عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 02-05-2006, 09:25 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اختي العزيزة..شوشو..شكرا لمرورك الطيب..جزاك الله خيرا..

لكنني لست اتفق مع رأيك لأمور عدة..فطلب العلم لاشك أنه أمر عظيم خصوصا في زماننا هذا حيث كثرت فيه الفرق الضالة وأئمة الأهواء ونسأل الله العافية آمين..فأصبح فرض عين على كل مكلف أن يطلبه ليأمن دينه مما يضره ويستقيم منهجه بإذن الله تعالى..لكن الذي لا ينبغي أن يُعتقد هو ان الزواج سيكون مانعا دون ذلك الطلب العظيم أو غيره.. فمنذ متى الزواج أصبح عائقا دون تلك الأمور؟؟ بالعكس..الزواج سيكون حافزا قويا بإذن الله تعالى للتعلم اكثر والجد والكد بكل همة..ببساطة لأنه أولا سيشعر أن عليه مسؤولية عظيمة لابد ان يكون أهلا لقيادتها..فسيسعى للكد والعمل أكثر وبكل صدق وليس سيدفعه ذلك للخمول أو يحول دون ذلك..أوا لست ترين ان الأب يضاعف جهوده أضعافا مضاعفة عندما يصبح ابا؟؟ لما؟؟ لأن لديه محفز يدفعه..مسؤولية تجعله يقاوم ويجتهد اكثر.. عكس الشاب الذي يكون في بيت والديه يأكل مما يأكلون وينام حيث ينامون ولا مسؤولية كبيرة على كتفيه..فهو يساعد وفقط..لذلك كثيرا ما نلاحظ أن الزوج وإن كان شابا لكنه يكون أرشد من ذاك الشاب بنفس سنه لكنه غير متزوج..لما؟؟ لأن زواجه كمل رشده بإذن الله..فهو يرى ويفكر بعين ذاك المسؤول..الحامل لمسؤولية عظمى..وشتان بين الشخصين..وأعرف شخصيا قريب لي انعم الله عليه بالتدين منذ صغره..فما إن انهى دراسته الثانوية تزوج بمن رأى فيها الزوجة الصالحة له بإذن الله وتعلق قلبه بها..سكن مع والديه وهم اناس بسطاء جدا جدا..يعني ولا حتى نقول كان ممكن لهم ذلك..لا..بل هم بسطاء جدا..لكن الشاب كان واعيا..والآن ولله الحمد هم من أحسن إلى احسن بإذن الله تعالى..ولا شيء نحصل عليه في دفعة واحدة وإنما الصبر بالتصبر ومن توكل على الله كفاه..ولهم ذرية طيبة ولله الحمد وترى في وجههم السعادة اتم الله سعادتهما في الدارين ووفقهما وبارك فيهما وعليهما..آمين..من جهة اخرى..فإن الزواج ليس بمصيدة كما يلقبها الكثيرون وإنما هي حياة استقرار وأمن بإذن الله تعالى لمن يسرها الله له وبارك له فيها بإذنه سبحانه..أفمن له تلك الحياة وله تلك الظروف التي تهيؤه لإستقبال المصاعب بعزم.. خير.. أمن ليست له حوافز كثيرة ولا ظروف كافية تهيؤه لمواجهة المصاعب في هذه الحياة؟؟فإن الشخص لابد له من شريك في حياته ليشعر بشخصيته ولا يكفيه والديه وإخوته وأصدقائه ليستقر بنفسه في هذه الحياة.. لذلك كانت سنة الزواج مفروضة علينا..نعمة عظيمة للأسف يغفل عنها الكثيرون..فهو الإستقرار لنفس البشرية بحق بإذن الله تعالى..ثالثا أختي..فإن الزواج لا يفرق عن الدين بالعكس هو تكلمة للدين..وسنة سنها الله وشرعها في الدين لعباده كغيرها من السنن..فلا نفصل بينهما بفاصل..وأما بما يخص الوظيفة فلن أقول خيرا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال عليه الصلاة والسلام : إذا جاءكم من تَرضون دِينه وخُلُقَه فأنْكِحُوه ، إلاّ تفعلوا تَكُن فِتنة في الأرض وفَساد . قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟! قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنْكِحُوه . ثلاث مرات . رواه الترمذي .

