عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 15-05-2006, 03:51 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

يقول الشيخ : كان شيخنا ابن سعدي رجلا حليما ورحيما بطلابه فكان
يشجعنا على الطلب بكل ما توفر له من إمكانات ..
فكان يثير جو المنافسة بين المجموعات بالمناظرات والمجادلة
والمحاورة ، فيكافئ المجموعة الفائزة أو الطالب المجد بحفنة من
تمرات الرطب أو العنب أو بمكافأة مالية رمزية ..
وكان الشيخ في دروسه يبسط الكلام ليستوعب الصغير والكبير عنه
ويحاور طلابه ويمازحهم أحيانا في دروسه ، مما يثير جو الحرص
وحب الاستماع والاستفادة من علمه وأدبه ..
وكان الشيخ يزور الطلبة في بيوتهم ويحضر مناسباتهم ويعود مرضاهم
يقول شيخنا : كانت مكتبتي حينها عبارة عن غرفة صغيرة ، انحشر
فيها وتصعب علي فيها الحركة سوى بمشقة ولها كوة صغيرة تشرف
على زريبة البقر ولم أكن أتأذى من روائحها النتنة لأنني لا أشم
أصلا!!
أراجع في مكتبتي المتواضعة دروسي من كتاب الروض وتفسير
الجلالين وغيرهما ..
يقول الشيخ : ثم مرت بعد ذلك فترة من الركود العلمي فتضائل عدد
الطلاب عند الشيخ ابن سعدي...
وشغل الناس بأمور سياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية
العربية الاشتراكية وغيرها بسبب الإعلام المنحرف والموجه..
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم في الجامعات والمعاهد
فهاجرت كثير من العوائل للمدن الكبرى كالرياض والمنطقة الشرقية
وغيرها...
يقول الشيخ : ثم إنني أصابني ما أصاب الناس فانصرفت عن دروس
الشيخ واشتغلت بالزراعة في الوادي مع الوالد ..
قلت له : كم الفترة التي انقطعتم فيها عن العلم؟؟
قال : خمس سنوات تقريبا!!
قلت له : وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال: أزرع واحصد ولم أكن أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عن
الشيخ ابن سعدي، وكدت أنسى القرءان غير أنني كنت أراجعه وأنا
أسير على حماري إلى الوادي!!
ولولا ذاك لنسيته ولكن الله سلم..
يقول الشيخ: ولم يكن يحضر حلقة الشيخ بن سعدي سوى عدد بسيط
من كبار طلبته ، ومع ذلك صمد الشيخ واستمر في التعليم والتأليف
والإفتاء.. والخطابة وتدريس العوام ..دونما انقطاع.. رحمه الله
رحمة واسعة..
يقول شيخنا: ثم إن الله تعالى حينما أراد بي خيرا ..
جئت يوما لجامع الشيخ ابن سعدي وحضرت درسه لأول مرة منذ
سنوات ..
فما عاتبني الشيخ ولا نهرني لانقطاعي ولم يقل لي:
لم غبت ؟؟
أو لم تركت العلم؟؟ أو نحو ذلك ...
مما أثر في نفسي وحبب الشيخ ابن سعدي لنفسي..
فرفع ذلك السلوك من الشيخ همتي ..
و توجهت بكل جوارحي للعلم ، فزاحمت الكبار وثنيت الركب بين يديه
وحصلت من علمه وأدبه ما فتح الله علي به ، فحزت رضاه وإعجابه
فقربني وخصني بدروس لي خاصة أو مع خاصة تلاميذه..
فقرأت عليه متونا كثيرة في الفقه والتفسير والأصول والنحو والصرف
والحديث والمصطلح وغيرها من العلوم النافعة..
__________________









الرد مع إقتباس