عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-04-2006, 07:24 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي

ثم ماذا ؟


ثم إن تمكن الإنسان من العفة والزواج .. فلن يعدموا معه الحيلة ..
لابد من إشغاله بالرزق .. فيظل المسكين يعمل بالليل والنهار .. لتحصيل الدرهم والدينار .. ليسد مخمصة ويستر العوار ..
ويأتي لبيته شبه منهار .. لا يقوى على قراءة آية .. فضلا عن حديث للمختار .. أو حضور درس علم لأحد الأخيار .. ويظل المسكين هكذا .. كأنما يدور في ساقية .. فإن سألته عن كيفية الوضوء .. فلا يدري .. ولا يحسن أن يصلي .. بل لا يحسن أن يقرأ الفاتحة .. ولا حول ولاقوة إلا بالله ..

مثل هذا لا يثور إلا من أجل كسرة خبز .. ولا يهتم إلا بشراء الميرة والبُزّ ..
فلا شأن له بالدين .. علا وارتفع شأنه .. أم سفل وانخفض أمره ..
ولا شأن له بالجهاد .. ذلك المصطلح ( المرعب ) الذي لم يعد يصلح لزماننا ..
فزماننا يجب أن يسود فيه السلام .. ويعم فيه الوئام .. هكذا أفهموه .. وكذا علموه .. وعلى هذا ربوه ونشّأوه
فالمنادي بتجريد التوحيد إرهابي
والداعي للجهاد .. هو أُسّ البلاء والفساد
والقائل بكفرية الانتخابات الشركية .. لم يعِ روح الإسلام ومسايرته لمدنية العصر ..
والساعي لتخليص الناس من وثن الديمقراطية وألا يجعلوها دينا لهم بديلا عن دين التوحيد الخالص .. هو ظلامي مفسد رجعي .. وجب اجتثاث شأفته .. وقتله وطرحه ونبذ ملته ..
فكيف ينادي بالتخلف عن مسايرة أمم التمدن والتحضر بدعوى اتباع منهج خير البشر ؟
ألم يأت الإسلام لتحقيق المصلحة ودفع المفسدة ؟
فالمصلحة متحققة بتطبيق الديمقراطية ..
ونسى هؤلاء .. أن أكبر مفسدة على وجه الأرض هي التشريع مع الله أو من دونه
انتزاع أخص خصائص الإلوهية وهي الحاكمية ..
علو الدستور الكفري الأرضي على الدستور الإلهي الرباني ..
علو الكفر على الإيمان
علو أحكام البشر على حكم القرآن
علو السافل وانخفاض العالي
الركون إلى الدون .. وترك ارتياد المعالي
طاعة طواغيت البشر .. ومخالفة أوامر الرب المتعالي
نبذ مقارعة الطواغيت .. والانحياز لمنهج سفر الحوالي
محاربة أهل التوحيد والجهاد .. وتقريب كل كذاب مغالي
اقصاء مصطلح الجهاد .. وإحياء كل رثّ وبالي ..
تغريب الناس عن منهج ربهم .. وإلصاقهم بالباطل العاري

إن كل ذلك يتم من خلال خطة محكمة .. لا تهدأ .. على مدار الساعة .. خطة اسمها ( مكر الليل والنهار ) .. يعني مكر لا يهدأ .. وخبث لا يخبو .. وكيد لا يفتر ..
قال تعالى :
" وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً .... " 33 سبأ ..
الكيد يسير على قدم وساق بالليل وبالنهار .. لئلا ينجو أحد أو يستفيق .. فيعرف حقيقتهم ومكرهم وكيدهم ..
وها هم قد جاءوا يوم القيامة يحاجون بعضهم بعضا ..
" وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ " (31) سبأ
لولا مكركم وكيدكم ووسائلكم الإبليسية .. وحيلكم الشيطانية لكنا مؤمنين ..
فردوا عليهم :
" قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ " (32) سبأ
بل أنتم المجرمون .. ما إن جئنا بمكرنا وكيدنا حتى سارعتم لقبوله .. وتلقفتموه .. واستمتعتم به .. وتركتم أوامر ربكم .. إلى أوامرنا .. وخلعتم طاعة نبيكم .. إلى طاعتنا ..
يقول بن كثير في تفسير الآية :
نحن ما فعلنا بكم أكثر من أنا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان، وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بها الرسل لشهوتكم واختياركم لذلك، ولهذا قالوا: {بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار} أي بل كنتم تمكرون بنا ليلاً ونهاراً، وتغرّونا وتخبرونا أنا على هدى وأنا على شيء، قال قتادة وابن زيد {بل مكر الليل والنهار} يقول بل مكركم بالليل والنهار، {إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أنداداً} أي نظراء وآلهة معه وتقيموا لنا شبهاً وأشياء تضلونا بها،


