[ابن حوران]

عمال فلسطين في عيد العمال

عندما طورت الحركة العمالية نضالها ، منذ منتصف القرن الثامن عشر ، طورته وفقا لتطور الشكل العملي والإنتاجي ، وانتقال مسألة الإنتاج من نطاق الأفراد أو الأسرة ، الى نطاق جماعي ، مثل أرباب العمل طرفه الظالم ، ومثل العمال المنخرطون في الخدمة تحت رحمة الطرف الأول ، الطرف المظلوم .

لقد كان نضال العمال يتمثل بأهداف بسيطة ، منها رفع سحق كرامة العامل ، وإنصافه بالأجور ، و تخفيض ساعات العمل الى حد يمكن أن يطاق ..

بالمقابل فإن هذا النضال ، أوجد قوانين اهتمت بشكل علاقات الإنتاج ، وتراجع الظلم في كثير من مناطق العالم ، بل واستلهمت بعض الدوائر الإمبريالية ، ما كانت تطرحه قيادات العمال ، والتي كان للفكر اليساري الدور الهام في صياغة تلك القوانين .. حتى غدت معظم الدول ذات النمط الرأسمالي تتفوق على كثير من الدول التي تبنت الخط الفكري اليساري ..

من جهة أخرى ، فإن القوانين التي تم صياغتها ، أجازت معاقبة العامل ، في حالات ، لا تعتبر فيها إجراءات عقوبته بأنها تعسفية .. كالإهمال وعدم الإبداع والتغيب المتعمد الخ

في فلسطين المحتلة ، فإن العمال هناك يعانوا من عدم انتظام العمل ، ويعانوا من هدر الكرامة ، ويعانوا من أن إبداعاتهم ستتعرض للخنق ، فإن لم يعملوا ، وضعوا في حالة وكأنهم متسولون أمام سلطتهم المتسولة والتي تطلب رحمة الأشقاء و الأصدقاء و الضمير العالمي !

وإن وجدوا عملا ، ما وراء الخط الفاصل بين مراحل احتلال فلسطين ، فستهدر كرامتهم على نقاط التفتيش ، وسيجدون من يتندر عليهم من الأشقاء بأنهم يخدمون ديمومة الاحتلال !

وإن عملوا ضمن حدود سلطتهم محدودة السيادة ، فإن إنتاجهم سيبقى يقابلهم وجها لوجه لعدم السماح له بالخروج عبر حدود الأشقاء !

هل نقول لعمال فلسطين ، كان الله في عونكم ، لأن نضالكم فاق نضال عمال العالم .. ونشد على أيديهم ونبتسم ابتسامة خجلة من عدم القدرة على مساعدتهم ، أم نقول لهم بارك الله بكم إذ تبقون نموذجا يستحث كل من لديه ذرة شرف ليستثمرها فيما يزيل الحيف عنه أولا .. ثم يلتفت لكم من زاوية الأخوة !