الظواهري وباكستان:
كانت خاتمة الهجوم الإعلامي الثلاثي لتنظيم القاعدة عند الرجل الثاني أيمن الظواهري، والذي أصدر بيانًا خص أهل باكستان به, وإن كان قد تعرض لكثير من القضايا في أوله، إلا أن حديثه كله كان منصبًا على الدعوة لإسقاط الرئيس الباكستاني برفيز مشرف، وهذه الدعوة لا تخالف في جوهرها عالمية مشروع القاعدة، حيث تنظر القاعدة إلى مشرف باعتباره أحد أذرع الحرب الصليبية والذي لعب دورًا بارزًا في الحرب الأمريكية على أفغانستان، ومطاردة عناصر القاعدة.
وبعيدًا عن الأسباب التي تدفع القاعدة للعمل على إسقاط مشرف، إلا أنه بالتأكيد يأتي خطاب الظواهري في وقت يواجه مشرف ظرفًا متأزمًا داخليًا وخارجيًا؛ فعلى المستوى الداخلي يوجد لدى الشعب الباكستاني احتقان تجاه مشرف لا نبعد إن قلنا: إنه قد يصل إلى المستويات العليا من القيادة الباكستانية، فمشرف تساهل في العديد من ثوابت السياسة الباكستانية، فالبرنامج النووي الباكستاني صار مهددًا بالخطر بعد قضية 'عبد القدير خان'، وزادت التهديدات المحدقة به خطورة بعد اتفاقية التعاون النووي المدني بين أمريكا والهند، والتي رفضت أمريكا أن توقع مثيلاً لها مع حليفتها في حرب القاعدة باكستان.
وشهدت مواقف باكستان تجاه إقليم كشمير تنازلات لم يعهدها الشعب قبل نظام برفيز مشرف.
وعلى صعيد الأمن القومي مع دول الجوار؛ فقدت باكستان نفوذها في أفغانستان, بينما تنجح الجارة اللدودة الهند في مد نفوذها؛ ليس إلى أفغانستان فحسب ولكن حتى إلى طاجيكستان ودول آسيا الوسطى، لذلك فإن الاحتقان الداخلي في عهد مشرف لم يشاهد مثله في أي عهد رئيس باكستاني سابق، خاصة مع إصرار مشرف على السير خلف الإدارة الأمريكية ولو على حساب شعبه في وزيرستان وغيرها من مدن باكستان.
كما أن الإدارة الأمريكية نفسها تدرس احتمالات رحيل مشرف عن منصبه وفقًا لما ذكره مركز 'ستارت فور' الأمريكي, وذلك في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي داخل باكستان.
وختامًا:
نقول: إنه أيًا كانت الدلالات وراء خطابات القاعدة وأحاديث قادتها، إلا أن القاعدة استطاعت أن تثير لغطًا واسعًا في إدارة الحرب الإعلامية في العديد من المرات، ولعل القاعدة تنطلق في هذه الحرب من النظرية التي تصف الإعلام بأنه 'رصاصة تحت الجلد'، لذلك كان التركيز على تلك الحرب التي بغير شوكة
،،،،،،،،،،،،،،،