عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-05-2006, 03:35 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

لو تشرح لنا فضيلة الشيخ هذه النقطة بإسهاب بارك الله فيك .



معلوم أن المشروع الأمريكي انكشفت سوءته ، وظهرت أكاذيبه ، وتبين كم هو زائف ما يزعمونه عن حملهم قيم الحرية ، وحماية حقوق الإنسان للعالم ، هذه هي الهزيمة الحقيقية .



وأما الجهاد في العراق ، فانتصر، فقد حقق جميع أهدافه ، لقد أوجد أرضا جديدا للجهاد فكريا وعسكريا ، ورموزا جديدة ، وجند أعدادا كبيرة جدا ، ونشر أهدافه في العالم ، وأثبت قدرته الباهرة على النجاح في أحلك الظروف ، لقد أثبت ذلك عمليا وليس بالخطابات الــــتي ملت منها الأمة ، فهم يتكلمون قليلا بألسنتهم ، ويتحدثون عاليا وبقوة وإنجازات باهرة بأفعالهم ، وهذا هو سر النجاح الأكبر ،



وهم مستمرون في زخم النصر ، وتتابع الإنجازات بحمد لله تعالى رغم قلة الأنصار ، وكثرة الخاذل والمتخاذل ، وضعف الإمكانات ، وعظم الإخطار حولهم ، وشدة الحصار عليهم ، إعلاميا وماديا ومعنويا ، ومع ذلك ماضون لايقف أمامهم شيء بحمد لله تعالى



وأما المشروع الصليبي، فقد فشل في جميع أهدافه ، بل تحول مشروعه إلى هزائم متتابعة لإدارة بوش ، وكوابيس لا تنتهي ، وسقط مع بوش بلير ، وبدأ بوش يحصد بدل المكاسب من العراق ، المصائب ، حتى غوانتنامو تحول إلى مصيبة على أمريكا ، وفضيحة الخسائر في العراق ، والتعذيب ، وفضائح الفساد في حكومات المحتل ، وفضائح الفشل العسكري ، وفضائح الفشل الاستخباراتي ، والفضائح السياسية كبيرة جدا ،



ولهذا فقد أصبح هم الإدارة الأمريكية الحالية هو إنقاذ بوش والجمهوريين من وراءه ، من سلسلة الهزائم السياسية فيما لو نجح الديمقراطيون في انتخابات الكونغرس القادمة ، فهم سيفتحون كل ملفات إدارة بوش ، ويحققون فيها وربما يطلبون عزله ، وهذا ليس ببعيد من رئيس وصل مستوى شعبيته إلى 31% فقط .



بينما في المقابل رموز الجهاد المعادين لأمريكا ، يحصدون أعلى نسب للشعبية في الدول العربية ، فشتان بين قادة صاروا أبطالا في قلوب الناس ، من غير أن يدفعوا رواتب للناس ولا يرهبونهم بهروات الأمن ، ولايحملون نياشين ، ولا تصفق لهم وسائل الإعلام ، وبين قائد استحوذ على كل ذلك ثم فشل !



والخلاصة إن أمريكا أعلنت إفلاسها الحضاري في هذه الحرب ، وانكشفت أمام الناس كلهم أنها لاتستحق قيادة العالم ، وأنها سبب تعاسته أصلا ،



وهذا هو النصر لنا ، و الهزيمة لأمريكا ومشروعها بحمد الله ،



ولهذا كنت أقول ولازلت تقريبا لقد وصلنا إلى نهاية المهمة في المعركة ضد الغرب ، وألحقنا به الهزيمة المعنوية ، وبقي فقط حفل الإعلان ،وهذا قريب بإذن الله تعالى .



هذا تفاؤل كبير فضيلة الشيخ ، وسأسالك عن حكم الذهاب للجهاد لمناسبة الحديث ؟



التفاؤل مطلوب وإيجابي ، الخطر من التشاؤم فهو هزيمة نفسية مبكرة.



والجهاد حكمه معروف ، لايحتاج إلى فتوى جديدة، هو فرض عين على بلد غزاها الكفار ، وعلى من يليهم ما تقوم به الكفاية ، وهذا اتفق عليه الفقهاء ، وإن أراد مسلم أن يقوم بفرض الكفاية ، أو يتطوع بالجهاد ، فهو على ذروة سنام الإسلام ، والحدود السياسية لا عبرة لها ولاتنبني عليها أحكام الشريعة ، فالمسلمون جميعا أخوة ، يد على من سواهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم .



