ذات مرة أخبرني الشيخ بأن أمير القصيم وهو الأمير عبد الإله بن عبدا لعزيز سوف يقدم لزيارة سكن طلاب الشيخ..
حضر الشيخ للدرس تلك الليلة كما هو المعتاد..
ولم يتغير من نمط الدرس شيء..
سوى أن المنطقة المحاطة بالجامع قد اكتضت بالعساكر والشرط استعدادا لقدوم الأمير...
في خلال الدرس دخل أحد رجال الشرط وتقدم إلى الشيخ وهمس في أذنه..
فقال شيخنا... ورفع بها صوته: بلغ الأمير أن يتفضل في المسجد ويحضر الدرس ...!!
خرج رجل الشرطة من المسجد ..
ورجع مرة أخرى وعلى وجهه علامات الخوف والوجل والتحرج ..
فهمس مرة أخرى في أذن الشيخ ..
فقال شيخنا للطلبة: انتظروني قليلا وسأرجع..
وخرج حافيا وسلم على الأمير وطلب منه حضور الدرس مع الطلاب حيث أنه لا يستطيع قطع درسه !!
دخل الأمير وحاشيته وحرسه وتسننوا في الصف الأول وجلسوا لاستماع الدرس.. وانتظار الصلاة..
استكمل شيخنا درسه الأول والثاني بعد الأذان كما هي العادة..
ثم صلينا العشاء...
بعد الصلاة نادى علي الشيخ ...!!
وكنت كما هي عادتي أصلي بجوار المؤذن..
فتقدمت إليه .. وقال لي : اذهب وانتظرني في غرفتك فسوف
أزورها مع الأمير!!
نظرت في وجهه وبحلقت فيه !!
فقال: هيا انطلق..!!
انطلقت كالمجنون لا الوي على شيء ولا ادري ماذا افعل..
صعدت لغرفتي وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها ..
ولكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
خجلت وتمنيت أن يصرف الشيخ الأمير لغرف أخرى أحسن حالا
وتنظيما وأكثر بهاء ..
تجول شيخنا مع الأمير في داخل السكن..
وأراه المكتبة وقاعة الطعام المتواضعة..
ثم صعدا للدور الثالث ثم للرابع حيث أنا في انتظارهم..
دخل الأمير وهو ممسك بيد الشيخ..
وخلفهما حشد هائل من الناس والعسكر ...
ووقفا باب غرفتي الصغيرة ..!!
وتجول الأمير بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد من الكتب والدفاتر وعدة الطلب!!
فقال لي الأمير ... ما اسمك؟؟
فقلت : فلان بن فلان الفلاني.. دون تردد ووجل!!
فقال: ونعم فيك !! فرددت تحيته ..
ثم قال : اجتهد في العلم..وفقك الله..
وانصرفا ..