عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 16-05-2006, 03:18 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الثامنة والأربعون
من المشاكل التي كانت تواجهنا في الوصول للحرم هو إيجاد موقف لسيارتنا
وذلك أن سيارة شيخنا ليست فارهة..
وفرها لنا الشيخ صالح الزامل جزاه الله خيرا ..
وذلك بناء على رغبة الشيخ أن تكون من السيارات العادية البسيطة..
كما قلت إن الناس تغريها المظاهر وتلهبها الزخارف
فقلما نحصل من البوابين البسطاء على التقدير..
ولذلك نعجز أحيانا في التعامل معهم ..
ذات مرة مررنا بجوار بواب فقلنا له نريد أن نوقف سيارتنا بالمواقف ..
فقال : هل معكم تصريح ؟؟
فقلنا : لا ..
وحدثناه سرا وهمسنا في أذنه ..
اسمح لنا فمعنا رجل ذو قدر وعلم ..!!
فالتفت ورأى شيخنا و سيارته فقدر وفكر في المسألة بناء على ما رآه ..!!
أما إن مررت أنا أو علي بالسيارة بدون الشيخ فلو دقت أعناقنا فلن نحصل على
الأذن بذلك !!
بمناسبة ذكر السيارات ..
حين وصولي لعنيزة ..
كان لدى الشيخ سيارتان ..
الأولى سيارة مازدا بوكسي موديل ثمانين ..
وهي سيارة الشيخ ويحبها ويهتم بها ..
حتى أن قراطيس المقاعد حينها مازالت عليها في تلك السنوات..
أما ضرتها الأخرى من السيارات فهي وانيت داتسن باب واحد
ويقودها أبناء الشيخ ولقد رأيت الشيخ مرارا يركبها في تنقله في عنيزة
روى لي أحد الثقات ..
يقول منذ زمن بعيد حيث لم يكن شيخنا يملك سيارة ..
اتصل عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز ودعى الشيخ ليزوره في مزرعته
المعروفة في القصيم..
فلبى شيخنا الدعوة .. واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله
لمزرعة الأمير..
فكان البروتوكول التابع للأمير قد رتب أن يستقبل الأمير سلطان
شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة سيارات الأمير وحشمه وضيوفه
فأصابها الخجل والحياء أمام أخواتها الفارهات الحسن ..
غير أن شيخنا لم يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالمظاهر ولا تحرك في مشاعره شيئا ..
فلما رأى الأمير الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغير وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال : ياشيخ محمد ،لا بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ : تعبرنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح والله يغنيك ويجزاك خير..
ولقد روى لي شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد لي ما حدث..
حيث أن أحد الأمراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر المهدي وقال : اعتبر هديتك وصلت وأعفني من
قبولها!!
شيخنا حينما يرد تلك الهدايا لا يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم
الهدية..
أبدا والله ..
غير انه رحمه الله رجل بسيط ويحب البساطة ولا يريد التكلف في
اللباس والمظهر أو المركوب .. عاش على ذلك ومات عليه ..
كما هو شأن سلفنا الصالح..
فرسولنا عليه الصلاة والسلام قبل هدايا الملوك والأمراء كما هو ثابت عنه..
وكان ابن عمر رضي الله عنه يقبل هدايا الملوك.. كما صح ذلك عنه..
وهو من هو في زهده وإتباعه لآثار النبي عليه السلام وسننه..
وللعلماء في ذلك تفصيلات وتقسيمات معروفة ..
يرجع لها من يريد الاستقصاء والبحث..
__________________









الرد مع إقتباس