الأخ الفاضل / طاوس
تعليقك رقم ( 11 ) عن علماء السلف ، هو عين الصواب ، ويستنتج منه أن التكفير لا يكون إلا بدليل من الكتاب والسنه ، مع وضع الشبهات والإحتمالات لصالح المراد الحكم عليه ، ولخطورته ، فلا يجب أن ينفرد شخص واحد ... حتى لو كان عالما ... بتكفير أحد ، وذلك كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم بالتشاور والوصول إلى رأى .
وأضيف ... أن هذا التشاور يكون مواجهة ، للنقاش والوصول إلى الحق ، لا أن يدلى كلا برأيه منفردا ، فهذا الوضع لا يخرج عن الرأى المنفرد الذى لا يتناسب مع خطورة الموضوع . وكما نقول فى حالة المرض على اجتماع الأطباء "كونسولتو" . أى مجلس استشارى .
ملحوظة أخرى :::
( 1 ) حينما أقرأ فى الخيمة تبادل السباب والإتهامات وتسفيه كل للآخر ، أصاب باشمئزاز يشل تفكيرى ويقعدنى عن متابعة الموضوع ، لأنى أشعر بأن أخلاق المسلمين ، والسلف بالذات ، الذين نحاول أن نقتدى بهم ، بعيدة كل البعد عن تصرفاتنا ... لا أوجه هذا الكلام لشخص معين ، بل أوجهه لى أولا وللجميع ثانيا .
( 2 ) المرجع كما حدده القرآن الكريم فى المصادر التى نلجأ إليها ليست أحدا بعينه بل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " وبما أن السلف ليسوا معصومين ، فتصرفاتهم هى فقط للإسترشاد ، فإن وافقت الكتاب والسنة ... وهما المراجع الأصلية حسب الآية ... فبها ونعمت ، وإلا فهى مردودة . والقدوة التى يقتدى بها ، هى أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الأسوة الحسنة" .
أفعال السلف هى قصص وردتنا عنهم ، غير موثقة ، قد تكون صحيحة أو غير ذلك ، فلا يصح أن نبنى عليها حزبا أو جماعة أو ما شابه ذلك ، أما "الأسوة الحسنة" فقد كان خلقه القرآن ، وهى ثابتة موثقة يمكن الرجوع إليها فى كل وقت وحين . وكل المسلمين الملتزمين المتبعين لهديه والمقتدين به هم من حزب الله المحبين لله ورسوله .
بمعنى أن الأصل ليس السلف ، بل الأصل هو الكتاب والسنة . والسلف فرع يستشهد بإعمالهم التى تتفق مع الكتاب والسنة . فهل من المنطق أن نجعل الفرع أصلا ؟؟؟
|