هذا هو شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزويج الفتاة والرجل وهو أرأف على أمته من غيره..وأعلم من غيره صلى الله عليه وسلم..ولا ينطق عن الهوى..فلا شرط فوق شرطه عليه الصلاة والسلام..وسعيدة انا إن جعل ربي من نصيبي ذاك الرجل الصالح التقي وإن كان فقيرا..فإن المال يأتي ويذهب..نسأل الله القناعة والصبر الجميل وأن يرزقنا الله الخير الأعظم آمين..ثم يا اختي بصراحة..اليوم أصبح الشاب يكون مكتملا بدراسته وعمله بإذن الله في سن مبكرة لا تتجاوز 25 لكنه مع ذلك يريد ان يصل إلى المعالي أكثر ويهمل الزواج..يطلب رزقه بوسيلة صعبة والله يسر له ذلك بأجمل واطيب الوسائل..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاثة حَقّ على الله عز وجل عَونهم : المكاتب الذي يُريد الأداء ، والناكِح الذي يُريد العفاف ، والمجاهد في سبيل الله . رواه الترمذي والنسائي ، وهو حديث صحيح
فأنى لهذا أن تكون له بركة؟؟ ومنهم من انعم الله عليه بالغنى والرفاهية منذ ولادته فلا يحتاج لعمل حتى لكنه يريد ان ينتظر وحاله كحال من يقول: لنستمتع بالحياة اولا..ومنهم من يدفع بنفسه إلى التهلكة فيقف ضد رغبته في الزواج ويمكن يقع في الحرام لمجرد أن نفسه عزيزة عليه بشكل فائق فلا يقبل مساعدة ظانا بذلك ان تلك هي الرجولة وانى له ذلك!!فيُحرمون ويَحرمون معهم..ثم يا أختي كثير من الصحابة من تزوجوا ولم يكن عندهم منصب ولا شيء..فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم خير خلق الله تعالى زوج ابنته فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام بسيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه بذرع..فهل دفع بابنته إلى التهلكة؟؟ لا والله!! كيف تشقى مع من رضي منه الدين والخلق؟؟ فلتكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة..
وأخيرا دعني أسوق لك عزيزتي كلاما للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله..فهو بحق كلام رائع يكتب بماء الذهب:

اقتبست لك فقط جزءا منه غاليتي..هذا هو:

إن المقياس الشرعي لِقَبول الخاطِب : هو رضا الدِّين والْخُلُق .. ولا اعتبار بِغيرها

في حين أن من اعتبارات الناس اليوم :

كونه من نفس القبيلة !
كونه أعزبا لم يتزوّج !
بل ويشترط بعضهم كونه لم يَسْبِق له الزواج !
حتى قالت امرأة عن خاطِب ابنتها : " نُريده في قراطيسه " !!
فكان أن طُلِّقتْ ابنتها بعد سنة من زواجها ، ثم تزوّجتْ مرة ثانية ، فطُلِّقتْ ، وتزوّجت ثالثة !

لا أقول ذلك شامِتاً بل مُذكِّراً ومُعتَبِراً .

ومن اعتبارات الناس
كونه غنياً ذا وظيفة أو منصب !
ناسِين أو متناسِين قوله تعالى : (وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
" قيل : الغِنَى - هاهنا - القناعة . وقيل : اجتماع الرِّزْقَين : رِزْق الزوج ورِزْق الزوجة . وقال عُمَر : عَجِبْتُ لمن ابتغى الغِنَى بغير النكاح " ذَكَرَه القرطبي .

