عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 22-04-2006, 03:17 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

أرامكو والاستعمار الأمريكي:

لقد لمحت في مستهل رسالتي هذه عن شركة أرامكو الاستعمارية، وأود الآن أن أحدثك بايجاز أيضاً عن الشركة التي تحتل بلادنا اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً، تدعمها قوات أمريكا العسكرية المرابطة في قاعدة الظهران الذرية..

أرامكو مجموعة شركات أمريكية احتكارية كبيرة أتحدت خلال المدة التي بين عام 1944 و1947، تتألف الأرامكو من شركة ستندر أويل أوف كلفورنيا، وشركة تكساس وشركة استندرد أويل أوف نيوجرسي، ولكل من هذه الشركات الثلاث 30% من مجموع الأسهم سوى شركة فاكوم فانها تملك 10%.

وللأرامكو عدد من المؤسسات الفرعية كشركة التابلاين مثلاً، ونصف أسهم شركة "بابكو" في البحرين.. ويعمل ضمن الأرامكو عدد من الشركات الأجنبية الأخرى، وعدد ضخم من المقاولين السعوديين والأجانب السائرين في ركابها.

وتتمتع الأرامكو بمساحة من الأرض قدرها 340000 ميل مربع، أي نصف مساحة المملكة بأسرها. وقدر الخبراء الأمريكان كمية البترول في هذا الحقل الواحد بمجموع ما في آبار البترول في المملكة مجتمعة، وهي تعادل احتياطي الولايات المتحدة الأمريكية..

قامت الأرامكو بمد خط الأنابيب ـ المسمى بالتابلاين ـ من الظهران حتى صيدا، ويبلغ طول هذا الخط 1068 ميلاً، وعرضه بين 30 ـ 31 بوصة، وبقدر ما يدفعه سنوياً بـ 15 مليون طن من الزيت الخام حيث وفر هذا الخط على الشركة 70 مليون دولار سنوياً.

جميع واردات الشركة وصادراتها وأنابيب الزيت معفاة ـ والحمد لله! ـ من جميع الضرائب والرسوم.

وفت هذه الشركة برأسمال قدره 600 مليون دولار، وربحت خلال السنوات العشر الماضية 8 مليارات دولار.. وفي عام واحد فقط ربحت 1575 مليون دولار، أي أنها تربح أضعاف رأسمالها سنوياً واستخراج طن البترول الواحد في المملكة لا يكلفها سوى سبعين سنتاً، على حين يكلف استخراجه في أمريكا أحد عشر دولاراً.

وتبلغ تكاليف الطن الواحد من البترول دولارين ونصف الدولار الى رصيف المرافئ الأوروبية، بما في ذلك في نفقات الاستخراج والعائدات وأجور النقل.

وسعر طن الزيت في أوروبا يبلغ خمسة عشر دولاراً ونصف الدولار، أي أن ربح الشركة الصافي من الطن الواحد يبلغ ثلاثة عشر دولارا، وبعد هذا تدعي الشركة المجرمة أنها منصفة عندما تدفع للحكومة السعودية 280 مليون دولار، وهي كما تزعم نصف الأرباح في حين نجد أن ما تأخذه الحكومة من أرباح الشركة في الطن الواحد من الزيت لا يتجاوز دولاراً وربع الدولار..

اتفاقية الزيت المجحفة:

وبجانب هذا، اتفاقية الزيت المجحفة: الاتفاقية التي من نصوصها ألا تبيع ـ شركة ارامكو ـ الزيت ومشتقاته إلى أية حكومة أخرى ورعاياها إذا رأت "الحكومة الأمريكية" أن هذا البيع لا يتفق مع سياستها الخارجية..

وبموجب هذه الاتفاقية تسيطر الأرامكو على استخراج الزيت وعلى تصفيته وشحنه ونقله وبيعه..

وبموجب الاتفاقية ـ ألف حكومة أرامكو ـ جميع الاتفاقيات التي أبرمتها "حكومتك" دون أذن من الأرامكو.. كالاتفاقية التي عقدتها الحكومة مع شركة "أوناسيس" لنقل حصة الحكومة السعودية من البترول وبيعها في الأسواق العالمية..

وكذلك رفضت جميع الأوامر الملكية، ومنها الأمر القاضي بإيقاف البترول عن الدول المعتدية على مصر، وحيث أصبح بترولنا العربي يندفق على دول العدوان الغربي بغزارة تفوق ما قبل العدوان الآثم، وذلك عن طريق صيدا والبحرين ـ برغم الإعلانات الزاعمة بقطع البترول ـ كما رفض الشيخ ديفز ـ رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو ـ أمرك الملكي القاضي ببيع سوريا كمية من المحروقات، بعد أن طلبت منك الحكومة السورية ذلك أبان العدوان الثلاثي الغادر على مصر، والسبب هو ان الاتفاقية تبيح "لديفز" أن يرفض أمرك، لأن الحكومة الأمريكية لا تريد أن تبيع البترول إلى سوريا التي رفضت هي الأخرى بيع أرضها وعرضها وسيادتها الوطنية بالدولار الأخضر.. مبدأ الشيطان الرجيم: أيزنهاور.

