عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-04-2006, 09:39 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي




تناول زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شريط صوتي جديد بثته الجزيرة عددا من قضايا العالم الإسلامي، أبرزها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والسودان والعراق بالإضافة إلى الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

واستهل بن لادن الخطاب بالحديث عن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم بالقول "إلى الأمة الإسلامية عامة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حديثي هذا إليكم لمواصلة الحث والتحريض لنصرة رسولنا (ص) ولمعاقبة أصحاب الجريمة النكراء التي ارتكبها بعض الصحفيين من الصليبيين أو من الزنادقة المرتدين بالإساءة إلى سيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم".

وتحدث عن منزلة الرسول الكريم في الآيات والأحاديث "لقد جاءت الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة مبينة ما يجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة وتكريم واتباع وتعظيم فقد حرم الله تبارك وتعالى أذاه فقال في القرآن العظيم "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً". وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" وقد ثبت في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" وقد أجمعت الأمة على رده وقتل من تعرض له بالشتم أو التنقص، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "إن سب الرسل والطعن فيهم ينبوع جميع أنواع الكفر وجماع جميع الضلالات وكل كفر متفرع منه". وقال القاضي عياض رحمه الله "من شبه رسول الله (ص) بشيء على طريق السب له والازدراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له هو ساب له والحكم فيه حكم الساب له".

وتابع "وقال الإمام أحمد رحمه الله من شتم النبي صلى الله عليه وسلم أو انتقصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتل".

كما هاجم كل من يحاول الإساءة للنبي قائلا "فالزنادقة والملحدون الذين يطعنون في الدين ويسيئون إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد وضح حالهم وحكمهم الإمام ابن القيم رحمه الله، وضح أن جريمة الزنديق أغلظ الجرائم ومفسدة بقائه بين أظهر المسلمين من أعظم المفاسد، وأنه يقتل ولا تقبل توبته وكان مما قال فإن الزنديق هذا دأبه دائما فلو قبلت توبته لكان تسليطا له على البقاء في الزندقة والإلحاد فكلما قدر عليه أظهر الإسلام وعاد إلى ما كان عليه، ولا سيما وقد علم أنه أمن بإظهار الإسلام من القتل لا يزعه خوفه من المجاهرة بالزندقة والطعن في الدين والمساس بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يكف عدوانه على الإسلام إلا بقتله، وأيضاً فإن من سب الله ورسوله فقد حارب الله ورسوله (ص) وسعى في الأرض فساداً فجزاؤه القتل حداً. فالحدود لا تسقط بالتوبة بعد القدرة اتفاقاً". انتهى كلامه.

كما تحدث عن منزلة الصحابة ودعا للتشبه بهم "وأذّكر نفسي وإياكم بأفعال الأطهار الأبرار الجنود الأول للإسلام الصحابة الكرام رضي الله عنهم لنتشبه بهم في نصرة الدين، إن التشبه بالكرام فلاح". فقد روى أهل السنن حادث شعر كعب بن الأشرف الذي نال به من رسولنا (ص) فلما بلغ ذلك لرسولنا (ص) قال "من لي بكعب بن الأشرف فقد أذى الله ورسوله، عند ذلك قام محمد بن مسلمة فقال أنا يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال نعم. الله أكبر ما أسرع استجابتهم لنصرة الله ونصرة رسوله (ص) الله أكبر ما أعظم إيمانهم ويقينهم، وما أعلمهم وما أفقههم، فقد كان عالماً رضي الله عنه أن دواء من يؤذي الله ورسوله القتل من دون مقدمات.

وقارن بن لادن بين هؤلاء الصحابة ومن وصفهم بـ"الدعاة المنهزمون اليوم الذين ما ذهبوا إلى الصليبيين مقاتلين إنما ذهبوا محاورين فهؤلاء يميعون الدين فاحذروهم، نعم إن منهجهم مخالف للمنهج القويم فمنهج رسول الله (ص) أنه يحب قتل كعب بن الأشرف ويحب قتل كل من أذى الله ورسوله (ص) نعم إن قتل هؤلاء أمر يحبه الله تعالى ويحبه رسوله (ص) وقد أمر الله تعالى به وحث عليه رسوله (ص) قال تعالى "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم، فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون". فبالقتال ينتهون عن الطعن في الدين قال إبن القيم رحمه الله عن هذه الآية "كل من طعن في ديننا فهو إمام في الكفر".


