عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 22-04-2006, 03:13 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

مجلس الأمراء والشورى:

ماذا تريد أن تقول مثلاً عن التعليم وبرامجه العقيمة، وطرق تدريسه، وعن الجامعات والمعاهد العلمية التي خرجت الأطباء والمحامين والقضاة والاخصائيين، وفي التجارة والصناعة والزراعة والمال "يا عيني" وأين أعباء الوزارات التي تسمى ظلماً وزوراً وبهتاناً وإنما مبيناً، بوزارات المعارف والصحة ـ والتجارة والصناعة ـ والدفاع والمواصلات، والزراعة والمالية والاقتصاد والخارجية والداخلية؟.. هذه الوزارات التي ترصد لها مئات الملايين وتذهب إلى غير رجعة، وأين مجلس الوزراء نفسه، أي مجلس الأمرء وأصحاب الشركات التجارية، ووكلاء الشركات الأجنبية، والأقربين، ومجلس الشورى الذي لم يكن إلاّ مجرد "تكية" يرسل إليها كل عجوز مخوف لا يهتم إلاّ باشباع بطنه المتخم.. ان خير ما يجب هو أن تجعل هذا الشعب مشاركاً لك في مهمة الحكم، ليتحمل عبء المسؤولية، ويؤدي كل مواطن واجبه الذي فرضه الوطن عليه، وذلك بتحقيق الحريات الديمقراطية، والانتقال من الحكم الفردي الإستبدادي المتطرف المقيت، الذي طوح بالبلاد وفقدها الكثير من صفات الدول والمتعارف عليها عالمياً، الانتقال كما قلت لك عام 1953 عندما كنت في حائل، الى حكم دستوري تكون فيه ملكاً دستورياً مصوناً غير مسؤول عن هذه الأوضاع النتنة الخبيثة، ويتولى المسؤولية وزراء ينتخبهم الشعب عن طريق التمثيل النيابي، وليس هذا صعباً في الوقت الحاضر، إذا كنت مخلصاً لنفسك أولاً، ولشعبك ثانياً، فبإرادة ملكية تصدرها يمكن أن تنقلب الأوضاع البائدة السائدة البغيضة الى أوضاع ديمقراطية حرة سليمة، ويكفر الشعب عنك كل السيئات والجرائم التي ارتكبت باسمك، ليس في داخل المملكة فحسب، وإنما في خارجها كذلك.. إن الأوضاع كلها فاسدة مقيتة، ولن تتمكن بوسائلك الارهابية أن تحمي هذا الفساد على الدوام. اللهم ألا أن تزيد الضغط انفجاراً.

السياسة الخارجية:

بعد أن ناقشنا السياسة الداخلية، أريد أن أنقل لك رأي شعبنا في سياستك الخارجية، التي تتخبط بها الآن خبط عشواء، دون أن تكون لحكومتك سياسة قومية مرسومة.

ولنبد بمبدأ ايزنهاور:

ان الشعب يمقت الاستعمار الأمريكي.. ولكنك على الرغم من إرادة الشعب، تواطأت مع الاستعمار الأمريكي وبعت بلادنا بـ (500 مليون دولار) أنفقتها على شهواتك، ووطدت القواعد الحربية الأمريكية على أرض الرسول، لتمزيق وحدتنا وقتل قوميتنا، وطعن سيادتنا، وانذار أطفالنا وفلذات أكبادنا بدمار حرب عالمية ذرية طاحنة، تنطلق شراراتها من أرض الرسول، لتخطر العالم بالموت والدمار.

وقد اتخذت من الدين وسيلة لمحاربة الوحدة والحرية، باسم الخطر الشيوعي المزعوم، ولبيت دعوة ايزنهاور ـ لزيارة أمريكا ـ متحملاً كل ما لاقيته في سبيل دعوته المشؤومة من احتقارات وإهانات وهتافات عدائية صهيونية أمريكية، شهرها الصهاينة الأمريكان في وجهك في كل بلدة أمريكية حللت بها ضيفاً على حبيبك دالس ايزنهاور.

