[ابن حوران]

الملح الزائد يفسد الطعام ..

قد تكون مكونات الطعام ممتازة و متوازنة من حيث نسبة البروتينات الى الكربوهيدرات الى الدهون ، ولكن قد يخطئ الطاهي ، فيزيد نسبة الملح ، عندها تعاف النفس تناول لقمة إضافية ، بعد أن أدركت ذلك من اللقمة الأولى ..

في التربة تكون العناصر الغذائية الستة عشر الضرورية لنمو النبات موجودة ومتوفرة ، لكن ترى أن التقزم قد طغى على صفة النبات ، ولا ينمو نموا طبيعيا بعكس غيره في أمكنة أخرى .. لو بحثت عن السبب ، ستجد أن زيادة صنف من الملح ، قد أعاقت الاستفادة من العناصر الأخرى للنبات ، وهذا ما يطلق عليه ( التوصيل الأيوني للمعادن ) ..

في الماء .. هناك ظاهرة تسمى بعسر الماء ، حيث تتعطل خواص الماء في التنظيف نتيجة ، وجود ملح غريب بنسب مرتفعة أكثر من المطلوب ..

في بلادنا العربية ، نجد ثروات معدنية هائلة ، وشعب يتمتع بروحية عالية ، ويتفوق على غيره من الشعوب البليدة في أحاسيسها ، بالإضافة لدين حنيف وتوفر أشعة الشمس واعتدال الحرارة .. والخلق القويم ..

لكن نرى اضطرابا كبيرا ، في كل شيء ، فحالة عسر الفهم آتية ، من عنجهية الطلائع الثقافية ، التي تعطل خاصية الاستفادة مما لديها من قبل الناس. والاقتصاد مضطرب ، لإعاقة المفسدين لمسارات الاقتصاد السوي في البلاد ، والسياسة الخانعة ، تنجم عن حكام تلفهم إشكالية شرعيتهم و غموضها .. و الخطاب السياسي المعارض ، تشوبه إعاقات و تعطيل من كل فصيل تجاه الآخر .
كل شيء عندنا كما يرام .. وكل طبق من أطباق طعامنا متوازن في مكوناته ، لكنه يفسد لسوء التقديرات في إضافة الملح !