غافِلين أو مُتغافِلين عن قوله عليه الصلاة والسلام : ثلاثة حَقّ على الله عز وجل عَونهم : المكاتب الذي يُريد الأداء ، والناكِح الذي يُريد العفاف ، والمجاهد في سبيل الله . رواه الترمذي والنسائي ، وهو حديث صحيح .

فأين نحن من هذا الضمان الرباني والضمان النبوي ؟!

وكم من الناس كانت لديه وظيفة أو كان غنياً ، ثم طُرد من وظيفته ، أو افتقر بعد غِنَى ؟!
فليست الوظيفة هي التي تَضْمَن الرزق ، ولكن الرزق في السماء : ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )

ولِيُعْلَم أن من مُقتَضى الإيمان الاستسلام والتسليم لله عز وجّل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ..
قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا)
وهذه الآية نَزَلَتْ في شأن الرضا بالخاطب أيّاً كان ، إذا كان مَرضيّ الدِّين والْخُلُق .
قال ابن كثير : قال مجاهد وقتادة ومقاتل بن حيان أنها نزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها حين خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه فامتنعت ثم أجابتْ . اهـ .

كما أن ردّ الخاطب الكفء ردّ لأمره صلى الله عليه وسلم ، وهذا سبب للفِتنة أيضا .
قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

روى عبد الرزاق – ومِن طريقه أحمد – قال : أخبرنا معمر عن ثابت البناني عن أنس قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم على " جليبيب " امرأة من الأنصار إلى أبيها ، فقال : حتى أستأمر أمها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فَنَعَم إذاً . فانْطَلَقَ الرجل إلى امرأته فَذَكَرَ ذلك لها فقالت : لا ها الله إذاً ! ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيب ، وقد منعناها من فلان وفلان ؟! قال : والجارية في سِترها تَسْمَع ، قال : فانطلق الرجل وهو يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت الجارية : أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ؟ إن كان قد رضيه لكم فأنْكِحُوه ، فكأنها جَلَتْ عن أبويها ، وقالا : صَدَقْتِ ، فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن كنت قد رضيته فإني قد رضيته . قال : فتزوجها ثم فزع أهل المدينة ، فَرَكِبَ " جُليبيب " فوجدوه قد قُتِلَ ، ووجدوا حوله ناساً من المشركين قد قَتَلَهم . قال أنس : فلقد رأيتها وإنها لأنْفَق بنتٍ بالمدينة !

وفي رواية للإمام أحمد من حديث أبي برزة رضي الله عنه . قال ثابت : فما كان في الأنصار أيِّـمٌ أنْفَقَ منها . وحَدَّث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا قال : هل تعلم ما دَعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : اللهم صُبّ عليها الخير صَبـًّا ، ولا تجعل عيشها كَدًّا كَدًّا . قال : فما كان في الأنصار أيِّـمٌ أنْفَقَ منها .

فاتّقوا الله أيها الآباء والأولياء ..
اتّقوا الله في موليّاتكم
اتقوا الله .. ولا تَبْغُوا الفساد في الأرض .
اتقوا الله .. ولا تَكونوا من المفسِدِين ..
فـ (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)

و " إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينه وخُلُقَه فزوجوه ، إلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فتنة في الأرض وفساد عريض "


كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الرياض
الأحد 18 – شوال – 1426 هـ

والله يا اختي إن السعادة الحقة في هذا الدين العظيم لا في غيره..فإن الإسلام حياة مكتملة بكل جوانبها وليس فقط صلاة وصوم وعبادة..ليت الناس يفقهون هذا الأمر ويعوه حقا..سعيد ذاك من جعل محور حياته كلها الذي تدور عليه هو هذا الدين..وتعيس من أدخل على حياته أفكارا أخرى..
والسلام عليكم ورحمة الله.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الرد مع إقتباس