عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 22-04-2006, 03:14 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

الخطر الشيوعي ـ أم الخطر الأمريكي؟



لقد سلبت الخيرات وانتهكت الحرمات، وحكت المؤامرات وقمت بالاغتيالات الفردية، وهتكت أعراض، وفتكت بالشعب، وبعت الأرض، فأصبحت ـ أرض محمد ـ ثكنات حربية وموانئ أمريكية، وقواعد استعمارية، ومخازن للقنابل الذرية والهيدروجينية، متستراً خلف محاربه الخطر الشيوعي المزعوم"، متناسياً ما نحن فيه من خطر داهم.. هذا الخطر الذي له صلة مباشرة بأرضنا وعرضنا وديينا واستقلالنا وكيان أمتنا وشعبنا.. هذا الخطر الذي نعيش فيه الآن.. هذا الجيش الأمريكي المرابط في قاعدة الظهران الذرية بحجة حماية الزيت وأرواح الأمريكان.. هذه المخازن ـ الأقبية ـ المملوءة بالقنابل التدميرية.. "أرامكو" الاستعمارية… مبدأ ايزنهاور.. اسرائيل.. الصداقة الأمريكية السعودية.. المواثيق والأحلاف الأجنبية.. المساعدات الاستعمارية.. الدفاع المشترك. التآمر على العرب.. بيع خليج العقبة و"البريمي" لإسرائيل والانكليز.

هذا هو الخطر الحقيقي.. الخطر الذي يخشاه الشعب.. أما الخطر الذي تخشاه أنت وأمثالك، ويخشاه أيزنهاور فلم يكن سوى القومية العربية الصاعدة، سوى الوحدة وطوفان التحرر العارم المتلاطم، الذي لن يبقى أثراً لخائن في أرض العرب ولن يذر..

وأيزنهاور وتزوير التاريخ:
لقد انكشف الغطاء، وانحسرت حقيقة أيزنهاور الملبدة بالقشور، وبدأ صلب الحقيقية الأمريكية واضحاً جلياً حين أدلى أزينهاور بحديثه الصحفي كاشفاً الغطاء عن مدى خبث العداوة التي تكنها الولايات المتحدة للعرب.. حينما صرح أن المياه العربية في خليج العقبة مياه دولية، "وان إسرائيل حقيقة تاريخية أقيمت لتبقى، وعلى العرب أن يتعودوا العيش معها".

هذا التصريح العدائي السافر قال ـ سيد الخائنين ـ أيزنهاور أنه أبلغك إياه إبان زيارتك الأخيرة للولايات المتحدة واطمئان قلبك إليه وتلك دلالة واضحة جلية منك لتثبيت ـ الرجس ـ ركيزة الاثم والخيانة ـ ربيبة الاستعمار الأمريكي "أسرائيل" على قلب الأمة العربية.

وما ذلك إلا جزء من "الوعود والضمانات" التي أسدتها "صديقتك" أمريكا بسخاء ووفاء، تأميناً لدعامة الاثم والفجور ـ وباء المجتمع الإنساني اسرائيل..

عجبت لمن يدعي الاسلام ديناً.. عجبت لمن اطمأن قلبه إلى "الحقيقة التاريخية"، حقيقة أيزنهاور المزورة التي زور بها حتى التاريخ.. ومع ذلك لا نلوم سيد الخائنين عندما يجعل من إسرائيل حقيقة تاريخية، فهو الذي أراد لها البقاء على أرضنا، وهو عكازها وحجرها الأساسي، ولكننا نلوم "العربي"، نلوم "حامي حمى الحرمين الشريفين" الذي اطمأن قلبه إلى حقيقة هذا الفاجر، فأجرم بحق العرب، متآمراً معه مؤيداً ومؤازراً اسرائيل ضد العرب.. وضد فلسطين السليبة..

