سواد الليل يمحوه الصباح *** وذل الوجه يمحوه السلاح
ومن يرتع بمرعى الظلم يوما *** تؤدبه الصوارم والرماح
وللمظلوم حق يقتضيه *** وإن غارت بلبته الجراح
ومهما حاول الطاغوت كيدا *** لدين الله بادرهم كفاح
ورام الروم للإسلام كيدا *** يظن الروم أنا نستباح
يظنون الفوارس في سبات *** وأن السد يفزعها نباح
تركناكم على اليرموك صرعى *** تنازعكم نسور والسراح
ومعتصم وهارون غزاكم *** وفي حطين حطمكم صلاح
وفي الروس الجبابر خير وعظ *** فإن الاتعاظ بهم يباح
فمزقنا أواصرهم فصاروا *** كأعشاب تذريها الرياح
وقوضنا بامريكا صروحا *** أأنكرتم وهل تخفى براح
غزوناكم بأجنحة المنايا *** ولم يخطر ببالكم الطلاح
على صهواتها فرسان عز *** ترى أن اعتناق الموت راح
فعانقنا الصروح عناق غيظ *** فخرت إذا ألم بها الجلاح
دككناها بفضل الله دكا *** ودب القتل فيكم والجراح
ومعقد حربكم أضحى ركاما *** كسرنا أنفكم وهى الطماح
فلو عاينت بوشا حين ينمى *** إليه الرعب والخزي الصراح
لقد واجهت إعصارا شديا *** فخابت أن تواجهه الرياح
وأما الحية الرقطى فذاقت *** بلندن بأسنا وعلا النواح
ونازلنا جموعكم كفاحا *** ببغداد فخانكم النجاح
حصدنا منكم الآلاف مهما *** تسترتم فخزيكم بواح
وإن تأتوا إلى السودان يوما *** فأسد الله ديونها الكفاح
سنحصدكم بألغام وقنص *** وتعلو فوق هامكم الصفاح
نعقب الكفر خسر ثم نار *** وعاقبة المضحين الفلاح
منقول الله ينصرهم ويلحقنه بالركب الاول
|