وبموجب الاتفاقية أيضاً، رفضت ارامكو أن تخضع لأنظمة الحكومة السعودية المتعلقة بدفع ضريبة الدخل على أرباح الزيت الذي تبيعه الشركة بعد تصفيته في صيدا. ونظراً لتزايد كمية البترول اتي تنهبها الشركة الاستعمارية، فقد بلغت هذه الضريبة 160 مليون دولاراً مما يضطر الحكومة السعودية إذا لم تنزل عن هذا المبلغ، إلى إقامة الدعوى على الشركة أمام محكمة أمريكية كما تنص الاتفاقية..

أرامكو والعدوان الآثم على مصر:

وربما تعلم عن علاقة أرامكو بذلك العدوان الآثم المجرم الذي شن على مصر وفتك بالأبرياء وهدم البيوت والمعابد.. لقد قال أحد محامبي الإدعاء الشخصي في قضية التآمر على سوريا "مؤامرة العجلاني وعصابة نوري السعيد"، أنه وجد أشياء خطيرة للغاية وهو يدرس إضبارة الدعوى، من بينها أن عدنان العائدي قال أمام قاضي التحقيق ما نصه:

"لقد عاملني صديقي صلاح الأسعد مدير الاتصالات والمعلومات في شركة التابلاين ـ وهي المؤسسة الفرعية لشركة أرامكو طبعاً ـ بعد حدوث العدوان على مصر أبان زيارته له في بيروت، أن الهجوم كان مقدراً له أن يحصل على سورية بدلاً من مصر، ولكن أمريكا علمت في آخر لحظة بوساطة سفارتها في اسرائيل بهذا الهجوم، فأخبرت حكومتها التي تدخلت بعد أن قطع أيزنهاور رحلته الانتخابية، نتيجة لضغط أصحاب شركات البترول، لأنه في حال تعرض سوريا للعدوان الإسرائيلي الفرنسي البريطاني سيؤدي ذلك إلى قطع أنابيب البترول السعودي الذي يمر في سوريا، وذلك ضرر للمصالح الأمريكية" كذا..

لن انتقذ أرامكو:

تلك هي لمحة خاطفة عن الشركة التي تتحكم بأرضنا ومصير شعبنا كيف تشاء، ولست أقول ذلك منتقداً هذه الشركة الأمريكية الاستعمارية المجرمة، حاشى لله ـ وإنما انتقد الحكومة حامية حمى الحرمين، الحكومة التي تقتل المواطنين وتجلدهم في الطرقات، وتسلبهم وتعذبهم وتميتهم وتغتالهم في السجون، وتشردهم في المنافي، وتسرحهم من الأعمال، وتقطع أيديهم وأرجلهم، لتعليقها على أبواب الشركة إرضاء لها "وحماية ـ كما يقول المسؤولون ـ لضيوفنا الأمريكان".

مطالب الشعب:

لقد ضاق الشعب ذرعاً، وبلغت القلوب الحناجر، وحكمك يزداد من سيّء الى أسوأ، حيث أحسست أنت نفسك بالخطر، وعصر قبلك الخوف، ودعاك الأمر إلى تسليح ما يزيد عن 37 ألفاً من البادية "الأخوان" ـ أي ضعف الجيش الرسمي وذلك عدا الحرس العسكري الملكي وألوف العبيد "والخويا" والخدم والتابعين المدججين بالسلاح كل ذلك لحراستك، غير أن الجميع سيبقون معنا، من زمرة الصديقين الأوفياء لشعبهم ودينهم ووطنهم وأمتهم، ولن يبيعوا أرضهم وعرضهم وضمائرهم بدراهم معدودات، وكما قال لي أحد شيوخ الأخوان البدو: "نحن لا نعين الظالم على ظلمه، وسوف نكون مع الشعب.. وليس من المعقول أن يذبح المسلم أخاه المسلم. نحن وظفنا لمحاربة المستعمرين الأمريكان والإنكليز والفرنسيين ومن يتعاون معهم"..

هذا هو قول أحد الذين تعتمد عليهم من شيوخ الأخوان البدو، بل هذا ما يقوله الحرس الملكي كله..

ولو عدلت لآمنت.. ولو أمنت لما كنت بحاجة إلى كل هذه الحراسة الشديدة بل ولا لأية حراسة..

ولكن كيف تعدل وأنت تعتنق الفساد وتؤمن بالاستبداد.. وتعيش على اغتصاب ثروات الشعب؟.


دستور اتحاد ابناء الجزيرة العربية



اتحدا أبناء الجزيرة العربية امتداد لحركة العمال العرب في الجزيرة العربية.. امتداد لتلك الحركة المباركة التي قامت عام 1952، مطالبة حكومة السعودية وشركة البترول الإستعمارية لأول مرة في تاريخ الاحتلال السعودي، بعدد من المطالب العمالية، وقد امتدت هذه الحركة العمالية إلى عام 1953م، حيث أرسل الملك سعود بوحي من الشركة الاستعمارية هيئة حكومية لمساومة زعماء العمال الأحرار واغرائهم بالمناصب والأموال، للسكوت عن قضية العمال وخيانتهم للشعب.

ولما رفض زعماء العمال بأباء ما عرض عليهم من مغريات سعودية واستعمارية، زج بهم في سجن العبيد بمنطقة الإحساء، وسجن العبيد هو مقبرة سعودية مملوءة بالحشرات السامة وعظام الأموات من الشعراء الأحرار، أمثال محمد العوني، زعماء ورؤساء القبائل الثوار، أمثال سلطان بن بجاد، وفيصل الدويش، وغيرهم من الأحرار والثوار.