جرائمك لن تغتفر:
ولننتقل الآن إلى نوع آخر من جرائم سياستك الخارجية الخرقاء لأعطيك رأي الشعب فيه:

لقد استنكر الشعب تدخلك في شؤون الأردن الشقيق، ودعمك للفرخ الصفيق حسين في الانقلاب الأمريكي الصهيوني، ومقاومتك القذرة اللئيمة للحركة الوطنية المناضلة، التي كانت تقودها حكومة النابلسي، وقيام القوات السعودية بدورها المخزي الذميم، الذي لم تقم به قوات جلوب من قبلها، من اعتقال عرب أشقاء كانوا أول ضحايا الصهيونية، وجلدهم والتنكيل بهم، والاعتداء على حرماتهم في الشوارع والطرقات العامة دون رحمة أو شفقة أو خجل، حيث لا تزال قواتك السعودية مرابطة تؤدي دورها الهمجي المقيت ـ دور الاستعمار الغاشم ـ من اختطاف النساء والنشل، إلى قتل الأبرياء ومضايقة اللاجئين(3).

ولبنان:
واستنكر الشعب تدخلك السافر في الانتخابات اللبنانية لانجاح الخونة من عملاء الاستعمار، ومنفذي مشروع أيزنهاور وتوسطك دون خجل بين المعارضة وحكومة الإثم والخيانة "الشمعونية" خادمة الاستعمار.

وسورية:
وثار الشعب غضباً عندما كلّفت مستشار السوء عميل الاستعمار الذليل يوسف يس، تدبير انقلاب في سورية المناضلة، ومشعل التحرر ودعامة القومية العربية، عندما غمست يدك بمؤامرة إخراج القوات السورية من الاردن، ووضعت الحظر على أموال التجار السوريين، وعرقلت رخص الاستيراد، وهددت عرب سورية القاطنين في "السعودية" بالطرد، ومنعت سيارات الخضر الذاهبة من سورية، ومنعت حجاج سورية المسلمين من أداء فريضة الحج، وأغلقت أبواب سفارتك في دمشق، وهددت بقطع العلاقات، وأصدرت أوامرك الملكية إلى حكومة جمهورية سوريا باسكات ومعاقبة الصحفيين السوريين الأحرار، الذين ذكروا بعض الحقائق، وكتبوا القليل من الكثير عما يعانيه شعبنا المستعبد المنتهك الحريات.

كما لو أنك أصدرت هذه الأوامر على الصحفيين في "السعودية"، أو على عبد من عبيدك "بقطع الرأس"، أو تنفيذ أمر من أوامرك الإرتجالية المستعجلة..

وفي العراق:
وركوعاً لأوامر الغرب، مددت يديك إلى ألد أعداء العرب.. بل أعدائك "الهاشميين"، فاجتمعت مع فيصل بالدمام، ومع عبد الإله في واشنطن، وذهبت إلى العراق لتلتقي بعملاء الاستعمار الأنكلو أمريكي في الشرق الأوسط ـ عصابة حلف بغداد التي تحمي إسرائيل وتدافع عنها ـ، كما دفعت لهم الملايين مقابل نزولهم عن ملكهم المزعوم في الحجاز، مثبتاً بذلك أن لهم "ملكاً في الحجاز وعرشها"، بالاضافة إلى عرشك المنهار.. واتفقتم يداً واحدة لمحاربة السياسة العربية المتحررة التي يقودها جمال عبد الناصر، ولو عن طريق الاغتيال.

وفي اليمن:
وحاربت جميع الحركات التحررية في اليمن، فحدثت تلك المجاز الرهيبة التي ذهبت بعشرات الأحرار اليمنيين، وكانت مواقفك عدائية مخزية من تلك الحركات التحررية الوطنية.

ومقابل أجر دفعته لك أمريكا، بعثت برسوليك يوسف يس وجمال الحسيني لمساومة إمام اليمن لإدخال شركة أرامكو الأمريكية في اليمن.. ومنع اليمن من تأييد جمال عبد الناصر.

وفي البحرين:
كما طعنت الحركة التحررية الشعبية في البحرين "بنصائحك" ومواقفك العدائية، وتدخلاتك لدى حكومة البحرين، وعلى رأسها الشيخ سليمان آل خليفة.

