عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 22-04-2006, 04:22 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

وهؤلاء هم القواسم الوهابيين

لقد همت بريطانيا، وهي ذات الحول والطول في الشرق كله، بتدمير القواسم، ولكن هل تحقق لها ذلك ؟

قال لوريمر: في هذه الظروف أصدر الحاكم العام في الهند أوامره بإعداد حملة بحرية عسكرية، كان الهدف الرئيسي لها تدمير القواسم، بتدمير القوة البحرية لهذه القبائل العربية المشتغلة بالقرصنة، ولا يسمي العرب إلا لصوصاً، أسف على العلم والأدب؟، وإن كانت الحقائق تقوم بالتحدث عن الواقع بنفسها، وإن قال الأعداء ما شاءوا، فإنما بأفعاله يعرف الفاعل، قال: وأهمها القواسم، أي تروم للقواسم تدميراً نهائياً بحيث لا تبقى لهم حركة يقدرون على معاداة بريطانيا بها، وهي تعلم أنها مالها معاض إلا القواسم الأبطال، صقور البحر، الذين لا يخافون ولا يخشون، وقد جربتهم بريطانيا وجربوها، وإذا هم جمرة محرقة وشجي في الحلق .

وقال لوريمر: أن آخر ضحايا القواسم في هذه المرحلة كانت السفينة "داريا دولت" التي يقودها الكابتن " فيلمنج" وقد استولوا عليها في يوليو سنة 1819م، وهنا عزمت بريطانيا بكل ما أوتيت من قوة، على القضاء على القواسم قضاء ساحقاً، وإن تحكم عليهم حكماً ماحقاً، حتى لا تبقي ولا تذر اسماً للقواسم إلا غدا كان ضئيلاً مقهوراً، ويتابع لوريمر قوله. وقد صدرت الأوامر، أي من حكومة بومبي المعروفة بالهند وتحت ستار هذا اللقب، وكان أمراً منوياً، ومن هنا يظهر أن البريطانيين يصغرون الاسم القاسمي ويعظمون معناه، أي يرون معناه عظيماً حيث رأوا وسمعوا ما صار منهم، فهم يظهرون للناس تهوين أمرهم، ويكتمون الحقائق التي يعرفونها عنهم، وذلك دأبهم طيلة تلك الأيام .

صدرت التعليمات من حكومة الهند البريطانية للقادة البحريين والعسكريين في الحملة بهذه الأهداف جميعها عدا واحداً هو حماية سلطان مسقط من الضغط الوهابي. وهذا الهدف إذا صح أنه كان من بين أهداف الحملة، فقد كان مقنعاً وبشكل غير مباشر بالنسبة للقائمين بالأعمال، وصدرت التعليمات تؤكد بشكل خاص ضرورة تدمير سفن القواسم، ومن الناحية السياسية فقد تم الالتزام بأقصى جانب ممكن من الحذر والحيطة، والمعنى أن الحملة لم تترك شيئاً مما يتعلق بالحذر في الحال الإ جاءت به مع الكتمان الشديد، والأستار الغليظة التي تخفي بها المقاصد إخفاء كاملاً، فقد ملأت البحر برجالها وأساطيلها وهيأت المعدات الكافية، ومنعت العمليات البرية بقدر الإمكان، وخاصة ما يثير صراعات مع القوى العاملة بأمر أمير الوهابيين، وهذا هو مطلق بن محمد المطيري الذي جاء مع الجبري مناصاً له فتمركز في البريمي لكونها غافرية، والجبري ضد السلطان سعيد بن سلطان فوجد الأمير الوهابي مكاناً آمناً ومقراً معززاً يطمئن فيه عند القيام بعملياته ، وكذلك على الحملة أن لا تفصح عن أي نوايا عدائية نحو هؤلاء، وعليها تجاهل أي روابط قائمة بين القواسم والوهابيين، عند ذلك توجهت القوات البريطانية لضرب رأس الخيمة ورتبت أنظمة الضرب وأثبتت قواعدها، وفي اليوم 12 من الشهر نفسه اصطفت السفن لضرب المدينة من كل جانب، وأطلقت النيران فقصفت مدافع السفن الأصغر حجماً المدينة، لأنها استطاعت الاقتراب منها إلى أقصى ما يمكن، لكن المدافعين ظلوا يطلقون قذائف مدفعيتهم الصغيرة، وأغلقوا الخليج ووقفوا عليه كسور من الحديد، بحيث لم يستطع جنود العدو التقدم أقل شيء في الميدان.. وفي الصباح الباكر من يوم 13 نوفمبر قامت مظاهرة بحرية عند مدخل الميناء من طرف المدينة الشمالي، وخلف هذا الستار نزلت قوة المشاة البريطانية وبعض القوارب البحرية، عند الطرف المقابل في مياه تصل إلى منتصف قامة الرجل، واعترض هذا الانزال حشد من الرجال بالسيوف والأسلحة الخفيفة، لكن نيران المدافع التي أطلقت عليهم من القوارب المسلحة استطاعت تشتيتهم، وقد ركزت بريطانيا مدافعها وسفنها في البحر على السور، وأطلقت نيرانها عليه فانقض واندثر، ولم يستطع الثبات لتلك المدافع الثقيلة التي تدك الجبال لو واجهتها، ومنذ الساعة الثانية بعد إشراق الشمس إلى ما بعد الظهر والمدافع الرنانة تعمل عملها، حيث تم احتلال وسط المدينة، بعد أن دمرت المدفعية المباني، وخربت المنازل ، وهدمت السور تماماً، وذهب القواسم عن الميدان بعيداً حيث لاطاقة لهم على رد الواقع عليهم من أفق البحر، وهم في مدينتهم، وعند ذلك نزل الجنود البريطانيون ورفعوا العلم على بيت الشيخ إيذاناً بإتمام الاحتلال، وإظهاراً لانتصارهم، والنار تلتهم المدينة من كل جانب، ولم يبق منها إلا ما شاء الله .