مع هذا يا سعود ومع هذا كله أسلمت، بل آمنت بمبدأ الشيطان الرجيم أيزنهاور، ولم تكتف بايمانك وحدك، بل دفعتك حرارة الإيمان ـ ويا للخيانة ـ إلى أن بذلت جهدك الجهيد، محاولاً اقناع ـ بطل الثورة العربية جمال عبد الناصر ـ بالمذهب الجديد الذي حملت لواء رسالته، وبعت أرض الرسالة والقرآن، وقبلت المساعدات الأمريكية من أجله، بموجب تجديدك اتفاقية ـ وصمة الخزي والعار ـ قاعدة الظهران الذرية، برغم إرادة الشعب ومطالباته وإصراره والحاحه الشديد، ببرقياته وعرائضه الكثيرة الموقعة من 625 مواطناً، يمثلون جميع فئاته بعدم تجديد هذه القاعدة التدميرية، التي أصبحت مخزناً للقنابل الذرعة والهيدروجينية التي من بنودها السرية ما تعرفه جيداً.

وهنا ألخص لك جزءاً من عملك الخبيث، وجزءاً من اتفاقية قاعدة الظهران الذرية، صك بيع وشراء الكعبة ومهابط الوحي، صك الخيانة التاريخية، لعنة التاريخ والشعب والأجيال في وجهك:ـ

1 ـ تمنح الحكومة السعودية حكومة الولايات المتحدة حق استخدام مطار الظهران لعمليات القوات العسكرية الأمريكية.

2 ـ وحق تحليق طائراتها العسكرية فوق البلاد السعودية جمعاء.

3 ـ وحق عمليات هذه الطائرات العسكرية في جميع المطارات الأخرى في المملكة السعودية أي في غير مطار الظهران حتى في حمى الحرمين الشريفين، لتكون هذه الطائرات الأمريكية حاملة القنابل الذرية والهيدروجينية بمثابة حمائم مكة والمدينة كما تنص هذه المادة.

4 ـ وحق إستخدام موظفين عسكريين ومدنيين في مطار الظهران وفي المطارات الأخرى.

5 ـ وعلى الحكومة السعودية أن تضع جميع المؤسسات والمباني العائدة لها والعائدة لرعاياها في منطقة مطار الظهران، تحت تصرف القوات العسكرية الأمريكية. ومن يعلم؟ فربما هذه المادة تشمل حتى المساجد التي لم تكن إلا لله وحده.

6 ـ ولحكومة الولايات المتحدة حق التصرف المطلق في إنشاء أبنية ومؤسسات في مطار الظهران، وبعض الأماكن الأخرى في المملكة السعودية وتحسينها وتغييرها.

7 ـ ولحكومة الولايات المتحدة الحق المطلق في حماية العرش. والأمن الداخلي من أي خطر يهدده في الخارج والداخل، وبموجب هذه المادة اللعينة، فقد بعت ـ الأرض ـ مهبط الوحي والقرآن لأعداء الله ورسوله!

8 ـ ولحكومة الولايات المتحدة وقواتها العسكرية الأمريكية والموظفين المدنيين التابعين لها، حق الإعفاءات المالية من الضرائب الجمركية، والرسوم الحكومية، وأي رسوم أخرى.. وتتعهد الحكومة السعودية بأن تقوم بتنظيم بريد خاص لأفراد القوات العسكرية الأمريكية والموظفين المدنيين التابعين لها، ويعفى هذا البريد من الضرائب الجمركية والرسوم الحكومية وغيرها من الرسوم، بما في ذلك رسوم الطوابع.

9 ـ وللقوات العسكرية الأمريكية حق ممارسة التدريب في الاراضي السعودية بدون تحديد مناطق خاصة لهذا التدريب.

10 ـ وللقوات العسكرية وغيرها من قوات الدولة التي قد تجلبها الولايات المتحدة في مطار الظهران والموظفين المدنيين الذين يعملون معها حق الاعفاء القضائي.

وهكذا تكشف لنا هذه المادة عن عمق ثغرة الخزي والعار المتعاظم الذي يلطخ ناصيتك، إذ أن هذه المادة أباحت باشراك حلفاء الولايات المتحدة من أتراك وصهاينة وانكليز وفرنسيين في قاعدة الظهران، وإعفائهم حتى من سلطان الأحكام القضائية السعودية!