ومما قلته لحاكم البحرين سليمان آل خليفة.. (اننا لن نقف مكتوفي الأيدي من هذه الحركة.. وهددته بطرد عرب البحرين من المملكة).

ثم بعد ذلك اتفقت مع الحكومة الأمريكية على أن توعز لحكومة الشاه، فتطالب بضم البحرين إلى إيران.

ومن جهة أخرى قمت بمساومة حاكم البحرين لضم البحرين إلى السعودية، ولم تنجح مساعيك حتى الآن بسبب تضارب المصالح الاستعمارية، وعندما استشارك حاكم البحرين حول الحكم الإنكليزي الصادر بحق زعماء الحركة الوطنية في البحرين، والقاضي بنفيهم إلى جزيرة سانت هيلانة، قلت "يجب قتلهم، أمّا النفي فقليل بحقهم".

والبريمي:
وأضعت حق شعبنا في واحة البريمي، فتخليت عن هذا الحق عندما أمرك الأمريكان بالتخلي عنه للاستعمار الإنلكيزي، لتكون البريمي رأس جسر يستخدمها الإنكليز لضرب الحركات التحررية والوطنية في اليمن والخليج العربي.

وفي المغرب:
وبأمر من الغرب ذهبت إلى مراكش وتونس وليبيا، بغية تكتيل هذه الحكومات في بوتقة الخيانة تحت راية الغرب ضد مصر وسورية.

وعمان:
وساومت إمام عمان على أرض عمان لمصلحة الاستعمار الأمريكي ولتستثمرها شركة أرامكو الاستعمارية.. ولكن أملك قد خاب في هذه "الوساطة".

وفقدت مبلغ 100 مليون الدولار التي عرضتها عليك "الأرامكو" مقابل "سمسرة"، بعد نجاح "الوساطة" في الموضوع، وذلك عندما بصق إمام عمان على كل مغرياتك وعروضك عليه، مقابل أن يسلم أرضه إلى الاستعمار الأمريكي وأذنابه بعد تحريرها من الاستعمار الإنكليزي.. وأصرّ الإمام على الكفاح بجانب شعبه البطل إلى النهاية، عند ذلك ضيقت الخناق على الثوار في عمان، ومنعت مساعدتهم لا من داخل المملكة فحسب بل ومن خارجها أيضاً..

وفلسطين:
وتآمرت أنت والاستعمار الأمريكي على فلسطين السليبة، فأمرت بحفر عدد من آبار الماء الارتوازية في صحراء "قرية" التي بين الكويت والمملكة لتوطين اللاجئين هناك.. ولكن خطتك لم تنجح، عندما فضح العرب حكومة الأردن الخائنة التي كانت تنوي تنفيذ هذه الخطة قبلك، فتوقفت أنت بانتظار التنفيذ، ومن قبل أبعدت أبناء فلسطين بأمر من شركة أرامكو، حيث كان يبلغ عددهم في الشركة وحدها أكثر من 1700 موظف، وبعلمك أيضاً شكلت ارامكو الاستعمارية "لجان العرفان بالجميل" بإشراف الخائن جمال الحسيني، ـ للتجسس ـ كما تقول أرامكو ـ على أصحاب المباديء من الفلسطينيين.. كما أنك تحارب بشدة كل من تسول له نفسه جمع التبرعات لمشردي فلسطين..

والجزائر:
وتآمرت على عرب الجزائر، فرفض أن تفتح مكاتب لجبهة التحرير في البلاد.. كما رفضت مساعدتها مادياً، وحاربت لجان التربع التي تشكلت من أبناء البلاد لنصرة الجزائر وفلسطين.ز كل هذا في الوقت الذي تدفع فيه مئات الألوف والملايين للغانيات الزانيات..!

وحرق جمال عبد الناصر:
واستعمر قلبك بناء الحقد على قائد العرب جمال عبد الناصر.. وزاد سعيراً عندما زار المملكة في شهر 9 / 1956 ورأيت جموع الشعب تزحف لتحييه وتهتف بحياته.. ففكرت في مؤامرتك الجنونية ضد حياة الرئيس..





