عرض مشاركة مفردة
  #73  
قديم 15-05-2006, 03:48 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الثالثة والأربعون
ذات يوم من أيام رمضان المبارك تلك..
وبعد أن أكمل الشيخ حزبه من القرءان في الصباح..
دعاني لكي يراجع لي حفظي ..
فكنت أقرأ عليه ويفتح علي إن أخطأت ..
وكنت أمشي بجواره بين زوايا المسجد ..
دنا الشيخ من النافذة في الزاوية الغربية من الجامع..
ثم توقف قليلا!!
وأخذ يمعن النظر في مسجد الطين القديم الذي بني منذ زمن بعيد
يتجاوز القرن من الزمان وما زال حتى تلك الأيام يصلى فيه ..
قال لي الشيخ : أتدري؟؟
لقد حفظت القرءان في هذا المسجد ..
عند عمي سليمان آل دامغ رحمه الله ..
وكنت مؤذن هذا المسجد الصغير لفترة من الزمن...
قلت له : كم كان عمرك حينما حفظت القرءان ؟
قال : حوالي العشرة أعوام..!!
ثم أكملت تسميع حزبي .. وخرجنا من الجامع..
وكان الوقت حينها ضحى ..
ونكاد نسير لوحدنا في كل الطرق التي مررنا بها..
أخفيت مسجلي الجديد في جيبي ..
وقلت للشيخ : ياوالدي هل يمكن أن تحدثني عن شبابك وحياتك في
صغرك.. ؟؟
فتنفس الشيخ الصعداء ثم أخذ يروي لي في عبارات رقيقة ومعاني
سامية لا تحضرني جميعها ...
ولكن سأنسجها من ذاكرتي وأضيف عليها أشياء رواها الشيخ لي
في مواقف أخرى وهي بذات مضمون ما قاله.. دون زيادة أو مبالغة..
ولو كانت عندي مكتوبة أو مسجلة لرقمتها لكم بحرفها ولكن للأسف
لم يبق سوى ما في ذاكرتي وبالكاد تجود معي بشيء!!
قال رحمه الله:
كانت عائلتنا فقيرة .. كأغلب العوائل في عنيزة حيث مر على الناس
جوع ومخمصة لقلة الأمطار ولندرة المال، ولانعدام الأمن ، حيث يعجز
الواحد أن يخرج من عنيزة لبريدة أو لأي مدينة أخرى حينما يحل
الظلام .. خوفا من السراق وجماعات النهب والسلب...
كانت عائلتنا تملك بقرة حلوب نشرب من حليبها ولبنها ونتغذى من
سمنها ولحمها في المواسم.. كما هو الحال في كل بيوت عنيزة..
وكان والدي يذهب نهارا للوادي لكي يزرع ويسقي نخله وغرسه..
فكنت أساعده في شؤون عمله ..
حبب الله تعالى لي العلم وطلبه قبل أن تنشأ المدارس النظامية
والمعاهد، فالتحقت بحلقة شيخنا ابن سعدي رحمه الله مرورا بدروس
بعض تلاميذه الكبار اللذين كانوا يدرسون مبادئ العلوم لصغار الطلبة
ومنهم أنا (يعني الشيخ نفسه..)
فكنت أحرص على الجمع بين الطلب ومساعدة الوالد رحمه الله..
استمر الشيخ عدة سنوات في الدراسة على شيخه ابن سعدي
وأقبل الطلبة عليه من عنيزة وخارجها ..
حيث هو علامة القصيم حينها بلا منازع..
__________________









الرد مع إقتباس