عرض مشاركة مفردة
  #53  
قديم 20-04-2006, 06:37 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

( 1 ) هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {7} سورة آل عمران


( 2 ) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ {53} سورة الأعراف


( 3 ) بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39} سورة يونس



المتشابه كما ورد فى آية سورة آل عمران ، لا يعلم تأويله إلا الله ، وهو من الغيب ، حيث أن الإيمان لا يكون إلا بغيب ، "..... والذين يؤمنون بالغيب ......" . ولذلك فالراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، وما دام سبحانه قد ذكره فهو صدق ، ومن كمال العلم أن تؤمن به . فالمتشابه هو كل ما له تأويل يأتى فى حينه .
ومن آيتى سورة الأعراف وسورة يونس ، فالتأويل يأتى لاحقا ، إما فى الدنيا حينما يريد سبحانه إظهاره ، أو فى الآخرة حينما نعاين ما ذكر لنا فى الدنيا وقرب لنا حقيقته بحيث يمكننا أن نتصورها ، مع التأكد بأن حقيقتها ستكون مخالفة لما نتصوره ، فمثلا فى الجنة "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما خطر على قلب بشر" . ويفهم من هذا أن الصور التى تذكر عن الجنة هى من المتشابه ، ولن يأتى تأويلها إلا يوم القيامة .

ولكى نفهم معنى المتشابه ، فقد يسر الله سبحانه وتعالى ما يوضح لنا الأمر على المستوى الشخصى ... فكلنا قد يرى رؤية منامية ... علما بأن الرؤية غير الحلم ، فالحلم لا يؤول ، فقد يكون من الشيطان ، أو مما تحدث به نفسك ، أما الرؤية فهى من الملك ... هذه الرؤى التى نراها حين تحققها نجد أن الصورة التى تحققت بها ليست نفس الصورة التى رأيناها ، فمثلا رؤية سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ، كان تأويلها ، أباه وأمه وإخوته ، ولم تكن كما رأها شمس وقمر وكواكب ، وكذلك رؤية الملك ، كان تأويلها ، سبع سنين منتجة ، وسبعة تليها عجاف ، وهكذا .
على هذا المقياس العملى المشاهد فى الحياة ، فحين يأتى تأويل المتشابه ، نجده قريبا لما صور لنا ولكن ليس بالضبط نفس الصورة . فنحن مثلا نعرف النار ، ونعرف أن من يلقى فيه يموت ، ولكن نار الآخرة ، لا شك لها مواصفات غير ذلك ، فمن يلقى فيها لا يموت ولا يحيى . ولكنها صورت لنا فى الدنيا بما يمكن لنا أن نستوعبه .