هاجم بن لادن عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي وكتاب وإعلاميون في السعودية وعدد من دول الخليج متهما بعضهم بالكفر والردة مستشهدا بفتاوى أصدرها عدد من العلماء في المنطقة


وهاجم بن لادن عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي وكتاب وإعلاميون في السعودية وعدد من دول الخليج، متهما بعضهم بالكفر والردة مستشهدا بفتاوى أصدرها عدد من العلماء في المنطقة.

وتابع بن لادن بالقول "والآن لنعد لإكمال قصتنا فإن محمد بن مسلمة أخذ معه بعض الأصحاب رضي الله عنهم فذهبوا وقتلوا عدو الله كعب بن الأشرف فعند ذلك فزعت يهود ومن معها من المشركين فجاؤوا إلى النبي (ص) حين أصبحوا فقالوا "قد طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا قتل غيلة بلا جرم ولا حدث علمناه" فقال الرسول (ص) "إنه لو قر كما قر غيره ممن هو على مثل رأيه ما اغتيل لكنه نال منا الأذى بالشعر ولم يفعل ذلك أحد منكم إلا كان للسيف".

واعتبر زعيم القاعدة أن هذا العقاب "هو حكم رسولنا (ص) في كل من يهجوه وفي كل من يستهزأ من الدين، فيا شباب الإسلام اتبعوا أمر الله تعالى وأمر رسولنا بقتل هؤلاء واقتدوا بمحمد بن مسلمة وأصحابه فبطن الأرض خير والله من ظهرها والزنادقة بيننا يستهزئون بديننا ونبينا (ص) فاتقوا الله في أنفسكم وارضوا ربكم ولا تشاوروا أحدا في قتل هؤلاء الزنادقة".

وتابع "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، هذا شأن الزنادقة المرتدين وسنبدأ الحديث عن الطاعنين في الدين من الكفار الأصليين لقد انتفض أبناء الأمة الإسلامية من مشرق الأرض إلى أقصى المغرب مستنكرين تلك الجريمة الكبرى فجزى الله كل منكر لتلك الأعمال الكفرية خير جزاء ونسأل الله أن يتقبل من قتل منهم من الشهداء ونعاهد الله أن نثأر لهم من الحكومات التي سفكت دماءهم".

وانتقد بن لادن من تعالت أصواتهم مطالبين بالاعتذار للإساءة للنبي "والحقيقة أن الأمر أعظم وأخطر بكثير من أن ينتهي بتأسف أو اعتذار على افتراض أنهم سيعتذرون بل لا بد من معاقبة المجرمين ومعاقبة كل من أواهم أو تضامن معهم إن التعامل مع هذه الجريمة منفردة مجتزأة عن السياق العام يضر بالتصور الصحيح لمعرفة حجم العداء الذي يكنه الغرب لنا وحقيقة الحرب الصليبية التي تشن ضد أمتنا وحيث أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره لذا لا بد من وضع الجريمة في السياق العدواني العام الذي يمارس على أمتنا خلال العقود والسنوات الأخيرة، وبذلك يسهل علينا معرفة حقيقة وحجم هذا الحدث وإن المتأمل للأحداث التي جرت خلال العقود الماضية والسنوات القريبة يشاهد بوضوح بشاعة صورة الغرب وعظم كرهه لأمتنا".

وأردف بن لادن قائلا "وفي هذا السياق جاء الحدث وتطورت تداعياته وكان من أهمها إصرار حكومة الدانمارك على عدم الاعتذار فضلا عن معاقبة المجرمين وامتناعها عن اتخاذ إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الجريمة ثم تضامن أميركا والاتحاد الأوروبي معها، هذه الأحداث مع ما سبقها منذ غزوة منهاتن أكدت على حقائق سابقة، لكن هذه المرة بوضوح وجلاء شديدين فرغم الضجيج الإعلامي والدعاية الهائلة عن حقوق الإنسان والعدل والحرية تبين من الأحداث السابقة أن هذه المعاني الجميلة سطحية الجذور عند الغرب بل هي لا جذور لها عندهم إذا تعلق الأمر بالمسلمين وإنما هي كريشة في مهب الريح تبحث هي بنفسها عن مكان تلجأ فيه هروبا من الغرب حتى لا يقوم باسمها بسحق وشنق تلك المعاني، ولقد أكدت هذه الأحداث مع ما سبقها أن الغرب عاجز عن الاعتراف بالآخرين وحقوقهم فضلا عن احترام عقائدهم ومشاعرهم، وأن الغرب ما زال يعيش عقدة التفوق العنصري وينظر إلى بقية الشعوب باستكبار من علي، وأنه فوق والآخرين دون فهذه النظرة الدونية للشعوب مسيطرة عليهم فظلال ورواسب القرون الماضية يوم أن كانت الشمس لا تغيب عن ما يسمى بمستعمراتهم حيث جيوشهم الجشعة المحتلة للبلدان والماصة لخيرات الشعوب المستبعدة لهم، هذه الظلال والرواسب ما زالت مسيطرة عليهم فالناس في نظرهم بيض وهم السادة وملونون وهم العبيد".