قال لوريمر: والأجزاء الشمالية فقط في شبه الجزيرة بقيت في أيدي العدو ( أي القواسم) وفي الساعة الرابعة أحرق بحارة الاسطول البريطاني خمسين سفينة راسية على الشاطئ، تابعة لرأس الخيمة، وكأنهم لم يستطيعوا سحبها عندما نزل العدو على الساحل المذكور، ولعلها كانت خالية فارغة من كل شيء، منها ثلاثون سفينة كبيرة، وأصبحت المدينة نهباً للنيران، وقد نهب أفراد من الجنود بعض الأسلاب، ولكن لم يسمح بأعمال النهب العام، وبعد شروق الشمس في يوم 14 نوفمبر وصل تقرير يفيد باقتراب حشد كبير من القوات العربية في الداخل ، فبادر الكولونيل سميث للالتزام بالتعليمات الموجودة لديه يتجنب أي اشتباك مع الوهابيين، وأصدر الأوامر بصعود الجنود إلى ظهر السفن بأسرع ما يمكن، ولم تحصل الحملة على تسليم بالهزيمة من العرب الذي سرعان ما عادوا إلى احتلال الشاطئ، ومن الواضح أن القائد عندما رأى الرجال يقتربون من الساحل ظن أنهم من الجهة السعودية، وكانت لديه تعليمات من حكومة الهند بأنه إذا دخل الحرب مع القواسم سعوديون فعليه إيقاف الحرب، ولذلك ابتعد الجنود البريطانيون، وحل محلهم في الميدان رجال المدينة الذين سرعان ما عادوا إلى احتلال الشاطئ، وكأن شيئاً لم يحدث، وهناك ما يحملنا على الاعتقاد بأن القائد الوهابي مطلق تحرك لنجدة رأس الخيمة بمجرد وصول أنباء مهاجمتها إليه، وفي ضوء هذا الاعتبار، وفي ضوء ما حدث بعد عدة أسابيع قليلة في شناص، لا نستطيع توجيه اللوم إلى القائد البريطاني لاتخاذ هذا المسلك الحذر. .

القواسم يعودون لقوتهم

ظنت بريطانيا بعد تلك الأعمال التي أوقعتها بصقور البحر العماني القواسم، أن الحركات قد وهت، وإن أمور القواسم قد انتهت، ولكن الأمر ليس كما ظنت بريطانيا، وليس هدم رأس الخيمة وإحراقها بمثن من عزيمة القوم، وكم أُهلكت ولايات وهدمت إمارات ولم يطل عهدها، إلا وهي هي بحركاتها وأعمالها.

لا ريب أن القواسم وهم الرجال الأبطال الذين ناطحوا بريطانيا وعرفوا عنها الكثير، كما عرفت عنهم، أصبحوا مغمورين بالحنق على ما صار عليهم برأس الخيمة، فهاجوا على ممارسة بريطانيا أخذاً بثأر رأس الخيمة، وقاموا على الموانئ التي يحل البريطانيون فيها والمواقع التي يحتلونها، واشتدت شوكة صقور البحر وحددت مخالبهم وفرت أنيابهم جسم البحر الذي تخوضه السفن البريطانية، وننقل إليك ذلك عن المؤرخ الإنجليزي ومن معه من الإفرنج، ليكون اثبت حجة وأبين محجة، قال: في سنة 1811 إلى سنة 1819م، وغارات القواسم لم تقف ولم تنؤ، وجمرة القوم لم تنطفء ، وقد عرفوا ما حل عليهم برأس الخيمة حتى احترقت الخيمة ولم يبق لها رأس ولا طرف وما برحت تعالج جرحها الفادح، حتى قام صقورها وحلّـقوا على أفق البحر فكانوا على بريطانيا أضر من الأول .


كان الخليج العربي ساحة مليئة بالاحداث والصراعات والتحالفات ، فقد تحالف القواسم مع الوهابيين الامر الذي ازعج بريطانيا والعثمانيين على حد سواء. فالحركة الوهابية كانت القوة البرية الصاعدة والقواسم كانوا يمثلون القوة البحرية التي لا تعبأ بالهجوم على السفن البريطانية . لقد انزعج البريطانيون كثيرا من القواسم ووجهوا حملاتهم ضدهم في العام 1805 و 1809 ولكن هذه الحملات لم تكن لتمنع القواسم من معاودة النهوض وترتيب اسطولهم من جديد. وبعد تحالف القواسم مع الوهابيين ، وازدياد خطرهم في المنطقة وجه الوالي العثماني محمد علي باشا حملته ضد الوهابيين عام 1819 فاستغلت بريطانيا الفرصة وقامت بمهاجمة القواسم في رأس الخيمة في العام نفسه . وقد استطاع البريطانيون تدمير اسطول القواسم وكان من نتائج هذه الحملة التوقيع على معاهدة السلم العامة عام 1820م
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله