وَكَأَنَّني بِكَ في قَرارِ جَهَنَّمٍ ¤¤¤ جَاثٍ قَد اِندَلَقَتْ بِها الأمعَــــــــــــــــاءُ
تُسقَى الحَمِيمَ وَتُطعَم الزَقّومَ وَالـ ¤¤¤ غِسلينَ فيها والدُموعُ دِمـــاءُ
ذُقْ أَيُّها الطَّاغُوتُ هَذا مَنزِلٌ ¤¤¤ ذو المُلكِ فِيهِ والعَديمُ سَـــــــــواءُ
هَذِي الجَزِيرَةُ أشْرَقَتْ أنوارُهُا ¤¤¤ لَمَّا بِمَوتِكَ جاءَت الأَنبـــــــــــاءُ
وَتَهَلَّلَتْ دارُ السَلامِ وهَلَّلتْ ¤¤¤ وَتَمايَلَت طَرَباً لها الـــــــــــــزَّوْرَاءُ
وَبَكى النَصارى وَاليَهودُ وَلِيَّهُم ¤¤¤ وَرَبيبَهُم وَكَذَلِكَ الرُؤســـــــــاءُ
فَتَجَمَّعوا مِنْ كُلِّ صَوْبٍ حَولَهُ ¤¤¤ وَكَأَنَّما جَمَعَ الذُبابَ خَـــــــراءُ!!
وَتَسَاءَلُ الأَعلاَجُ فيما بَينَهُم: ¤¤¤ مَاذَا سَيُنجِزُ بَعدَكَ العُمَــــــلاءُ؟!
إِنَّ النَصارى وَاليَهودَ كِلاهُما ¤¤¤ في ظِلِّ مُلكِكَ أَدرَكوا ما شَـاؤُوا
إِنِّا لنَشهَدُ كُنتَ كَلباً مُخلِصاً ¤¤¤ وَالحَقُّ ما شَهِدَتْ بِهِ الأعـــــــدَاءُ
جَرَت الخِيانَةُ في دمائِكَ ناشِئاً، ¤¤¤ أَورَثكَها أجدادُكَ اللُؤَمـــــــاءُ
يا خائِنَ الحَرَمَينِ كُنتَ مُنافِقاً ¤¤¤ جَلدَاً.. بِهَذَا أَيقَنَ العُقَــــــــــلاءُ
مُتَقَلِّباً.. مُتَلَوِّناً وَكَأَنَّما ¤¤¤ قَد أَرهَنَتكَ ثِيابَها الحِربَــــــــــــــــــــاءُ
ما كُنتِ إِلّا كَالبَغِيِّ تَحَجَّبتْ ¤¤¤ لَمّا تَوَلَّتْ لَيلَةٌ حَمـــــــــــــــــــراءُ
تَهدي الكِتابَ إِلى الحَجيجِ إِذا أَتَوا ¤¤¤ وَبِحَدِّ سَيفِكَ يُقتَلُ القُــرّآءُ
ما دَبَّ فَوقَ الأَرضِ مِثلَكَ مُجرِمٌ ¤¤¤ وَبِمِثلِ خُبثِكَ لَم تَظِلّ سَمـاءُ
* * *
يا كافِراً ما كانَ أَطوَلَ عُمرَهُ ¤¤¤ حَتّى غَدا وكَأَنَّهُ المومِيـــــــــاءُ
لَكِنَّهُ مُتَعَفِّنٌ مِن حَملِهِ ¤¤¤ أَطَّ الفِراشُ ومَلَّ مِنهُ الــــــــــــــــــدَّاءُ
وَخَوَتْ ثُغورُ المُسلِمينَ بخُبثِهِ ¤¤¤ واستَبطَأتَهُ جَهَنَّمُ السَــــــوداءُ
أَبكي الغَداةَ وما بُكائي لَوعَةٌ ¤¤¤ ياِبنَ اِستِها فَمِنَ السُّرورِ بُكاءُ
وَلأُمَّةٍ أَدمى العَدُوُّ كُلومَها ¤¤¤ في مَوتِ مِثلَكَ رَحمَةٌ وَشِفــــــاءُ
لَكِنّي يُؤَسِّفُني هَلاككَ قَبلَ أَن ¤¤¤ تَندَقُّ فيكَ الصَعدَةُ السَمـــــراءُ
القصيده / رثاء بفهد بن عبد العزيز
|