عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-05-2006, 03:11 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

إن أخشى ما نخشاه هو أن تكون هذه الدعاوى من قبيل قول الله تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (المائدة : 52) .. لماذا كلما علا نجم الجهاد يُصر بعضنا على إخماد جذوته بكلمات باردة تزرع الخوف والهلع في القلوب !! لماذا نخشى نحن الرافضة !! أليسوا هم أحق أن يخشونا ونحن المأمورون بالإرهاب !!

إن الذي يخشى الله : لا يخشى الناس ، والذي يتوكل على الله : فالله يكفيه ، ولا والله ليس للنصارى ولا لشيعتهم عندنا إلا السيف ، لا نهادن ولا نداهن ، ولا نخاف ولا نخشى غير خالقنا ..

يا أهل العراق :

لقد أمركم الله بالجهاد في سبيله ، والجهاد : بذل الجهد في سبيل إعلاء كلمة الله ، ولا يكون جهاد بدون جوع وخوف ونقص في الأنفس والأموال والثمرات ، ولا يكون جهاد بدون ابتلاء ..

إن طريق الذل والهوان والرضوخ للعدو : سهل يسير على من لا عزة له ولا كرامة ، والمغريات كثيرة ، والنار حفّت بالشهوات ، ولكن طريق الله طويل شاق فيه من البلاء والمحن ما لو نجى منه أحد لنجى منه أكرم البشر ، إنه الطريق الذي اختاره الله لأنبيائه وأوليائه ، والجنة إنما حُفّت بالمكاره ، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} (البقرة : 214) ..

إن النصر صبر ساعة ، وقد بدأت بوادر النصر تلوح ، فاصبروا وصابروا واتقوا الله ولا تلقوا الراية فتهلكوا ويهلك من دونكم من المؤمنين ، وإياكم وأنصاف الحلول فقد رأيتم ما فعلت بمن كان قبلكم ومن هم دونكم ..

أنتم يا أهل سنة العراق اليوم بين خيارين :

الأول : التطوع في صفوف الجيش العراقي ، تأخذون راتبا من أمريكا التي سرقت أموالكم لتدفع لكم خشاشه تتترس بكم وتجعلكم مطية لسفك دمائكم وهتك أعراضكم ، وتأتيكم الأوامر – سواء من الرافضة أو الأمريكان أو ممثليكم في الحكومة – من المنطقة الخضراء !! هذا مع ما تلقونه من ذل وهوان على أيدي الرافضة (شيعة النصارى) ، فتكذبون على أنفسكم وتمنونها الأماني ..

الثاني : إتيان فرض فرضه الله عليكم ، فتجاهدون في سبيل الله تحت راية أمراء مسلمين يعرفون قدركم ويشدون على أيديكم وهم أمامكم في الصفوف الأولى في أزقة بغداد والأنبار ، ويكون رزقكم تحت ظل رمحكم (كما كان نبيكم) ، يهابكم الكفار وأذنابهم ، وتبقون أعزة بين حسنيين : نصر أو شهادة ..

فاختر لنفسك عبد الله ، لا تكلَّف إلا نفسك ، وكل نفس بما كسبت رهينة {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (النساء : 76) .. {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (القصص : 60) !!

وبعد ..
فعن عمرو بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني أخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة " . قالوا : ما هن يا رسول الله ؟ قال : " زلة العالم ، وحكم جائر ، وهوى متبع " . (رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات) .. فالعالم لا يتابع في زلته ، وإن كانت منزلته باقية إلا أن كل إنسان له هفوات وزلات وأخطاء ، ولكن زلة العالم ليست كغيرها ، والله سبحانه وتعالى جعل لنا مرجعا نرجع إليه : وحيه سبحانه وتعالى من كتاب وسنة ، وما أجمع عليه علماء الأمة إنما أصله الوحي ، والأمة أجمعت على أن دفع العدو الصائل واجب عيني متأكد على أهل البلد المحتل ، والعلماء أجمعوا على أن من أعان العدو - ولو بكلمة واحدة - فقد ارتد عن الدين وبرءت منه الذمة ..

ونحن نهيب بالشيخ القرضاوي – حفظه الله - أن لا يفتح علينا بابا نحن في غنى عن بذل الجهد في صده ، فالفتنة قائمة ، وأمراء الجهاد أعلم الناس بشغلهم ، وقد قالوا قولتهم ، ومثل هذه الفتوى تريق الدماء وتخالف بين الصلحاء وتشعل نار الضغينة ، فلا نريد أن يشتغل الناس بغير الجهاد فتتشتت الجهود ويتفرق الأحباب وقد أمر الله باجتماع الكلمة ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
17 ربيع الثاني 1427هـ
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)