عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-05-2006, 12:34 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الأذان في مصر.. توماتيكي!!


الأذان في مصر.. توماتيكي!!


فجأة اكتشفت وزارة الأوقاف المصرية أن أصوات المؤذنين تزعج الناس، فاقترحت أن يتم توحيد الأذان في شبكة إلكترونية مسجلة بصوت شيخ واحد أو شيخين!! يعني ببساطة وزارة الأوقاف تريد ان تعطي المؤذنين إجازة إجبارية، حتى لا يرفع الأذان في بلد الألف مئذنة!!
صحيح أن أصوات بعض المؤذنين تنفرك من الدنيا وما عليها، ولكن هل يعني هذا أن نستغني عن شعيرة الأذان، أم أن الأذان المسجل يمكن ان يكون بديل ملائم يريح من الصخب دون أن نخسر شيئاً؟!!
مسعود صبري، الباحث الشرعي بكلية دار العلوم، يحلل معنا جوانب الأمر، ويحاول أن يجيب على تساؤلاتنا...
يقول: "توحيد الأذان أمر مستحدث في أمر من أمور العبادات، وقد استحسنه البعض، ورفضه آخرون، ولكل من الفريقين حجته. فهذه الفكرة نشأت من وزارة الأوقاف المصرية، والسبب وراءها ألا ينزعج الناس من بعض الأصوات التي تؤذن، والتي لا تتناسب مع شعيرة الأذان، فبعض الناس أصواتهم مزعجة، مما قد يؤثر سلبا على الأذان في نفوس الناس حسب من يرون فكرة توحيد الأذان.
ولكن في الحقيقة هذا استدلال لا محل له، فهل الأذان هو الوحيد الذي يزعج صوت الناس، أليس منبهات السيارات تعمل ليل نهار؟ رفع صوت المذياع بالأغاني وغيرها ألا يحدث إزعاجا للمريض والمذاكرين وغيرهم؟ فلم الأذان تحديدا هو الذي يمنع، ولم لم تتقدم وزارة الأوقاف بطلب للدولة لعلاج مشكلة الإزعاج الصوتي؟ "
استحسان الأصوات

هذا صحيح ولكن ماذا عن المؤذنين أصحاب الأصوات القبيحة، والسماح لكل من هب ودب برفع الأذان، ألا يمكن أن يكون ذلك مبرراً منطقيا لفكرة توحيد الأذان؟
يجيب الشيخ مسعود بقوله:" أصل الفكرة من استحسان أصوات المؤذنين وجد منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم. ففكرة أن يُنتقى من المؤذنين أندى الناس أصواتا فكرة محمودة، لما في الأذان من أثر عند سماعه على الناس، فليس الأذان مجرد كلمات تسمع، وإنما يجب أن يعيش المسلم بحسه وشعوره وقلبه مع معاني الأذان، وحين يؤذن أصحاب الأصوات غير الندية، فإنه يفقد الأذان حلاوته.
غير أن هذا لا يكون بتوحيد الأذان بصوت شيخ واحد، فنختار أذانا الكترونيا مسجلا، يعمم على مئات بل آلاف الناس، وربما بعد ذلك ملايين المساجد، لأن هذا يخالف روح شعيرة الأذان، وذلك لما يلي:
1 - أن الأمر في الأحاديث جاء بأذان واحد من كل جماعة، وليس أذان واحد لكل جماعات المسلمين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم}، ولعل النظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " فليؤذن لكم" فيها دلالة على قيام رجل بالأذان حيا، لا الكترونيا.
2 - أن توحيد الأذان يمنع عشرات من المسلمين من ثواب هذه الشعيرة، فقد حث الشرع على التسابق إلى الأذان، وعند توحيد الأذان، نكون قد منعنا فضلا من الله تعالى لعشرات، بل لمئات من المسلمين.
بل إن مد الصوت بالأذان من الأمور الموجبة لمغفرة الله تعالى، فكيف نمنع طريقا لمغفرة الله لعباده، فقد روى الإمام الترمذي بسنده عن‏ ‏البراء بن عازب ‏ ‏أن نبي الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال: "‏إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له بمد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه" .
3 - أن توحيد الأذان بصوت واحد، ولو كان صوتا نديا يفقد الأذان حيويته، فإن سماع الصوت الحي غير سماع صوت المذياع، وإن النفوس البشرية لها مداخل مختلفة للتأثير، فلكل مؤذن طريقته التي يزيد الأذان حلاوة وجمالا، فيصادف مدخل المؤذن قلوب البعض دون الآخرين.

ماذا نفعل؟!
ما الحل إذا يا شيخ مسعود، لقد فندت المشكلة، ووصلت إلى رفض فكرة الأذان الكتروني، فهل يظل الأمر على ما هو عليه؟؟
يرد علينا قائلاً: " يمكن تطوير فكرة توحيد الأذان في غير الصوت الواحد، فربما قد يتفق أهل قرية أو مدينة على لفظ من ألفاظ الأذان، كأن يكون هناك توحيد في التكبير الأول، هل يكرر مرتين أم أربع، أو غير ذلك من الإفراد والتثنية، أو غير ذلك.
والذي ندعو إليه؛ أنه يجب ألا يقوم بالأذان إلا من توافرت فيه شروطه، وأن يوضع معها إحسان الأذان، وحلاوة الصوت، أما السعي لخفض صوت الأذان، فإنه يخالف ما شرع الأذان من أجله، فليس كل الناس يسمع الصوت الخفيض وينتبه إليه، وخاصة من يجلسون في المكاتب، ويغلقون حجراتهم، ويعملون بعض الأجهزة التي يكون لها صوت كالتكييف وغيره.
ومن المعلوم شرعا أنه يستحب رفع الصوت في الأذان، على ألا يكون بشكل زائد عن حده، وإن كان الفقهاء يقولون بألا يرفع المؤذن صوته بنوع من التكلف حتى لا يؤذيه رفع الصوت، فإن رفع الصوت بشكل يخرج الناس عن الإحساس بالأذان غير محمود، مع الحفاظ على هذه الشعيرة وعدم المساس بها.
بل يمكن القول: إن السعي لتوحيد الأذان بصوت شيخ واحد في مدينة أو أكثر، هو من البدع التي لا يجوز العمل بها، لأنها تتعلق بشيء من العبادات التوقيفية. أما اختيار الأندى صوتا من الناس، فهذا شيء محمود لا شيء فيه."
والآن هل ستفكر وزارة الأوقاف المصرية في التدقيق في اختيار المؤذنين، أم ستصر على اقتراحها تسير في مشروعها التكنولوجي لتطوير الأذان، ليصبح بعد عشر سنوات Vibration أو Silent ؟!!!