ما تقدم برواية أخرى مفصلة
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني المدائنيّ قال حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسارٍ عن بعض رجال بني النجّار بمثل ذلك، وزاد في الشعر الذي قاله حسان زيادةً ووافقه عليها مصعب الزّبيريّ، فيما أخبرنا به الحسن بن عليّ، قال قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني عمي مصعب في القصّة، فذكر أنّ فتيةً من المهاجرين والأنصار تنازعوا على الماء وهم يسقون خيولهم، فغضب من ذلك حسّان فقال هذا الشعر.
وذكر الزّهريّ، فيما أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجعد، قال حدّثنا محمد بن إسحاق المسيّببي قال حدّثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزّهريّ أنّ هذا الخبر كان بعد غزوة النبيّ صلى الله عليه وسلم بني المصطلق.
قال: وكان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ يقال له: سنان، ورجل من بني غفار يقال له: جهجاه؛ فخرج جهجاهٌ بفرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرسٍ له يومئذ يسقيهما، فأوردهما الماء، فوجد على الماء فتيةً من الأنصار، فتنازعوا فاقتتلوا؛ فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: هذا ما جزونا به، آويناهم ثم هم يقاتلوننا! وبلغ حسّان بن ثابت الذي بين جهجاه وبين الفتية الأنصار، فقال وهو يريد المهاجرين من القبائل الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام - وهذا الشعر من رواية مصعب دون الزّهريّ -:

أمسى الجلأبيب قد عزّوا وقد كثـروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة الـبـلـد
يمشون بالقول سرًّا فـي مـهـادنةٍ ** تهدّداً لي كأنّي لـسـت مـن أحـد
قد ثكلت أمّه من كنـت صـاحـبـه ** أو كان منتشباً في بـرثـن الأسـد
ما للقتيل الذي أسمـوا فـأقـتـلـه** من ديةٍ فيه أعـطـيهـا ولا قـود
ما البحر حين تهبّ الـريح شـامـيةً** فيغطئلّ ويرمي العبـر بـالـزّبـد
يوماً بأغلب منيّ حين تبـصـرنـي ** أفري من الغيظ فري العارض البرد
أمّا قريشٌ فإنّي لسـت تـاركـهـم ** حتى ينيبوا من الغـيّات بـالـرّشـد
ويتركوا اللاّت والعزّى بـمـعـزلةٍ ** ويسجدوا كلّهم للواحـد الـصّـمـد
ويشهدوا أنّ ما قال الرسـول لـهـم ** حقٌّ ويوفوا بعهد الـلـه فـي سـدد
أبلغ بنيّ بأنّي قـد تـركـت لـهـم ** من خير ما ترك الأبـاء لـلـولـد
الدّار واسطةٌ والـنـخـل شـارعةٌ ** والبيض يرفلن في القسّيّ كالـبـرد


قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا حسان نفست عليّ إسلام قومي " وأغضبه كلامه. فغدا صفوان بن المعطّل السّلميّ على حسّان فضربه بالسيف. وقال صفوان:

تلقّ ذباب السّيف عنّي فإننـي ** غلامٌ إذا هوجيت لست بشاعر

فوثب قومه على صفوان فحبسوه، ثم جاؤوا سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وهو مقبلٌ على ناضحه بين القربتين، فذكروا له ما فعل حسّان وما فعلوا؛ فقال: أشاورتم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا لا. فقعد إلى الأرض. وقال: وانقطاع ظهراه! أتأخذون بأيديكم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيكم! ودعا بصفوان فأتي به، فكساه وخلاّه. فجاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كساك كساه الله ". وقال حسّان لأصحابه: احملوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أترضّاه ففعلوا؛ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردّوه. ثم سألهم فحملوه إليه الثانية؛ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرفوا به. ثم قال لهم: عودوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا له: قد جئنا بك مرّتين كلّ ذلك يعرض فلا نبرمه بك. فقال: احملوني إليه هذه المرّة وحدها، ففعلوا. فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي! احفظ قولي:

هجوت محمداً فأجبت عنه** وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبى ووالده وعرضي ** لعرض محمدٍ منكم وقاء


فرضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهب له سيرين أخت مارية أمّ ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم. هذه رواية مصعب. وأما الزّهريّ فإنّه ذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بلغه ضرب السّلميّ حسّان قال لهم: " خذوه فإن هلك حسّان فاقتلوه ". فأخذوه فأسروه وأوثقوه؛ فبلغ ذلك سعد بن عبادة فخرج في قومه إليهم فقال: أرسلوا الرجل، فأبوا عليه؛ فقال: أعمدتم إلى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤذونهم وتشتمونهم وقد زعمتم أنّكم نصرتموهم! أرسلوا الرجل؛ فأبوا عليه حتى كاد يكون قتالٌ، ثم أرسلوه. فخرج به سعدٌ إلى أهله فكساه حلّةً، ثم أرسله سعدٌ إلى أهله. فبلغنا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ليصلّي فيه، فقال: " من كساك كساه الله من ثياب الجنّة ". فقال: كساني سعد بن عبادة. وذكر باقي الخبر نحوه.

الرد مع إقتباس