دعنا ننتقل إلى عنوان آخر فضيلة الشيخ ، وهو المشهد الفلسطيني.



الأفضل ننهي الملف ثم ننتقل إلى آخر، فإذا كنت جمعت الأسئلة في الملف العراقي والإيراني وما يتعلق بهما فقدمها ؟



حسنا ، ما هي حقيقة النزاع الإيراني الأمريكي ؟



هو نزاع إقليمي ، فالمشروع الإيراني الإمبريالي مشروع قديم ، والنظام السياسي الحالي في إيران ، الذي يطلق على نفسه الثورة الإسلامية ، له أطماع توسعية إمبريالية معروفة ، وهو يوظف التشيع لها أعظم توظيف ، حيث تمتزج العنصرية الفارسية وعقيدة الرافضة ، وهذا لايخفى على أحد فهو منشور ومعلن وواضح وكتب فيه كتاب كثيرون .



عفوا فضيلة الشيخ حول موضوع تكفير الشيعة ؟



لو تركتنا نكمل ثم نعود لهذه النقطة ، على أية حال هنا نقول إن الأمّة تعايشت مع الفرق التـي ضلت في تأويل التنزيل ، وكان العلماء يفرقون بينهم وبين الذين ضلوا في إنكار التنزيل وهم الزنادقة ، ولهذا لم يحدث قط أن المسلمين ـ وإن كانوا يمنعون البدع من الظهور ـ استأصلوا الفرق الضالة التـي تعيش بينهم ، وإن كان بعض الفرق فعلت بأهل السنة جرائم عظيمة ، في أزمنة مضت فالصفيون قتلوا مئات الآلاف من السنة في إيران حتى حولوها إلى التشيع ، واليوم في العراق يحدث ذلك لأهل السنة ،



أقصد إن الأمة تعايشت مع الشيعة فرقة عقائدية ، وتكفير كل من منتسب إليهم غلط ، كما تكفير الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة والقدرية ، غلط أيضا ، ولكننا هنا نتحدث عن واقع آخر ، نتحدث عن عدوان ، وخيانة ووقوف مع المحتل ، ونتحدث عن أحقاد لاتوصف ، وإبادة لأهل السنة ، وجرائم شنيعة يرتكبها نظام صفوي عنصري حاقد يوظف التشيع ، وينبغي أن ننتبه إلى أمر مهم هنا ، وهو أن في الشعب الإيراني ، وفي النخب الثقافية أيضا ـ في الاغلبية الشيعية ـ من يرفض توجه السلطة الحاكمة ، ويتطلع إلى تواصل ودّي مع الجيران ، ويدعو إلى كبح جماح عنصرية النظام ، لكنهم مضطهدون وملاحقون من قبل النظام .



طيب يا شيخ نرجع إلى النزاع الإيراني الأمريكي ؟



نعم ،، الأمريكيون يرون في النظام الإيراني أو إيران نفسها من جهة ، أنه رقم قوي ، ومفيد في معادلة إدارة الأزمات ، لصالح الأطماع الأمريكية في المنطقة .



ومن جهة أخرى ، هو منافس لاينبغي تجاهله ، ولا يصح تركه ، حتى يتمدد ، ويتضخم ن فيصبح أكبر من قدرة الأمريكيين على استعماله في تلك المعادلة .



وقد تقاطعت المصالح الأمريكية مع النظام السياسي في إيران في إسقاط الإمارة الإسلامية في أفغانستان بقيادة حركة طالبان ، وإسقاط النظام البعثي في العراق ،



وكل منهما كانت إيران تكن له عداوة شديدة ، وقــد استفادت إيران من الآلة العسكرية الأمريكية ، وكانت تظن أنها تستثمرها لصالحها ، كما كانت الأمريكيون يرون أنهم يستثمرون الإيرانيين أيضافي مشروعهم ، وكذلك فعلوا .



ولكن لايخفى أن من عادة الأبالسة المتآمرين أن يتآمرون مع بعضهم ، ثم على بعضهم ، بل أثناء تآمرهم مع بعضهم يحيكون المؤامرات على بعضهم أيضا ، كل يعــدّ للفصل الأخير من المؤامرة ، يريد أن يرسمه لصالح أطماعه.



وهكذا عالم السياسية غير الشرعية ، سياسة الأطماع والمصالح الدنيوية ، قائمة على الدسائس ، وفقدان الثقة، والخيانة، والتآمر، والكذب ، والخداع .



وهذا لايعنينا منه سوى أننا يجب أن نردك أن الإمبريالية الصفوية ، لاتقل خطورة عن المشروع الصهيوصليبي .



