[rainbow]

المشاركة الأصلية بواسطة محمد العاني

بارك الله في قلمك و لسانك و قلبك أخي الحبيب..
نطقت بما يجول في صدري منذ سنواتٍ ثلاث...

هبّت سِراعاً و سلّت سيف بلوانا
ريحٌ أقلّت من الأرزاء ألوانا
ريحٌ أتاحت لها الصحراء مرحلةً
فسخّرت من جِمالِ البدو قِطعانا
و حرّكت من جحور الشرق ما ادّخرتْ
لفتنةٍٍ حاصرت بالأمس عُثمانا
و جرّعتْ قَبله الفاروقَ كأس ردى
و طالَ خنجرُها الكرّارَ إمعانا
ريحٌ نُحِرنا مراراً في ملاعبِها
فمَلَّ تيارُها الدامي ضحايانا
ساقتْ سفائِننا في بحرِ هِلكَتها
و صنّعت من زُبى الأمواج سفّانا
في فرطِ ما غالت الأقفالُ أفئدةً
صرنا نخرّ على الآيات عميانا
ننسى بما جدّ من أوجاعِنا وجعاً
بالأمس من وطئةِ الآهات أبكانا
حوصِرتِ بين صروف النائباتِ فلمْ
تستذكري من سجلِّ المجدِ عُنوانا
يا أمةَ الموكب المشهودِ ما طُويَتْ
أعلامكِ البيض إلا من خطايانا

---

قليلون هم من يستشعرون آلام هذه الأمة حقا.....واٍنى أكاد أشعر بك وأنت تتقطع ألما على حال هذه الأمة التى طالما دانت لها ممالك الأرض من مشرقها اٍلى مغربها....فوقعت فريسة لأسافل القوم...
أخى محمد..لا تحزن كثيرا...فكلما أدلج الليل دل ذلك على اقتراب الصباح...ولو قرأت معى التاريخ لرأيت أن أسوأ فترات هذه الأمة كان يتبعها دائما نهوض عظيم...لقد سقطت بغداد فى أيدى التتار وقتل منها ثلث سكانها البالغين وقتها ثلاثة ملايين...ثم قرابة العامين ليباد جيش التتار عن بكرة أبيه فى عين جالوت وظهور البطل سيف الدين قطز...ومع محنة الصليبيين ظهر البطل صلاح الدين ...والكثير الكثير من الأمثلة التى لا تنتهى فى مثل هذه الأمة....
أخى محمد أعتز بك كثيرا .. واسيتنى وكفكفت دمعى ..جعلك الله عونا لى ولهذه الأمة.....

---

أنا يا أمتى الحبيبة صب
...............................فى هواك أهيم كالمعمود

أثقلتنى همومك اليوم حتى
...............................صرت أمشى فى الكون كالمهدود

أغبى أنى أراك بعين الأمس
...............................والمجد والعلا والجدود

أم طموح اٍلى الخيال اٍلى الوهم
.................................اٍلى عالم الرؤى والورود

أمحال أن ترجعى نهضة الأمس
.................................وتمشين فى الورى من جديد

أمحال وليس فيك رجال
..............................كالمثنى وخالد بن الوليد

لا أرى اليوم فيك غير رجال
.............................تعشق الذل عشق صب عميد

أسد غاب أهانت الصيد والقنص
............................فلانت فى محفل من قرود

قنعت بالرقود فى بقعة الظل
..........................ونامت من دون هذا الوجود

ليتنى كنت روضة الفكر والعلم
...........................فأهديك جنتى وورودى

ليتنى كنت جحفلا يطأ الأرض
.........................فأعطيك قوتى وجنودى

بيد أنى فرد يقطعه اليأس
........................... فيحيا فى حسرة وسهود

ليس لى غير صفحتى ويراعى
...........................بهما أمض فى الفضاء البعيد

فأراك أميرة الكون والدنيا
............................تسيرين فى بهاء فريد

يخطب الكون ودها فتريه
...........................ما تمنى من عالم مفقود

فيه عدل ورحمة ورخاء
...........................واٍخاء يفوق كل الحدود

ثم أمضى لأبصر الواقع المر
...........................فأصحو من فكرتى وشرودى

---