شاهد من أهلك:


ويطول الشرح لو تحدثت عن جميع أدوارك الإجرامية المخزية، للفتك بكل حركة وطنية صميمة، دعماً لأمثالك من الحكام الخونة، وخدمة منك لوجه الاستعمار الأمريكي المقيت.

ولكي أثبت أعمالك الخبيثة، استشهد بأقوالك لوزير الدولة البريطانية السابق "ناتنج" أثناء زيارته للمملكة.

يقول "ناتنج" في مذكراته: (ركبت "الكلاديلاك" وكلّي آمال كبيرة في مقابلة الملك سعود في أحد قصوره الفخمة الرّخامية المضاءة بالنيون، والتي تتلاءم مع الأبهة الملكية، ولم تخب آمالي.. وتكلمنا بصراحة يتخللها المرح.. وكم يبدو الفرق كبيراً بين هذا وبين المحادثات التي أجريتها مع ولي العهد الأمير فيصل، التي كان يسيطر عليها الشك والصراحة، ومع "الشخصية البارزة" في الحكومة السعودية الذي يشبه راسبوتين.. وهو الشيخ يوسف يس. وقد عارض الملك سعود العبارة الشهيرة "الحياد الإيجابي"، وهي عدم الإنحياز الى أحد المعسكرين.. وأكد أن معناها المقاومة الإيجابية للشيوعية والتعاون مع أمريكا. وكان الشيخ يوسف يس يأمل إحلال الخبراء الأمريكيين، مكان الخبراء المصريين العرب، والملك سعود لا يساعد اية دولة تتصادق مع الشيوعية، ولو كان ذلك ضد إسرائيل.. وقد نصح الملك سعود الملك حسين بعدم الغاء المعاهدة البريطانية.. إلا أن سليمان النابلسي البعيد عن ثقة حكّام البحرين والكويت وقطر بأن يستمروا في توثيق علاقاتهم مع بريطانيا بغية حمايتهم) الخ.. ما قلت وقاله "ناتنج"..

تحت تأثير العملاء:

أن أكثر المؤامرا التي تحاك ضد وطننا العربي كله، والأقطار العربية المتحررة، وجميع الحركات التحررية والشخصيات الوطنية، تنسب إليك.. ونحن على يقين بأنك بلا شك واقع تحت تأثير عملاء الاستعمار ومنفذي خططه العدوانية، وغرضهم ليس خدمتك وإنما التشهير بسمعتك، وإبعادك عن نجادة الحق والصواب التي يسير عليها العرب بقيادة جمال عبد الناصر..

انه ليس في البلاد العربية كلها ـ بل في العالم كله ـ ملك أو رئيس بذل الملايين من الريالات والدولارات، للمؤامرات والصحفيين وتجار السياسة.. ومنح جوازات السفر، وخصص الرواتب والمخصصات الشهرية للمطرودين من بلادهم، والمغضوب عليهم من الشعب، بعد ثبوت جرائمهم وخياناتهم الدنيئة ضد الشعب والوطن، سواك يا سعود، كما هو شأنك مع فاروق، وناريمان، وزين، وحسين وأديب، وصلاح الشيشكلي، وجورج عبد المسيح، والملك فيصل وعبد الإله، وشمعون، وبقية الخونة والهاربين من وجه العدالة والقانون.

ولقد أدت بك هذه السياسة، إلى أن سخط عليك العرب في جميع ديارهم، وناصبك العداء حتى بعض هؤلاء الصحفيين الذين كنت وما زلت تغدق عليهم الملايين.. كما أدت هذه السياسة الخرقاء باقتصادياتنا وعملتنا للإنهيار، وبالمالية إلى الدين والافلاس، وأدت بلك إلى أن تقترض من "أرامكو" حصة الحكومة من عائدات البترول حتى عام 1964، وتبقى الخزينة مدينة للشركة بمئات الملايين..