إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
جزاكم الله خيرا ولعله يكون هذا سؤالنا الأخير في هذه الليلة بإذن الله:
شيخنا الكريم..حفظكم الله..هذا الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر..وزاد مسلم : ولا نوء ولا غول..
فما معنى هامة..ونوء..وغول رحمكم الله يا شيخنا؟؟
|
الجواب :
ورحمك الله .
قال الإمام النووي رحمه الله :
فيه تأويلان :
أحدهما : أن العرب كانت تتشاءم بالهامة ، وهى الطائر المعروف مِن طَير الليل .
وقيل :هي البُومَة . قالوا كانت إذا سَقَطَتْ على دار أحدهم رآها ناعية له نفسه أو بعض أهله ؛ وهذا تفسير مالك بن أنس .
والثاني : أن العرب كانت تَعتقد أن عِظام الميت - وقيل : روحه - تنقلب هامة تطير ، وهذا تفسير أكثر العلماء ، وهو المشهور ، ويجوز أن يكون المراد النوعين ، فإنهما جميعا باطلان ؛ فَبَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم إبطال ذلك ، وضلالة الجاهلية فيما تعتقده من ذلك .
والهامَة بتخفيف الميم على المشهور الذي لم يذكر الجمهور غيره . وقيل : بتشديدها . قاله جماعة ، وحكاه القاضي عن أبى زيد الأنصاري الإمام في اللغة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ولانوء . أي : لا تقولوا مُطِرْنا بنوء كذا ، ولا تَعْتَقِدُوه .
ولا غول : قال جمهور العلماء : كانت العرب تزعم أن الغِيلان في الفَلَوات ، وهي جنس من الشياطين ، فتتراءى للناس وتتغوّل تَغولاً ، أي : تتلون تَلوّنا ، فتضِلّهم عن الطريق فتهلكهم ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذاك .
وقال آخرون : ليس المراد بالحديث نَفِي وجود الغول ، وإنما معناه : إبطال ما تزعمه العرب مِن تَلوّن الغول بالصور المختلفة واغتيالها . قالوا : ومعنى " لا غول " أي : لا تستطيع أن تُضِلّ أحدا .
انتهى كلام النووي باختصار يسير .
والله تعالى أعلم .