عرض مشاركة مفردة
  #67  
قديم 14-05-2006, 03:54 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الواحدة والأربعون
سألت شيخنا رحمه الله يوما ...
ما خير وسيلة وأقصر طريق لتحصيل العلوم وخاصة علوم الفقه..؟؟
قال: عليك بالقواعد والأصول...
قلت له : وأين أجد تلك القواعد والأصول؟؟
فقال: يصعب أن تجدها جميعا كلها في كتاب واحد ..
ولكن عليك بالتنقيب في كلام الفقهاء والعلماء الأصوليين..
وستجد في تعليلاتهم واستدلالاتهم كثيرا من القواعد الجامعة لفروع
المسائل أو الأصول التي تبنى عليها الأحكام..
اشتغلت بجمع تلك القواعد والأصول من كتب الفقهاء والأصوليين
ومنها كتب ابن قدامة المقدسي.. كالإقناع والكافي ..
ورجعت لكتب القواعد للحافظ ابن رجب والحافظ السيوطي
وكذلك لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ..
ومن أكثر الكتب التي استفدت منها بمشورة شيخنا شرح العمدة
للحافظ ابن دقيق العيد الشافعي المالكي!!
وكذلك فتح الباري للحافظ ابن حجر ..
والمجموع شرح المهذب للنووي..
ومنها أضواء البيان للشنقيطي ومذكراته في الأصول..
كنت اقرأ وأراجع تلك الكتب ثم أدون تلك التعليلات والقواعد
وفي اليوم التالي أقرأها على الشيخ وأسجل تعليقاته وتفصيلاته
لها ويفرع عليها قواعد أخرى يسردها شيخنا على السليقة دون
مراجعة وتردد ، مما حيرني في عقلية وسعة إطلاع هذا العالم الجليل..
رحمه الله رحمة واسعة..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
سألته ذات مرة : ياشيخنا هل تراجع أو تحضر لدروسك؟؟
فقال : الحمد لله العلم أحمله في صدري ،ونادرا احتاج للمراجعة!!
ولقد شهدته مرارا ينقل من حافظته مسائل ونصوصا يحتاج الواحد من
للبحث فيها والتحرير عنها دهرا ،يسوقها الشيخ ببيانه الشافي بكل
ثقة واقتدار.. من صدره بالنص والكمال!!
كما ذكرت سابقا مرت علي فترة من الهدوء من قبل صاحبنا العتيد!!
ولكنه لم يصبر ولم يطق الانتظار حيث ظن ذلك المسكين أن البساط
سيسحب أو كاد أن يسحب من تحته وما درى أن شيخنا
قلبه سيسع الجميع لو كنا نعقل أو نرشد!!
فاجأني ذات مرة أن لحقني وأنا خارج من المسجد ونادى علي!!
فالتفت إليه .. فما صدقت نظري ؟؟
انه صاحبي ذاته؟؟
ابتسم في وجهي ابتسامة لا أكاد أميزها!!
وقال لي : كيف أحوالك وما هي أخبارك؟؟
فقلت ك أنا بخير حال والحمد لله ...
لم يطل الحديث معي بل كان يريد أن يعطيني انطباعا معينا ونجح فيه!!
لمن يفهم ما اعنيه!!
انصرف فبقيت واقفا حائرا لا اصدق ما جرى..
هل من المعقول أن الرجل عاد لرشده ؟؟
قلت في نفسي: لا يستغرب ذلك من طالب علم في مثل مستواه ..
يعلم الله تعالى شدة فرحي بما حصل واستبشاري بذلك..
وظننت أن ذلك هو نهاية تلك المآسي التي لا تليق بطلبة العلم
خصوصا على سمعة شيخنا رحمه الله..
في اليوم التالي بادرته أنا بالسلام في صلاتي الفجر والظهر..
كان قصدي أن استوثق من الرجل هل ما فعله حقيقة أم أنه كيد ؟؟
جاءني بعد صلاة العصر وقال لي: هل ممكن ترافقني لفنجان قهوة في
بيتي؟؟
قلت : لدي برنامج مع الشيخ...
ولكن لأجلك سأذهب معك!!
__________________









الرد مع إقتباس