وهنا يجب أن نتوقف وقفة مهمة وخطيرة جدا ، فهنا مفصل استراتيجي يجب أن نعيه جيدا .



تقصد وقفة ضـد الإمبريالية الفارسية الصفوية ، وكيف ؟


أقصد أن الأزمة الحالية بين الشيطانيين ، الصفوي والصليبي ، ستنتهي إلى مواجهة كبيرة ، وهذا مؤكد لا ريب فيه ، وستكون حربا عظيمة ، هدفها تحجيم النظام الإيراني ، تمهيدا لتغييره ، وتغيير النظام السوري ، وعزل الجيوب الشيعية وإبقاءها كما كانت دائما مادة احتراق لمشاريع أمريكا .



فأمريكا بقدر ما تريد دعم الجيوب الشيعية في دول أخرى ، بشرط إحراقها في مخططات سياسية تصب في صالح أمريكا ـ كما يفعل المحتل بالأقليات دائما ـ تريد أن تبقي إيران في حدود نفوذ ، وهيمنة ، تفرضها هي عليها .



لأن لكل دولة حدود سياسية ، وحدود مصالح ، وحدود نفوذ ، وحدود هيمنة ، وحدود أمن .



والمشروع الإمبراطوري الأمريكي ، معناه أن يكون لأمريكا اليد العليا في تحديد هذه الحدود لكل دول العالم ، وفي إبقاءها تدور في فلكها ، ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا ،



والمقصود أن المواجهة ستؤدي إلى سقوط النظام الإيراني ومعه حلفه عبر سوريا و(حزب الله )، ولكن ذلك سيمر عبر فوضى كبيرة ، وأحداث دامية ، تؤدي إلى تغيير في خارطة المنطقة ،، ونحن هنا لانتمنى الفوضى ولا الفتن ، غير أن كل المؤشرات تدل على أن عنوان المرحلة القادمة الكبير هو الفوضى والله المستعان .



ولكن هل ستقدم أمريكا على هذه الخطوة بعد فشلها في العراق ، كأنه انتحار ؟!! وهل الفوضى هذه ستكون مفيدة للإسلام أم لا؟



لاريب السياسية الأمريكية قـد تلجأ إلى الفوضى لجوء اليائس ، ولهذا تسميها الفوضى الخلاقة ، أعني أنها تريد الفوضى إذا فشل مشروعها ، وتريد أن تبقي الفوضى والصراعات الإقليمية بديلا يحقق مصالح أخرى بديلة ،كما يريد الصهاينة ذلك ، فإن اليهود يفضلون إدخال المنطقة حولهم في حروب ليبقوا آمنين .



كما أن الأمريكيين يدركون جيدا أن إيران استغلت ظروف أمريكا القاسية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، في إيجاد دور إقليمي قوي ، فلهذا لم تعد قادرة على الانسحاب ، تاركة وراءها هذا الدور يتعاظم .



ولكن الحقيقة أن أمريكا ستقدم من خلال حماقتها ، خدمات جليلة لأعدائها وهم المجاهدون ، وهكذا لقد صدق من قال إن أكبر داعم (للإرهاب ) ـ أرجو أن لاتنسى الحاصرتين ـ هو إدارة الرئيس الأمريكي .



والحقيقة أن هذا ليس مختصا بهذه الإدارة، بل أمريكا أصلا مشهورة بالفشل السياسي الخارجي ، ولها تاريخ طويل بامتياز بهذا الفشل ،



وهي تقع في أخطاء تولد أخطاء أكبر هكذا ، وهذا ما حدث لها في العراق ، ولهذا هم أكثر الناس جهلا بما سيفعلون فيه الآن.



ولكنهم سيجدون أمامهم اتجاها جبريا لحرب جديدة ، فالخيار الثاني هو ترك المحور الإيراني السوري يتمدد وينتصر بعد خطاب المواجهة والتحدي ، ويحصد كثيرا من ثمار الحملة الأمريكية في العراق .



وهذا شيء لاتقبله العقلية الأمريكية بنعرتها الصليبية وحمق رعاة البقر ،



لكنه سيكون مفيدا هذه المرة .



والخلاصة أن إتساع دائرة الفوضى إلى خارج العراق ، بحماقات أمريكية جديدة ، أشبه بتخبطـات الغريق في المستنقع ، سيكون لصالح الإسلام بإذن الله تعالى ، فالله تعالى يجعل تدبير أعداء هذا الدين تدميرا عليهم .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)