11 ـ ولحكومة الولايات المتحدة الحق في إتخاذ أي إجراءات تراها لازمة لضمان سلامة وأمن القوات العسكرية الأمريكية، وبموجب هذه المادة، تتحول كل أرض شبه الجزيرة العربية إلى قواعد عسكرية أمريكية حربية، بحجة ضمان وسلامة القوات العسكرية الأمريكية.

12 ـ تتعهد الحكومة السعودية ألا تبيع أي أسلحة مشتراة من الولايات المتحدة إلى أية دولة أخرى، إلا بعد الحصول على موافقة الحكومة الأمريكية، وهذه الاسلحة التي تبيعها الحكومة الأمريكية للحكومة السعودية لمحافظة السعودية على أمنها الداخلي، بشرط ألا تستخدم هذه الأسلحة المشتراة من الحكومة الأمريكية في عمل عدائي ضد أية دولة حليفة أو صديقة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.

وبهذا يكشف الله سترك يا سعود، وتبدأ كل عورة من رأسك إلى أخمص القدمين بتآمرك على العرب وتواطئك مع إسرائيل، أي أن هذه الأسلحة لا تستعمل ضد أمريكا وإسرائيل وأصدقاء أمريكا وإسرائيل، وإنّما لتقتيل الشعب وضدّ العرب أجمعين.




خنت الله والشعب:

وهكذا خنت الله وشعبك ودينك، واتخذت من الدّ أعدائنا الأمريكان، أصدقاء بل أولياء ألقيت إليهم بالمودة، عاصياً متجاهلاً قوله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} {ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم في العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون}، {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروّهم وتسقطوا إليهم إن الله يحبّ المقسطين، إنّما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم أن تقولهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}.

والآن قل لي بربك يا سعود مَن مِن دول العالم يقاتلنا في ديننا ويخرجنا من ديارنا ويظاهر على إخراجنا؟

من زرع صهيون في أرضنا العربية، وأرضعها ثدييه وزودها بالمال والعتاد والذخيرة، وقال لها كوني شوكة في قلب العرب؟

من الذي شرّد مليون عربي من أرض فلسطين العربية، ونهب أموالهم وسلب أرضهم وسطاً على عرضهم؟

من الذي وضع قوات حلف الأطلسي وفقاً على تقتيل إخواننا عرب الجزائر؟

من الذي بارك لشن الهجوم الغادر على قلب العروبة النابض مصر، ودمّر بور سعيد الخالدة وأزهق الأرواح ويتم الأطفال؟

من الذي ملأ السجون، وشرّد الألوف، وسفك دماء الأبرياء في العراق والأردن ولبنان واليمن والبحرين والجزيرة العربية (المملكة السعودية) وعمان؟ أليس هؤلاء هم أعداؤنا الذين نهانا الله عنهم في كتابه العزيز، الكتاب الذي توعي زوراً وبهتاناً بأنه دستورك، وتسير على نهجه وهديه وسنة نبيه عليه السلام، هؤلاء المستعمرون الأمريكان الفجرة أعداء الإنسانية جمعاء، خالقوا التوتر في أرضنا وكابتو حريتنا، وجعل بلادنا ثكنات حربية لمعداتهم، ومخازن لأسلحتهم النووية الذرية التدميرية.

هم الذين نهانا الله في كتابه العزيز، عن أن نبرّهم ونصادقهم ونتخذ منهم أولياء وحلفاء وأصدقاء، ومدربين لجيشنا، ومستشارين في شؤوننا السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، هم الذين أثخنونا بالجراح، وقيدونا بإغلال الرجس، ونشبت أظفارهم وأنيابهم النجسة القذرة في أجسادنا، وولغت في دمائنا الطاهرة الزكية.

ان رسول الله يتململ في قبره من وطء أقدام الأمريكان القذرة، وأن أبا بكر الصديق يتأفف من نتن وحل الاستعمار الأمريكي الذي يعفر أرض الرسول، وأن عمر بن الخطاب تثور ثائرته ويزمجر حنقاً، وينتفض غضباً على الأمريكان الذين يتحكمون في مصير قومه وشعبه ووطنه، وترسو قواعدهم الأمريكية التدميرية على أرضه، ويعيث جنودهم فيها فساداً، وتبتز شركتهم الأمريكية اللصوصية "أرامكو" الاستعمارية خيرات الأرض وجهود العمال..