عرض مشاركة مفردة
  #84  
قديم 16-05-2006, 03:14 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

ومع أنني والحمد لله ما زلت في عز شبابي ولم ابلغ ما بلغه الشيخ علي رحمه
الله في سنه إلا أنه وللأسف لم يبق في ذاكرتي مما يفيد وينفع الناس سوى
القليل النادر ..
كما سبق وذكرت كان البرنامج طوال الأيام العشر يسير بنمط واحد ..
وحيث أن الأخ علي قد سبق له أن رافق الشيخ فقد تولى تسجيل من
يدعونا، في دفتر أو ورقة يحملها معه فكان الشيخ يقول له ..
سجل عندك غدا السبت عند الشيخ عبد الرحمن السد يس .. والسحور عند
الشيخ عبد العزيز الحميدي وغدا عند فلان وهكذا ..
مما أذكره في تلك الأيام عدد من المواقف ..
كما لا حظتم لا ينام شيخنا طوال الليل إلا أن يغفو قريبا من النصف ساعة إن
وجد لها متسعا من الوقت قبل السحور..
ذات يوم لم أتمكن أنا و شيخنا من النوم نهارا بسبب شغل ما ، فأثقل ذلك
علينا جدا فكنت أذهب للمسجد للصلاة أو لقراءة القرءان أو لاستماع الدروس
فتغلبني عيني فأنام ولا استطيع القراءة أو الإصغاء ..
غير أن المشقة الأكبر هي على شيخنا رحمه الله فهو لا يجد فرصة ليستريح
لكثرة الناس والمحتاجين ..
فتحنا الأبواب للناس كما هو العادة في عصر ذلك اليوم وجلس الشيخ للناس
والمحتاجين وللفتاوى عبر الهاتف ..
ولا تسل عن حال شيخنا المسكين فقد كان يرفع سماعة الهاتف ويستمع لسؤال
السائل فينام وتسقط سماعة الهاتف من يده فيرفعها ويقول : أعد سؤالك فينام
ويكاد يسقط على وجهه دون أن يشعر..
وكان السائل يجلس بين يدي الشيخ فيكلمه والشيخ ينصت له ولكن النوم يغلبه
فينام ويبقى السائل حائرا ولا يدري ما يفعل حتى أغمز شيخنا فيستيقظ فيقول
: أين كنا؟؟
واستمر شيخنا في برنامجه حتى اليوم التالي وصمد للناس حتى بلغ به الإعياء
حدا لا يوصف..
وكانت القاصمة فجر اليوم التالي .. حيث أن الشيخ رحمه الله نام وهو يستمع
لقراءة الأسئلة وحوله الجمع الهائل من المستمعين والمقدر بالآلاف وكل يشهد
هذا الموقف وقد يذكره بعضكم !!
.. ولقد كان يتوقف أحيانا في الدرس فيغفو لثوان معدودة ثم يكمل حديثه في
موضوع مختلف .. حتى ظن بعض الجهال أن الشيخ خرف!!
أما أنا فاستمعت لبعض درسه فلم اقدر على التحمل فبحثت
عن زاوية في الحرم وتوسدت كتابي ونمت نوما عميقا ..
وظننت أني سأستيقظ قبل فراغ الشيخ من درسه ..
وهذا مالم يحصل ..
الذي حدث أن شيخنا حينما وصل للسيارة التي تنتظره عند الحرم ويقودها الأخ
علي التفت الشيخ حوله فلم يراني ..
وكان بإمكانه أن يذهب وسوف ألحقه فالدرب ليس ببعيد غير أن شيخنا لم
يفعل ذلك وليته فعل !!
قال لعلي : وين صاحبنا ؟؟
قال : والله ما رأيته ..
فرجع الشيخ من فوره لمكان درسه وهو بعيد عن موقف السيارة ،رجع
ليبحث عني والناس حوله ولا يعلمون مالذي يفعله الشيخ ..
بقي الشيخ يبحث عني لساعة من الزمن ..
حين ذلك استيقظت من نومي فتلفت حولي فوجدت المسجد شبه فارغ ..
فقمت وسرت في الأسياب على غير هدى كأنني مخمور من شدة التعب..
فالتقيت بالشيخ في منتصف الطريق وحوله عدد من الطلبة .. فقال لي:
أين كنت ؟؟ أنا ابحث عنك من ساعة !!
فخجلت والله خجلا لا يعلمه إلا الله .. ولم استطع أن أجيبه من الحياء
لكن شيخنا بسماحة نفسه ..
تجاهل الموضوع لعلمه بسبب ذلك وقال لي: النوم سلطان جائر!!
أنا شاب في قوتي نشاطي ومقتبل عمري وشيخنا رجل سبعيني ومع ذلك
يتحمل شيخنا مالم أطقه أنا أو غيري من الشباب ..
__________________









الرد مع إقتباس