أرأيتم إخوتي الكرام ؟
أرأيتم خطة ( مكر الليل والنهار ) ؟
هدفهم إفساد الناس وإضلالهم وغوايتهم وإغراقهم في الشهوات .. وإضلالهم بالشبهات ..
ثم يتبرأ التابعون من المتبوعين .. في يوم لا تنفع فيه البراءة ولا الندم ..
قال تعالى :

" إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " (167)

يا لها من حسرة وندامة حينما يحاول الإنسان أن يتخلص من ربقة من تابعه فأرداه فأصبح من الخاسرين , فلا يتمكن من ذلك .. ثم يرى أعماله حسرات وندامة .. ثم المصير المر المحتوم .. ولا حول ولاقوة إلا بالله ..
إخوتي الكرام
كيف الخلاص ؟
وما السبيل ؟
في غمار هذه الجاهلية لا نجاة إلا لمن نجاه الله ..
لا يستطيع أحد أن ينجو وأهله من غبار هذه الجاهلية ..
فهي محيطة بنا إحاطة السوار بالمعصم ..
لا حل إذا إلا بصدق اللجأ إلى الله ..
بالاستعصام بدينه ومنهجه ..
بالاهتداء بنور الوحيين : الكتاب والسنة بهدي سلف الأمة ..
بترك شبهات علماء السلاطين .. ومتابعة علماء التوحيد والجهاد المخلصين
بكف النفس عن الخوض في غمار الشهوات .. وأطرها على طاعة رب البريات ..
فقد حفت الجنة بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات ..
بتربية الأبناء .. كما ربى الصحابة والسلف أبناءهم .. والبعد بهم عن المغريات .. ومظاهر الجاهلية العمياء ..
ثم بعد ذلك .. بالتضرع إلى رب الأرض والسماء .. أن يعصمنا من الغواية .. وأن يمن علينا بالهداية ..
فإنه من يهد الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادي له ..
وأخيرا فلنعلم جميعا أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
وإنما سمي القلب قلبا لشدة تقلبه ..
فإنه أشد في تقلبه من الماء في القدر قد استجمع غليانا
وأشد في تقلبه من ورقة تتقاذفها الرياح في فلاة
فنسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه
فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يارب ..
اللهم آت نفوسنا تقواها
زكها يا مولانا أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
اللهم ارفع راية الجهاد فوق كل راية
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان
اللهم اربط على قلوبهم
اللهم ثبت أقدامهم
اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم
اللهم كن لهم عونا وظهيرا ونصيرا
اللهم أيدهم بمدد من عندك
اللهم سدد رميهم
وارفع رايتهم
وأقم دولتهم ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمين
وعلى آله وصحبه الكرام الطيبين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وكتبه
الفقير إلى عفو ربه
معتز بتوحيده
أيده الله وإياكم بتأييده
__________________
ضجت نجوم الليل من حسراتي
وشكى الفرات إلي من عبراتي
يا إخوة الإسلام يا أهل النهى
في الأرض يا من تسمعون شكاتي
يا إخوة الإسلام دونكم اللظى
مازال يحرق دجلتي وفراتي
ما ذنب أرملة تكفكف دمعها
ودموع أبناء لها وبناتي
أواه من جور الحصار ومن يد
تغتالني وتنام فوق رفاتي
انفخ ياوزغ فلن تعلو قدرك