وهذا تقرير ضابط بريطاني لرؤسائه وهي شهاده لاجداد عبدالعزيز رحمهم الله جميعا وكل هذا موثق في دائرة المعارف البريطانيه
إلى ـ اللفتنانت كرنل أي. ئي. ويلسن
القائم بأعمال المفوض المدني للمناطق المحتلة في العراق
الرقم: 218 التاريخ: 12 تشرين الثاني / نوفمبر 1918
سيدي،
أتشرف بتقديم تقرير عن عمليات البعثة التي كان لي شرف رئاستها إلى وسط الجزيرة العربية للتعامل مع سعادة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود (K.C.I.E) حاكم نجد وملحقاته، في أمور معينة ذات أهمية متبادلة، بالنسبة له وللحكومة البريطانية ، وذلك عملاً بتعليمات حكومة جلالته المبلغة إلى السير برسي كوكس ببرقية وزير الهند المؤرخة في 20 تشرين الأول / أكتوبر 1917 .
إن تقريري يغطي فترة سنة تقويمية كاملة تقريباً، تبتدئ بمغادرة البعثة بغداد في 29 تشرين الأول / أكتوبر 1917، وتنتهي في أول تشرين الثاني / نوفمبر 1918، يوم وصلت بغداد عائداً من وسط الجزيرة العربية لدى انتهاء عمليات البعثة.
وقد وجدت من الأفضل التخلي عن محاولة عرض أعمال البعثة بالتسلسل التاريخي، مفضلاً مناقشة كاملة ومستقلة للمشاكل المختلفة التي استوجبت النظر فيها خلال الفترة التي يغطيها التقرير. إضافة إلى ذلك، منعتني اعتبارات حجم التقرير من أن أدخل في هذا العرض أي وصف تفصيلي لرحلاتي في الجزيرة العربية، أو للنتائج الجغرافية أو العرضية الأخرى التي حصلنا عليها خلالها، إلاّ بمقدار ما كان ضرورياً لإيضاح الأمور التي كانت البعثة معنية بها بصورة مباشرة. وقد سبق لي أن كتبت أوصافاً مختصرة لبعض رحلاتي لتنشر في "النشرة العربية"، وإنني لأتطلع إلى فترة راحة وفراغ لكي أعد للنشر أكداس الملاحظات التي جمعتها عن موضوعات مختلفة مثيرة للاهتمام خلال إقامتي الطويلة في الجزيرة العربية.
ـ العلاقات السابقة بين بريطانية ونجد
لم تكن هنالك قبل نشوب الحرب العظمى اتصالات كثيرة بين السلطات البريطانية وحكام نجد، وذلك لأسباب واضحة. ففضلاً عن عدم ترحيب الشعب نفسه، بسبب تعصبه وانطوائه على نفسه، فإن الصداقة القائمة منذ زمن طويل بين بريطانية وتركية حالت دون أي نوع من الاعتراف السياسي من جانب بريطانية بتلك المنطقة الثائرة والمستقلة في تركية.
والواقع أن المناسبة الأولى التي قام فيها موظف بريطاني بزيارة نجد بصفة رسمية تمت قبل 99 عاماً، حينما اجتاز الملازم سادليير، موفداً من حكومة الهند، المناطق المدمرة للإمبراطورية الوهابية، ليقدم إلى من قام بتدميرها تهاني الحكومة على ما أنجزه، وليحثه على اتخاذ الاحتياطات الشديدة ضد إعادة إحياء السلطة الوهابية. ولحسن الحظ لم يكن إبراهيم باشا والذين يعمل نيابة عنهم ممن يقبل النصيحة الجيدة، وإذا كان هدف بعثة الملازم سادليير أصبح معروفاً في الجزيرة العربية، فإنه قد أصبح منسيّاً بالتأكيد عند زيارة البعثة البريطانية التالية للرياض.
كان ذلك في سنة 1865، حينما عهد إلى الكرنل لويس بيلي (Lewis Pelly) بوصفه مقيماً سياسياً في الخليج، بمعالجة الأمور الناجمة عن القرصنة والاتجار بالرقيق على الساحل العربي من الخليج، وقد قرر بمبادرة منه أن يزور السلطان الوهابي مع بعثة صغيرة حسنة الاطلاع. وكان استقباله من جانب فيصل بن سعود ووزيره غير مشجع. وعادت البعثة البريطانية إلى الساحل وهي تدرك أنه على الرغم من أنها تعلمت الكثير، فلم ينجز غير القليل في اتجاه تأسيس علاقات ودية دائمية مع البلاط الوهابي
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه
...............................والموارد غير هيت مقضباتي
روحن مثل القطا صوب الثميله
................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي
آه من قلب على جال المليلـه
...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي
عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه
.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي
من تعبث بالفرايض عزتي له
...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي
من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله
|