عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 12-05-2006, 02:44 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الرابعة والثلاثون
كما سبق وذكرت فقد نزلنا بشقتنا الواقعة مقابل المروة..
ولم نشعر بالتعب والإرهاق خاصة بوجود الأخ علي السهلي اللذي وهبه الله موهبة الطرافة الفطرية ، فهو يتلفظ بكلمات تجبرك على الضحك والوناسة إجبارا!!
نمنا ليلتنا تلك في مكة...
صلينا الفجر في الحرم وفي وقت الضحى توجهنا لجده...
كان معنا في سيارة الشيخ صالح جهاز تلفون سيار قبل معرفة أجهزة الجوال..
اتصل شيخنا على شخص .. فسمعته يكنيه بأبي محمد !!
ثم التفت الشيخ إلي .. ففهمت من نظراته أنني معني بمن يتحدث معه..
أوشك قلبي على التوقف من الرعب !!
وتصببت عرقا ، وصار الدم يغلي في عروقي ...
حيث علمت انه يكلم والدي !!
غير أنني لا حظت شيخنا يتكلم معه بكل هدوء فخفف ذلك علي هول الصدمة..
ثم سلم شيخنا سماعة التلفون للشيخ صالح حتى يصف له منزله في جده!!
لا أستطيع أن أصف مشاعري في تلك اللحظات ..
كانت مشاعر متضاربة ... ولكن يطغى عليها الخوف ..
لا أدعي أنني كنت مسرورا أو متشوقا للموقف!!
فقد كنت كسجين هرب من سجنه!!
منذ حوالي الخمسة شهور..
لا أقصد أن حياتي كانت سجنا بل التوصيف القريب أن تسمى انعتاقا وتحررا من القيود!!
وإن كان ولا شك أن والدي عليه الرحمة والرضوان لا يقصد من وراء ذلك سوى مصلحتي
ولكن ... هل كل من قصد شيئا وفق؟؟
هل كل صاحب دعوى هو مقبول على الإطلاق؟؟
أليس كل أحد معرض للخطأ في التوصيف والملاحظة مما يبنى عليه
خطأ في اتخاذ القرارات..
أليس رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر أخطأ؟؟
كما فعل مع ابن أم مكتوم فعاتبه رب الجلالة من فوق سبع سماوات؟؟
ولكنني لو رجعت للوراء لكان تصرفي مختلفا للغاية ، فالحمد لله على ما قدر...
لم يظهر على شيخنا أي ارتباك أو حرج من ذلك الاتصال كما هو حالي..
وصلنا لجده فوجدنا حشدا كبيرا من الناس في انتظارنا..
جده هذه هي مدينة الشيخ محمد العثيمين!!
يحب شيخنا أهلها وهم أشد حبا له..
وسمعت شيخنا مرارا يقول ذلك
ولذلك حينما يعاتب على حظ جدة منه بخلاف المدن الأخرى
يقول هؤلاء هم جيران الحرم فلا تلومونا بحبهم!!
ولذلك من الملاحظ كثرة طلبة الشيخ في عنيزة من أهل جده ..
وأما الحضور الكثيف لمحاضرات الشيخ في جده فذلك لا ينافسهم عليه أحد..
نزلنا في منزل الشيخ صالح ..
فبدا أن المجلس يغص بالناس .. غير أن هناك ضيفا مميزا في تلك الجلسة لاأنساه!!
دخل علينا رجل حجازي الطلعة ، هادي الطباع ، حليق الذقن .. مؤدب ..
فيه سكون لا تكاد تسمع له حسا ...
تقدم في المجلس ، وحينما رآه الشيخ .. قام له .. وصافحه بحرارة..
لم يكن وجهه غريبا علي ، فقد سبق أن رأيته ...
ولكنني لم أميز شخصه؟؟
فبقيت أحملق فيه وهو جالس بجوار الشيخ لا يكاد يرفع رأسه من الخجل..
وبعد التدقيق والتمحيص ، انكشفت لي شخصيته ...
فصعقت ، وتعجبت ، وما توقعت أن أرى ذلك أل....!!!
بجوار الشيخ !!
إنه المغني المشهور محمد عبده !!
مالذي أتى به ؟؟
ومن دعاه؟؟
يقيم محمد عبده بجوار منزل الشيخ صالح الزامل وله جامع كبير هناك قد بناه محمد عبده على نفقته ..
سمعنا جميعا بتوبة هذا المغني ..
وكان لقاءنا به في تلك الأيام التي أعلن توبته من الغناء واعتزاله له وليته استمر بذلك..!!
غير أنه مورست عليه ضغوط من جهات معروفة..
فسوغت له الباطل فعاد له والله حسيبنا وحسيبه..
زينوا له أن الغناء مباح خاصة منه ما يسمى بالغناء الوطني ..
كان شيخنا مهتما بمحمد وزاره في بيته مرارا ..
تثبيتا له على الحق ولكن الله لم يرد ذلك ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
ورأيته مرة يجلس مع الشيخ لوحده وكان يشتكي له من شدة الضغوط عليه ويبكي فكان شيخنا يصبره ويذكره بالله ..
ولقد تبرع لنا الأخ محمد بتبرعات جليلة لقضايا إسلامية عديدة عفا الله عنا وعنه لعلي أذكرها لاحقا..
__________________









الرد مع إقتباس