عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 25-04-2006, 09:02 PM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

الأخوة الأفاضل في بحثكم مسألتان
المسألة الأولى : مسألة البدعة فهل كل ما ابتدع في الدين محرم؟
فقد فهم بعض المتأخرين أن كل بدعة ضلالة على العموم هكذا لأن كلمة (كل)
تفيد العموم وهذا غير صحيح فقد ورد في آيات واحاديث ولم يكن المقصود هو العموم مثال: قوله تعالى (( تدمر كل شيء )) فظاهر الآية أن كل شيء دمر وليس كذلك فهي لم تدمر إلا ما أمرت به فقط أما السماء والماء ونحو ذلك فلا كما هو معلوم للجميع.

المثال الثاني: قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((كل عين زانية)) فظاهره العموم . لكن ليس الأمر على إطلاقه فالرسول صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء مستثنون من ذلك وكذلك الملائكة وكذا من لم ينظر إلى الحرام إذن فكلمة كل لا تفيد العموم هكذا بدون تفصيل ومن هذا القبيل مسألة البدعة ولا تحسب الأئمة في المذاهب الأربعة وغيرها قسموا البدعة هكذا عبثاً بل بعلم وفهم.
فهو عام مخصوص خصصه الحديث الصحيح »من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد« فلو كانت كل بدعة ضلالة بلا استثناء ولا تخصيص لقال النبي صلى الله عليه وسلم: »من أحدث في أمرنا هذا شيئاً فهو رد« ولكنه صلى الله عليه وسلم قال: »من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد« فأفاد صلى الله عليه وسلم بقوله هذا أن من أحدث في أمر الدين ما هو منه فليس برد، وهذا تقسيم صريح للبدعة إلى حسنة وسيئة.
وفي رواية للبغوي(1): »من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد«. وفي رواية لمسلم: »من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد«.