لقاء الموقـع الدوري مع فضيلة الشيخ..حامد بن عبدالله العلي

لقاء الموقـع الدوري مع فضيلة الشيخ
حامد بن عبدالله العلي
السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الشيخ ، ومساك الله بالخير ، 
وعليكم السلام ورحمة الله ،، ومساكم الله بالرضا والعافية ..
نبدأ بتوفيق الله بالسؤال عن أضواءعلى المشهد العالمي والإقليمي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
المشهد العالمي له ثلاث فصول :
صورة تخبط المشروع الأمريكي وبوادر انهزامه ، وهذا بفضل الله تعالى، ثم الجهاد العالمي ، وسنشرح هذا إن شاء الله .
وصورة التجاذب بين المشروع الصفوي الإيراني الذي يوظف التشيع ، والمشروع الصهوصليبي ، تجاذبهما على الأطمــاع في العراق والخليج ،
وصورة المؤامرة الصهوصليبية ، بالتعاون مع الأنظمة العربية الخائنة، تآمرهم على حقوق الأمة في فلسطين
وأقول حقوق الأمّة لأن الحقوق في قلسطين ، هي حقوق أمتنا ، فالشعب الفلسطيني جزءمن أمتنا ،
والأرض جزء من أرض الإسلام ،
ولها خصوصية وجود المسجد الأقصى ، حيث إرث الإسلام عبر التاريخ كله ، منذ إبراهيم عليه السلام الذي هاجر إلى بيت المقدس ، ثم صار مهاجر الأنبياء ، حتى صار مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وصلّى هناك بالأنبياء لبيان وحدة الرسالة الإسلامية ، منذ أن نزل بها آدم عليه السلام ، إلى بلوغها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكوننا نحن ، بعد ذلك ورثتها ، وعلينا مسؤوليتها التاريخية ، فليست هي مسؤولية الفلسطينيين وحدهم ، وإن كان لهم شرف المقدمة ، والإنجازات والتضحيات ، وقد أبلوا في ذلك بلاء حسنا جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
طيب فضيلة الشيخ : دعنا نستعجل ـ قبل أن ننسى ـ موضوع دور الجهاد العالمي في هزيمة المشروع الأمريكي؟
هذا المشروع أخطر مشروع مــرّ على أمتنا ، حتى إنه صرح بعزمه تغيير مناهج التعليم ، وأنماط الثقافة ، وهدد الهوية تهديدا مباشرا ، بل فرض على بعض الدول تغيير تفسير القرآن فأطاعته! وتدخل حتى في خطب الجمعة ، ودروس المساجد ، ليفرض ثقافته بقوة السلاح والتهديد ، وقد حشد من قواته ، وعتاده، وجيوشه في بلادنا ، ما ظن أنه يرهبنا فينجح في هزيمتنا عن عقيدتنا !
وقد أنعم الله تعالى على أمتنا بهزيمة هذا المشروع في العراق على يد المجاهدين الأبطال ، وهذا واضح جدا ، ولا يحتاج إلى بيان ، فعندما جاءت الجيوش الصليبية ، أطلق زعيم الحملة الصليبية بوش خطبته الصليبية المشهورة ، معلنا أنها حرب صليبية ،
وسماها العدالة المطلقة ، مستعيرا نفس الإسم ، للحملة الصليبية ، الـــتي هزمها الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله جزاه الله عن أمتنا خير الجزاء ،
ثم انطلق أركان حكومته البروتستانتية المتصهينة ، في التجوال حول العالم ، و التبشير بتغيير عالمي على وفق نظرية ( الدومينو ) الـــتي ستبدأ بإرساء نموذج ( موديل ) للمشروع الأمريكي في العراق ،
ثم إشاعته في المنطق كلها ، ثم يكتسح العالم ، وقد نُشر هذا المشروع على الملأ ، وبدأت العصابة الصهيوصليبية متفاءله، بغرور طاغ ، للسيطرة على العالم في إمبراطورية غربية جديدة ، متشبعة بالروح الصليبية ، والمكر الصهيوني .
وأذكر أن بوش قال ( سنقاتل العدو بكل قوتنا وعظمتنا ) ، وانطلقت الآلة الإعلامية الأمريكية توزع صور الجيوش الأمريكية بصورة مهيبة ، لإظهار صورة القوة العظمى الـــتي لاتهزم .
ولا يخفى أيضا ما وراء ذلك ، من هاجس الرغبة الجامحة في إعادة الهيبة الإمبراطورية ، بعد حادث الحادي عشر من أيلول .
لكن ما إن تهاوى جيش البعث العلماني ، كما تهاوت كلّ الشعارات العلمانية من التأثير في الأمة ،
حتى أذن الله تعالى برفع راية الجهاد ، فأثبتت وجودها ، كما أثبت الخطاب الإسلامي أيضا قوته في الأمة ،
واستطاع الجهاد الإسلامي في العراق ، أن يمرغ أنوف الصليبيين في التراب ، ويذيقهم كؤوس الذل ، ويضرب للأمة أروع الأمثلة في التضحيات الجهادية ، الــتي تثمر النصر ، مهما كانت الظروف قاسية، والعدو هائلا في العدد ، والقدرات .

لكن ما مفهوم النصر هنا ، فالقوات الأمريكية لازالت تحتل العراق ، وتسيطر عليه ، وتشكل الحكومات فيه ؟
أي سيطرة ؟!
الأمريكيون كانوا أكثر سيطرة على العراق أثناء الحصار في زمن البعث منهم الآن ، يكفي أن نتذكر جنودهم استغاثوا أمام رامسفيلد لزيادة تحصين المدرعات ، الــــتي تحمل الجنود فهم لا يشعرون بالسيطرة حتى وهم داخل دروعهم ،
إنهم أشد ما يكونون خوفا وذعرا في العراق ، من أي مكان آخر في العالم ، ونزف القتلى والجرحى من الجيش الأمريكي لايتوقف ، والشوارع في المدن العراقية مليئة بالموت يتربص بهم .
وثانيا الحكومات الـــتي نصبها المحتل كلها كانت ولازالت فاشلة وخائنة ،لان المحتل لايهمه سوى تحقيق أطماعه ، والدليل واضح للعيان ، الفساد مستشر في العراق إلى حـد لايمكن وصفه ، حتى لقد تمت فيه أكبر عملية نهب في التاريخ ، بدأت من بريمر ولم تنته حتى الآن ، وأما متطلبات الحياة فتكاد تكون معدومة ، وكذلك الأمن ، وكل ذلك بسبب المحتل وأولياءه ، فقد سجل الفشل على جميع الأصعدة بامتياز .
وثالثا أعظم نصر هو إيقاف هذا المد الصليبي ، وتحطيم المشروع الصيهوصليبي ، وإفشاله ، لاسيما إذا نظرنا إلى أن قدرات المقاومة لهذا المشروع متواضعة جدا في موازين الحياة الدنيا ، فلهذا كان تعثر المشروع الأمريكي في العراق بعدما احتلتها أشبه بالمعجزة ، وهو كذلك آية من آيات الله تعالى لمن تدبر .
ورابعا أعظم من هذا كله فضح شعاراته ، وإظهار إفلاسه الحضاري ، فالحرب ليست غاية ، إنها وسيلة والحرب الحقيقية هي حرب المفاهيم والعقول ، تماما كما قال وزير الدفاع الأمريكي ذات مرة .
__________________
لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
|