[عويض]

في مطلع افتتاحيتها والتي جاءت بعنوان ( أمة تحارب نفسها ) قالت جريدة الرياض الحكومية إن كل شعوب العالم يثارتها وتواريخها السوداء إلاّ العالم المتخلف والذي لا نزال نحن العرب في حزامه الأوسط .. مضيفة إن المسلمين في الوطن العربي على خلاف بين سنة وشيعة ودروز وطوائف أخرى وهؤلاء على تضاد مع المسيحيين أقباط وأرثوذكس وكاثوليك وغيرهم ودعاة الشوفينية يذهبون إلى انتماءات عرقية وقومية ضاعت في متاهات الزمن ودعاة التطهير يستندون في ذبح الآخرين إلى مبدأ الإيمان والكفر والتحليل والتحريم .
وفيما تطرقت صحيفة الرياض في افتتاحيتها إلى ما آل إليه حال الأمة من تمزق وتطاحن وإصرارها على البقاء في قاع المجتمعات المريضة بواقعها السياسي والاقتصادي تجاهلت الرياض أن الذين يحاربون الآخرين في العالم الإسلامي هم الوهابيون الذين يكفرون الآخرين وكل من لا يتبع أهواءهم .
وقد تناست الجريدة أن منبع أو منبت الفكر الوهابي هي المملكة السعودية التي تتحدث باسمها وتدافع عن مصالحها لذلك فإنه ليس من الغريب على أمة ينتشر فيها الفكر الوهابي أن تحارب نفسها ويصبح حالها على ما هو عليه الآن من هذا الذل والهوان ، لذلك فإن أولى خطوات التقدم إلى الأمام والتخلص من كل رواسب الماضي للخروج من قاع المجتمعات المريضة التي تتحدث عنها صحيفة الرياض في افتتاحيتها هو التخلص أولاً من دعاة الفكر الوهابي الذين أسسوا لفكراً متخلف يقوم على أساس التفرقة المذهبية والدينية ولا يحتاج إصلاح الحال العربي إلى طبيب لم يخلق ودواء لم يكتشف كما قالت الرياض .. وإنما يحتاج وقفة تأمل في الحال الذي أوصلنا إليه ذلك المذهب التكفيري الذي يُكفر الآخرين الذين هم خارج دائرته السوداء وأفكاره المظلمة ويجيز ذبحهم وقتلهم باسم الدين وبحجة الجهاد ومحاربة المرتدين عن الإسلام .
وحتى يتخلص العالم الإسلامي بشكل عام والأمة العربية على وجه الخصوص من هذا الفكر إلى الأبد لابد من إنهاء أولئك الذين جاءوا به ودعوا إليه ودعموه بشتى أنواع الدعم .. والبداية تكون من الرياض منبت الفكر الوهابي ومعقل الوهابية السوداء .

عويض.