عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 15-05-2006, 04:27 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

عقدة الخوف
يحذر المؤلف من تجذر الخوف والرعب من المحافل الماسونية فى الدول الغربية، لدرجة ان هناك قلة ضئيلة للغاية تجازف بنشر اية مؤلفات تتناول الاسرار المدمرة لتلك المحافل المشبوهة، حتى بعد تسرب المزيد من المعلومات الموثقة عن الانشطة التخريبية التى تمارسها تلك المحافل ضد الدول التى توجد بها، ويرصد المؤلف الاثار الهائلة للماسونية على الاحداث السياسية فى اوروبا وفى الشرق الاوسط، منذ بدء حركة الاستعمار الحديث، فعلى سبيل المثال كانت الماسونية وراء انفجار الثورة الفرنسية وكذلك كان الغاء الخلافة الاسلامية فى تركيا عام 1928 وليد الافكار الماسونية، ايضا كان معظم رؤساء الوزارة فى بريطانيا من اعضاء المحافل الماسونية، ويأتى فى طليعة هؤلاء رئيس الوزراء البريطانى الاشهر ونستون تشرشل، ولا يقتصر الامر المدمر للماسونية على الشئون السياسية وحدها، بل تتجاوز ذلك الى العمل على تخريب الاديان وفى مقدمتها الاسلام على وجه التحديد، وقد كانت الماسونية واليهودية وراء المذاهب الباطلة التى هبت على العالم الاسلامى منذ بدء الاتصال مع اوروبا فى العصر الحديث خصوصا القاديانية فى شبه القارة الهندية.

مصدر الخطر
تنبع خطورة المعلومات التى يحشدها المؤلف على صفحات الكتاب من استنادها الى حصيلة لقاءات متعددة قام بها المؤلف مع ابرز القيادات الماسونية فى بريطانيا، وقد نجح هؤلاء فى احتلال المناصب العليا فى تلك التنظيمات، ولذا لم يكن من المستغرب ان يتعرض المؤلف لحملة عاتية من التشهير والانتقاد وكانت الشبكة الدولية للمعلومات " الانترنت" مسرحا لحرب لا هوادة فيها ضد الكتاب والمؤلف فى نفس الوقت، فقد زعمت شخصيات وهمية تتخفى وراء ألقاب مجهولة ان المؤلف لم يتحاور مع المسئولين الرسميين عن المحافل الماسونية، بالرغم من تأكيد المؤلف على امكانية التحقق من مصداقية المصادر التى يرجع اليها ولكن بشرط ان يتم ذلك امام الهيئات القضائية فى المملكة المتحدة ومن اسخف الاتهامات التى وجهتها المحافل الماسونية الى المؤلف الادعاء بتحوله عن الديانة المسيحية مع اعتناق ديانة اخرى مجهولة من تلك النحل التى تموج بها شبه القارة الهندية، بل ان الماسونية روجت لاصابة المؤلف بورم فى المخ وحتى تثير اكبر قدر من اللغط حول سلامة الاراء التى ادلى بها.
ويتطرق المؤلف الى نقطة اخرى فى غاية الخطورة وهى لجوء بعض المحافل الماسونية الى ضم بعض الاعضاء قسرا، ولا يحاول هؤلاء التعساء التصدى للنفوذ المدمر لتلك المحافل، نظرا لتعدد الامثلة التى اجهزت فيها الماسونية على كل من تجرأ بانتقادها، وفى انتهازية مفضوحة تتهدد الماسونية خصومها بتوجيه الاتهامات بالعداء للسامية اليهم، ومن المعروف ان هناك ارتباطا وثيقا بين كل من اليهودية والماسونية، ايضا تزعم الماسونية ان انتقادها لا يلجأ اليه الا الفاشلون من الساسة، وبالتالى يتقاعس اى سياسى عن التصدى لهذا الاخطبوط، حتى لا يقال انه من اولئك الفاشلين الذين يحاولون انتزاع التأييد لاشخاصهم على حساب تلك المحافل المدمرة.


أكاذيب
على صعيد اخر تروج الماسونية لافكارها من خلال دعاية فى غاية الخبث والدهاء، حيث تزعم مصادر الدعاية الماسونية ان الدور الذى قامت به تلك المحافل ادى الى تقدم الغرب خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن انتماء معظم كبار المفكرين الى تلك المحافل، بل ان النصوص المتعلقة بالحريات العامة الواردة فى صلب الدستور الامريكى كانت من افكار الماسونية الذين اسسوا الكيان الفيدرالى للولايات المتحدة، وتدعى الماسونية ان جميع مواطنى الولايات المتحدة والمقيمين بها قد استفادوا بصورة مباشرة من " الخيرات " التى اغدقتها الماسونية، وبذا لا يحق لاحد ان ينتقد تلك التنظيمات، حيث جعلت مواطنى الولايات المتحدة يرفلون فى مظاهر الحرية التى يحسدهم عليها الجميع، بالرغم من ان هذا الادعاء يتميز بالصفاقة، فحتى الآن لم يتمتع السود من ذوى الاصول الافريقية بحقوقهم الكاملة حتى بعد مضى مئات السنين على ترحيلهم قسرا الى العالم الجديد.
وتمضى الماسونية فى مزاعمها، اذ نكشف عن الدور الذى قامت به فى الضغط على الكونجرس ابان تأسيس الولايات المتحدة، فلم يصدر عن الكونجرس اية قوانين تنص على احترام الاديان او المؤسسات الدينية، الامر الذى يكشف مدى انزعاج الماسونية من فكرة الدين فى حد ذاتها، وحتى الآن لا يوجد قانون صريح فى الولايات المتحدة ينص على حرية ممارسة شعائر الاديان او الصحافة.


