يقول الشيخ: ولازمت دروس سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عليه رحمة الله ..
فقرأت عليه جزءا من صحيح البخاري وأبواب الفرائض..
وقد أهتم بي الشيخ وخصني بدروس في منزله
فقرأت عليه عددا من المتون في قواعد التفسير والحديث وغيرها..
وحسبك بهذين العالمين الجليلين علما وفقها وسعة اطلاع ..
عليهم وعلى شيخنا سحائب الرحمة والرضوان..
الحلقة الرابعة والأربعون
بعد أن أكمل شيخنا دراسته في المعهد العلمي في الرياض..
رجع لموطنه عنيزة ..
ومكث في هذه المدينة الهادئة الوديعة طوال حياته..
وحينما افتتح المعهد العلمي في عنيزة عين شيخنا مدرسا فيه..
وأكمل دراسته بالانتساب في كلية الشريعة في الرياض..
أصيب الشيخ ابن سعدي بعارض صحي فسافر للعلاج إلى لبنان..
فتعافى .. ولكن المرض عاد له بعد فترة من الزمن..
فأرسلت طائرة الإخلاء لنقله فتوفي قبل أن ينقل للرياض..
وذلك في عام 1376 للهجرة..
واحتار الناس فيمن يخلف الشيخ ابن سعدي في الإمامة في الجامع الكبير والخطابة والتدريس في حلق المسجد..
ووقع اختيار عدد من الوجهاء على الشيخ محمد ..
رغم أنه لم يكن أكبر الطلبة سنا أو أقدمهم في حلقة الشيخ ابن سعدي..
وتبين للناس بعد حين أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا من الله تعالى ..
سبب موت العلامة الفقيه ابن سعدي رحمه الله فراغا في التعليم
الشرعي ، ولكن لم يطل الوقت حتى سد شيخنا مسده بل كاد يجاوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابن سعدي في الإلقاء حيث التبسيط والتركيز على الكيف لا الكم..
والعجب من بعض طلبة العلم في زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق في الدقيقة الواحدة كما كبيرا من المسائل والنقولات ولا يكاد يستوعب الطلبة من أستاذهم سوى النزر اليسير من علمه.. !!
يقول ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنهما..
في قوله تعالى ( وكونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قال هم من يبدؤون بصغار العلم قبل كباره..
قال لي احدهم يوما: ما بال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في دروسه التي نسمعها على الأشرطة فيها كأنه يدرس أطفالا لا طلبة علم ؟؟
قلت له : أنت تبالغ في كلامك.. لكن الشيخ يبسط المسألة لأن أفهام الناس تتفاوت فيستفيد من كلامه الطالب المبتدئ و كذلك الطالب المجد النهم .... فهي ربوع نظرة وبساتين عامرة كل يقطف منها ما
يسد حاجته ويروي عطشه ..
لقد ورث شيخنا هذا الأسلوب عن شيخه ابن سعدي والشيخ ابن سعدي
أخذ هذا الأسلوب عن الشيخ محمد الشنقيطي وليس هو صاحب أضواء البيان بل هو أحد العلماء اللذين مروا على عنيزة في طريقهم لمدينة الزبير في العراق حيث تتلمذ عليه الشيخ ابن سعدي في فترة بقاءه
في عنيزة واخذ عنه سند رواية الكتب الستة متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبهذه المناسبة يسرني أن أزف هذه البشرى لطلبة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله جميعا ممن تتلمذوا على يديه وحضروا دروسه واستحقوا أن يطلق عليهم عرفا أنهم تلاميذ لديه بأن لهم جميعا نسبا شريف
متصلا برسول الله صلى الله عليه وسلم !!
هو خير الأنساب وأفضل وأزكى عند الله لمن اتقى!!
من نسب الرحم والقرابة ..