عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-05-2006, 03:45 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

جاءت أيام الدراسة فدرست في ثانوية ابن سعدي وبالكاد تخرجت من الثانوية..
حيث أن نفسي طابت من الدراسة النظامية ولولا ضغط الشيخ علي
لتركتها ولم أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام ..1412 للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برنامجا صارما في قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض الأبواب الفقهية التي
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الخبر برؤية الهلال ذلك العام ..
لم نتمكن من صلاة التراويح ليلة الأول من رمضان ..
فلم يبلغ الناس إلا متأخرين وأظنهم أعلنوا ذلك في آخر الليل ..
في ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عن برنامجه ؟؟
فقال : سأجلس أقرا القرءان في المسجد..
قلت له : سأبقى معك ..
قال: لا دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت : نعم سأفعل إن شاء الله..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ولم انم أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ثم بعد التسبيح والذكر ..
دخل لمصلى الجمعة الذي في مقدمة المسجد..
ورمى عباءته على الأرض وابتدأ في قراءة القرءان وهو يسير
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء .. حيث يختم كل ثلاثة أيام ..
فتكون ختمته في الشهر عشر ختمات ..
ولو شاء لختمه كله في يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن لا يقل عن
ثلاث لحديث عبد الله بن عمرو ابن العاص.. المعروف..
و بما انه ينزل لمكة ويمكث العشر في الحرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلاة العصر ليعوض
عن نفسه الختمات التي يريد أن يقرأها في مكة ..
ومن عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويحترز لذلك .. رحمه الله رحمة واسعة..
طلب مني الشيخ أن أراجع حفظي ثم بعد ذلك يسمع لي حينما ينتهي
من قراءة حزبه .. في المسجد أو ونحن نسير لبيته..
حيث لا يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوالي ثلاث ساعات من بعد الصلاة..
كانت لحظات روحانية أجد المتعة واللذة في استذكار تلك اللحظات
الجميلة ..
أذكر أن تلك الأيام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون المسمى ( العنابي ) !!
وكنت أتدثر بعباءتي وأقرأ القرءان ويصيبني النعاس أحيانا..
فأنام فيرفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظني فأستيقظ وأكمل
حزبي..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسير في المسجد كما يسير هو
ولكنني تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي لا ينام وينعس ولا يكسل ..
ذات مرة في تلك الأيام ونحن نسير لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والأسواق والشوارع خالية من الناس والسيارات ..
فلا تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافير..
طلبت من الشيخ أن يحدثني عن نفسه ..
وعن حياته في شبابه ..
فأخذ يروي لي أشياء جميلة سأذكرها في الحلقة القادمة
بحول الله تعالى ...
__________________









الرد مع إقتباس