عرض مشاركة مفردة
  #61  
قديم 13-05-2006, 03:13 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة التاسعة والثلاثون
انتهت تلك الجلسة الممتعة وخرجنا من بيت الأستاذ عبد الرحمن المحمودي..
وتوجهنا لبيت مضيفنا الشيخ صالح الزامل..
تلك الليلة لها مذاق خاص وطعم خاص..
لقد تغيرت حياتي تماما ذلك اليوم..
لقد انتهت تلك المحنة التي صارت كالسيف المصلت على عنقي
والذي كنت أنتظره أن يدنو يوما من عنقي فيقطعه !!
ولكن الله تعالى بدل حالي وغير مجرى حياتي ..
لقد كان لتلك الليلة بحق وذلك اليوم وضع فريد لي..
فلقد قابلت أبي ..
ورآه شيخنا .. وأرضاه وأقنعه ببقائي عنده تحت رعايته ومسئوليته
وحلت عقدة هروبي وانتهت بلا رجعة والحمد لله..
أصبح بقائي للدراسة عند الشيخ شرعيا..
زادت ثقتي بنفسي..
وقويت عزيمتي ..
وارتفعت همتي..
ووضح مقصدي وهدفي..
وتغيرت ملامح وجهي !!
فكان وجه الواثق لا وجه الخائف المرتاب!!
وبدأت من تلك الليلة تكوين شخصيتي الجديدة..
شخصية الطالب المجد الواثق من أصله ونسبه ونفسه !!!
فهذه نعم تترى ومنن جليلة أعجز عن شكر الخالق سبحانه عليها
مدى عمري فله الحمد وحده والثناء ...
عدنا فوجدنا مكان النوم معدا لنا جميعا..
أنا وشيخنا وعبد العزيز في غرفة سويا..
والإخوة الآخرون في غرفة مجاورة..
حتى شيخنا رحمه الله شعرت منه تلك الليلة تبدلا وتغيرا ..
فرحا بانتهاء مشكلتي مع الوالد ...
كنت ألهو مع الأخ عبد العزيز وأريه بعض التمارين الرياضية
وهو تمرين الضغط برفع الجسم بالاعتماد على اليدين!!
فلمحنا الشيخ ..
فجاء إلينا وقال: ماذا تفعلان؟؟
فقلنا: نتدرب !!
فقال: ألا تريداني أن أتدرب معكما ؟؟
تبادلت النظرات مع عبد العزيز .. فانحنى الشيخ ولم ينتظر جوابنا..
وضغط وعجزنا أن نجاريه في ذلك!!
شيخنا من رآه ولم يخبر طباعه ويعاشره فإنه يخشاه ويمتلئ قلبه
مهابة منه..
ولقد رأيت أشخاصا يتحدثون مع الشيخ والعرق يتصبب من وجوههم
هيبة منه ..
ولكن من عرفه وعاشره وعاش قريبا منه ..
يرى شخصية أخرى مختلفة وفريدة ..
تلزمك بمحبته والإعجاب بشخصه...
شخصيته جمعت بين الحزم واللين..
و جمعت بين المهابة والجلال والرحمة واللطف ..
وبين الشجاعة والسماحة..
وبين علو الهمة والتواضع ..
وبين الجد والمرح..
و جمعت بين الفصاحة وحسن المنطق والتبسط في الحديث..
هو بشر ككل البشر .. يصيبه ما يصيبهم ..
يغضب ويحزن ويتألم .. ويضحك ويمزح ويمازح..
ولكن الله تعالى وهبه علما كالجبال وإيمانا وخلقا وعقلا راجحا..
ووفقه وهداه .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
__________________









الرد مع إقتباس