واعتبر بن لادن أن هذه النظرة الغربية الاستعمارية هي التي دفعتهم لـ"إنشاء الهيئات والتشريعات التي تحافظ على عقيدته الاستعبادية هذه للناس فأنشأ هيئة الأمم المتحدة لهذا الغرض وما حق الفيتو إلا دليل صارخ على هذا الأمر وما هو إلا تكريس للدفاع عن هذه العقيدة المستبدة الظالمة التي تعتبر الجهاد في سبيل الله أو الدفاع عن النفس والوطن إرهابا".

ورأى أن "أميركا وأوروبا تعتبران الجماعات المجاهدة في فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان جماعات إرهابية فكيف يمكن التحاور والتفاهم مع هؤلاء بغير السلاح، وحكام منطقتنا يعتبرون أميركا وأوروبا أصدقاء وحلفاء ويعتبرون الجماعات المجاهدة ضد الصليبيين في العراق وأفغانستان جماعات إرهابية أيضا فكيف يمكن التفاهم مع هؤلاء أيضا بغير سلاح؟ هؤلاء وهؤلاء الذين ينكرون علينا حقنا في الدفاع عن ديننا وأنفسنا حاصل كلامهم جميعا أن نخضع ولا نجاهد ونرضى بالعبودية لهم وهذا محال بإذن الله".

حكومة حماس
وتناول زعيم القاعدة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بالقول "إن من أعظم القضايا التي تظهر هذه المعاني جلية واضحة قضية فلسطين, فأي ظلم واعتداء وحقد أوضح من أن يتخذ التحالف الصليبي الصهيوني قرارا بتسليم فلسطين للصهاينة لتكون دولة لهم بعد أن قاموا بالمجازر فيها حتى شردوا كثيرا من أهلها وبالمقابل جاؤوا باليهود من بلاد شتى ليوطنوهم في فلسطين؟".

وتابع أن "هذا الظلم والعدوان خلال العقود التسعة الماضية إلى يومنا الحالي وكل محاولة لاسترجاع حقوقنا والانتصاف من الظالم الإسرائيلي فإن قيادة التحالف الصليبي الصهيوني تحول دون ذلك باستخدام ما يسمى بحق الفيتو وما يظهر ذلك أيضا رفضهم لحركة حماس".


بن لادن يرى أن الرفض الأوروبي الأميركي للحكومة الفلسطينية الحالية التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية حماس هي بمثابة "حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين"


ورغم موقف القاعدة المعارض للمشاركة في الانتخابات التشريعية في ظل الأنظمة العربية الحاكمة، اعتبر بن لادن أن الرفض الأوروبي الأميركي للحكومة الفلسطينية الحالية برئاسة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس هي بمثابة "حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين".

وأضاف زعيم القاعدة إن "الصليبية العالمية مع البوذية الوثنية هم أصحاب المقاعد الخمسة الدائمة وأصحاب ما يسمى بامتياز حق الفيتو في مجلس الأمن فأميركا وبريطانيا يمثلون النصارى البروتستانت وروسيا تمثل النصارى الأرثوذكس وفرنسا تمثل النصارى الكاثوليك والصين تمثل البوذيين والوثنيين في العالم، وأما العالم الإسلامي المتمثل بـ57 دولة ويكون خمس أهل الأرض وهم أكثر من ربع دول الأمم المتحدة وإن ولاية واحدة من الولايات الإسلامية مساحتها أكبر من مساحة بريطانيا ومقاربة لمساحة فرنسا مثل ولاية دارفور في السودان ومع ذلك فلا مقعد لهم في مجلس الأمن".