الإلحاد
ويؤكد المؤلف ان هناك ركاما من الوثائق الاصلية التى تفضح دور الماسونية فى التحريض على الالحاد والتنكر للاديان، فضلا عن الدور المعروف للماسونية فى تخريب النظم السياسية القائمة بصرف النظر عن الشعارات التى ترفعها تلك النظم.. وتروج الماسونية لمقولة ان تأييدها الانقضاض على النظم السياسية ينبع من تصديها للفكرة القائلة بوجود حقوق الهية للملوك والرؤساء فى ممارسة الحكم، الامر الذى يتعارض مع فكرة المساواة المطلقة التى تروج لها الماسونية، غير ان هذه الاكاذيب لا تصمد امام الحقائق التاريخية الثابتة، فقد كان فردريك الاكبر حاكم الامبراطورية الالمانية حليفا مخلصا للماسونية، ومع ذلك كان من اشد الحكام المستبدين الذين شهدتهم اوروبا على امتداد تاريخها المعروف ايضا لم يمنع الانتماء للماسونية رؤساء الولايات المتحدة من ممارسة ابشع اساليب الاستعمار والسطو على الدول الصغيرة وابادة الملايين فى الحروب، فقد كان ترومان الماسونى هو الذى اصدر الامر بإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما ونجازاكى فى صيف 1945 ابان نهاية الحرب العالمية الثانية، بالرغم من ان اليابان كانت على وشك التسليم فعلا آنذاك.وتضيف مصادر الدعاية الماسونية ان انكار الحقوق الالهية للملوك والاباطرة ربما كانت سببا فى الحكم بالاعدام على المطالبين بتلك الافكار قبل نحو مائتين وخمسين عاما.
الا ان المؤلف يؤكد ان تطور الفكر السياسى لم يكن وليد المؤامرات التى افرختها الماسونية، بقدر ما كان نابعا من تعقد الحياة فى المجتمعات الاوروبية الحديثة، مما جعل ممارسة الحق الالهى فى الحكم بمثابة اكذوبة مضحكة بعد ان ثبت ان قرارات الملوك تنقصها الحكمة فى معظم الاحوال، بينما ادت الحروب التى خاضتها الدول الاوروبية الى اسقاط الهيبة الزائفة التى كان يتوارى خلفها الملوك.

وتحاول مصادر الدعاية الماسونية تبرير مساندتها المدمرة للالحاد بانها لا تعادى الاديان القديمة كسلوك تربوى فى حد ذاته، ولكنها تتصدى للهيمنة التى كانت تفرضها الدولة على الحياة الدينية، عندما كانت ترغم مواطنيها على اعتناق دين او مذهب رسمى، فى حين كانت العقوبات الشاذة تتربص بكل من يحاول التصدى لتطفل الدولة كمؤسسة سياسية واجتماعية على شئون الدين والعقيدة.

وامعانا فى الخداع تتظاهر المحافل الماسونية بانها تتقبل الانتقادات بصدر رحب، حتى لو ادى ذلك الى تلطيخ سمعتها بوحل تستحق اسوأ منه بكثير!! وتزعم الماسونية انها لا تكترث ان تكون من "شهداء" الحرية التى غرست بذورها فى الغرب الى اخر الاكاذيب الملفقة التى برعت الماسونية فى استدراج الغافلين بها، فكل القوانين المؤيدة للحريات تدعى الماسونية انها من صياغة مفكرين جهابذة وتصادف ان كان هؤلاء من اعضاء المحافل الماسونية المريبة.

ويتساءل المؤلف عن الأسباب الحقيقية التى تدفع الماسونية الى التخفى وراء الغموض والسرية ؟ خاصة اذا كانت بهذه الدرجة من الطيبة والبراءة التى تسعى الى التظاهر بها وما هو السبب الفعلى لانخراط صفوة المجتمع الامريكى والبريطانى فى عضوية المحافل الماسونية الا اذا كانت تلك المحافل تقدم لهم مصدرا هائلا للنفوذ والامتيازات.
للمزيد
المصدر
جريدة الشرق القطرية