عرض مشاركة مفردة
  #62  
قديم 13-05-2006, 03:21 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

طلبت من الشيخ تلك الليلة أن يوقظني معه لصلاة الليل ..
من عادة الشيخ أن ينام على الأرض ..دون مراتب أو أسرة..
وذلك في كل أسفاره ... وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك..
فهو لا يطلب سوى وسائد يضعها تحت رأسه..
يخلع عمامته ثم يقوم بتمريرها على الأرض ثلاث مرات
ثم يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويمسح بها على جسده
كما هي السنة..
ثم يلف عمامته على وجهه ولا يخلع ثوبه ..
ويستلقي على يمينه ثم ينام..
يستيقظ شيخنا على جرس ساعته المنبهة التي يحملها دوما في أسفاره
وذلك قبل الفجر بساعة تقريبا..
أوقظني تلك الليلة ..
فتوضأت ..
وصليت الوتر سريعا.. وجلست أراقب الشيخ ماذا يفعل..
صلى ركعتين خفيفتين..
ثم صلى خمس ركعات تقريبا .. وأتم القراءة فيها والركوع والسجود..
وختمها بقنوت طويل بتبتل وخضوع..
حتى أذن الفجر...
حينما ختم وتره رفع صوته بالذكر..
سبحان الملك القدوس ثلاث مرات.. يمد بها صوته كما هي السنة..
صلينا الفجر ثم عدنا للمنزل فنام حتى وقت الضحى..
استيقظنا وأفطرنا ثم توجهنا لاستكمال برنامج الشيخ..
مكثنا في جده يوما أو يومين نسيت ذلك!!
ثم رجعنا للقصيم...
وصلنا للمطار فاستقبلنا الشيخ خالد المصلح نسيب الشيخ..
وفي الطريق أوقفنا كما هي عادة شيخنا أمام أحد مساجد عنيزة
وصلى فيها ركعتي القدوم من السفر...
أنزلوني أمام سكن الطلاب وتوجه شيخنا لبيته..
حضرت الدرس ذلك اليوم .. ولكن بوجه جديد وعزيمة كالحديد!!
تفاجأ جاري بوجودي .. شعرت بذلك ولو لم أبصره بعيني!!
من خلال حركاته وارتباكه ثم صمته ...
والله شاهد سبحانه.. ومطلع عما عزم عليه..
عدت لبرنامجي المعتاد .. واشتريت كتبا حديثة الطبع..
وحصلت بالمجان على كمية لا بأس بها من الكتب والمراجع المهمة..
حيث خاطب الشيخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بطلب كتب لي من مطبوعات الجامعة ..
فبعثوا لي كراتين مليئة بالمجلدات الفاخرة من مطبوعاتها ومنها
درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية..
ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ..
ومجموع الفتاوى له وغيرها مما لا يحضرني..
انتقلت لغرفة أخرى وذلك بأمر شيخنا ..
حيث اختار لي أن يكون زميلي في الغرفة الأخ محبوب الباكستاني وهو من خيرة طلبة شيخنا خلقا وأدبا وعقلا ..
كان يحضر الدكتوراه حينها في مادة الحديث فكانت صحبته ومرافقته مكسبا ثمينا لي.. غير أنه كان كثير الأسفار لمدينة الرياض لمتابعة شئون رسالته .. فكنت أبقى في أحيان كثيرة لوحدي..
وضعت لنفسي برنامجا صارما تحت إشراف شيخنا ..
مليء بالحفظ والمراجعة وكتابة البحوث والقراءة ونحوها..
وكنت كلما أشكلت علي قضية أو مسألة دونتها في أوراق عندي ثم أقرأها على الشيخ وأسجل أجوبته بعد الصلوات فيفك طلاسمها بكل براعة
ويحل عقدها بكل ثقة ..
بخصوص الدراسة النظامية وبما انه قد مرت فترة طويلة على ابتداء الفصل الدراسي فقد أخرت الالتحاق بالمدرسة حتى الفصل التالي حيث يسمح النظام الثانوي المطور بذلك...
مما منحني فرصة الانصراف الكامل لطلب العلم في حلقة الشيخ...
__________________









الرد مع إقتباس